تجدد الحديث عن توقيت صلاة الفجر ، بعدما هدأ لفترة طويلة ، حيث تقدم داعية السلفى موالى لجماعة الإخوان، بدعوى قضائية تطالب بتأخيرها لمدة نصف ساعة، فيما انتقد داعية أزهرى هذا الأمر ، خاصة أن دار الإفتاء قد حسمت هذا الجدل منذ فترة طويلة، وأن موعد صلاة الفجر صحيح، مشيرًا إلى أن الحديث فى هذا الشأن يشتت المواطنين فى أمور خاصة بعبادتهم.
بداية الأمر عندما، أقام”على سباق”المحامى وكيلاً عن عبد الرحمن لطفى عبد الرحمن، الداعية السلفى الموالى للإخوان، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، تطالب بوقف تنفيذ القرار السلبى بالامتناع عن تصحيح مواقيت الصلاة، وأهمها مواقيت صلاة الفجر لأن يكون الأذان بعد التوقيت الحالى بنصف ساعة.
واختصمت الدعوى رقم 33766 لسنة 71 قضائية، الدكتور محمد مختار جمعة بصفته وزير الأوقاف ، وقالت الدعوى ، إنه فى الثمانينات بالقرن الماضى ثارت على صفحات الصحف وفى دور العلم قضية المواقيت الصحيحة للصلاة وبالأخص صلاة الفجر، ونشرت العديد من الدراسات والتى انتهت فى نتيجتها إلى أن مواقيت الصلاة فى مصر تقوم فى غير التوقيت الصحيح لها، وأن صلاة الفجر يؤذن لها قبل وقتها الصحيح بفارق توقيت من خمسة وعشرين إلى أربعين دقيقة، بما يعنى أن صلاة الفجر تؤدى قبل دخول الوقت الذى هو من أهم شروط صحة الصلاة ووجوبها.
وفى سياق متصل قال عبد الرحمن لطفى صاحب الدعوى لـ"اليوم السابع": سوف ستعين بشهادة علماء الفلك الذين يؤكدون صحة كلامى”مضيفًا :”المصريون يؤدون صلاة الفجر فى توقيت خاطئ منذ 110 عام ولذلك تقدمت بدعوى قضائية حتى تكون صلاة المصريين صحيحة".
وأشار إلى أن موقف التيارات الإسلامية وبعض الدعاة فى هذا الأمر متخاذل، مضيفًا :"حزين جدا من موقف الجماعة الإسلامية حول هذا الأمر، لأنهم تراجعوا عما كانوا يقولون حول موعد صلاة الفجر، بالإضافة لذلك موقف محمد حسان ومحمد حسين يعقوب، فهؤلاء كانوا يؤكدون أن صلاة الفجر موعدها خاطئ ثم تراجعوا عن ذلك".
فى سياق متصل انتقد الشيخ أحمد البهى داعية أزهرى، تقديم دعوى قضائية بشأن موعد صلاة الفجر، مضيفًا :”هذا الأمر سوف يثير البلبلة ويشتت الناس فى أمور خاصة بعبادتهم”مضيفًا :"مواعيد الصلاة والعبادة لا تناقش داخل ساحات القضاء والمحاكم بل يكون مناقشتها فى المجامع الفقهية".
وأشار”البهى”فى تصريحات لـ"اليوم السابع”إلى أن وزارة الأوقاف قد حسمت النقاش فى هذا الأمر وقد أصدرت منذ فترة دراسة تؤكد أن المصريين يودون صلاتهم فى وقت صحيح”مضيفًا:”الحديث عن موعد صلاة الفجر قديم ويتجدد من وقت لآخر، فلا داعى أن نشتت الناس فى أمور مرتبطة بعباداتهم".
جدير بالذكر أن الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- أكد فى بيان أصدره فى شهر يونيو الماضى أن توقيت أذان الفجر المعمول به فى مصر وسائر بلدان العالم الإسلامى هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا.
واستنكر المفتى وقتها بشدة تلك الشائعات نشرها البعض للتشكيك فى توقيت أذان الفجر، والادعاء بأنه متقدم على وقته الحقيقى، وأنه مبنى على تقويم وضعه عالم غير مسلم، ومن ثم التشكيك فى صلاة المسلمين وصيامهم عبر القرون المتطاولة، ونحن نؤكد أن توقيت أذان الفجر المعمول به فى مصر وسائر بلدان العالم الإسلامى هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا.
وحسم مفتى الجمهورية الجدل الدائر فى هذا الأمر بقوله أن دعوى بدء الفجر من درجة 15 أو نحوها هى دعوى باطلة مخالفة لِمَا تقتضيه الأحاديث النبوية؛ من أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلى سُنة الفجر، ثم يغفو إغفاءة يسيرة، ثم يقوم إلى صلاة الفجر ويطيل القراءة فيها، ومع ذلك فإن النساء كن يخرجن بعد الصلاة لا يُعرَفْنَ من الغلس ، وهو: ظلمة آخر الليل، ولا يكاد الرجل يعرف صاحبه؛ أى بسبب الظلمة، وهذا كله لا يتفق بحالٍ مع هذه الدرجة المدَّعاة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة