إعتاد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان المريض بالغطرسة وجنون العظمة الانقلاب على أقرب الحلفاء له سوأ فى داخل تركيا أو خارجها فى حال تعارض مصالحه معهم، ولم يكن الهجوم الحاد الذى لم يخلو من السباب للحلفاء الأوربيين من "أردوغان" ضد كلا من ألمانيا وهولندا وسويسرا والنمسا لرفضهم التجمعات الانتخابية التابعة له والتى نمهد للاستقاء الدستورى الشهر المقبل والتى تجعل منه ديكتاتوريا هو الأول.
أردوغان ينقلب على جولن لانتقاده حزبه الحاكم
ففى داخل تركيا، طرد "أردوغان" استاذه ومعلمه رئيس حركة الخدمة فتح الله جولن عندما هاجم الأخير حزب العدالة والتنمية الذى أسسه أردوغان حيث قال إن حزب العدالة والتنمية وعد بدفع المسيرة الديمقراطية إلى الأمام، وبناء دولة القانون حين أتى أول مرة إلى الحكم، إلا أنه بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2011 غير مجرى سيره نحو إقامة دولة الرجل الواحد والتى يقصد بها "أردوغان" عندما كان رئيسا للوزراء فى ذلك الوقت.
وأكد "جولن" بأن الناخبين من حركة الخدمة، دعموا الحزب الحاكم في البداية إلا أنهم بعد ظهور هذا التغيير الملاحظ في مسيرة الحزب اتخذوا تجاهه موقفا مناقضا له، بعدما تبينت محاولة حزب العدالة والتنمية ربط كل شيء بالسلطة التنفيذية.
واعتبر جولن انقلاب أردوغان على حركة الخدمة التى كان يؤيدها فى البداية أسوأ عشرات المرات مما واجهته الحركة بعد الانقلابات التي قام بها الجيش العلماني التركى.
ورد "أردوغان" بمنعه العودة إلى تركيا حيث يقيم "جولن" بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999وحتى الأن ،بل وأتهمه أردوغان بتدبير تحرك الجيش التركى فى يوليو الماضى ضده بهدف الإطاحة به .
أردوغان ينقلب على بشار الأسد
ولم تشفع العلاقات الحميمة التى كانت بين الرئيس السورى بشار الاسد و "أردوغان" عند الرئيس التركى فى الحفاظ على صداقته مع "الأسد" فبعد الحرب السورية والتى أندلعت فى مارس من عام 2011 ، هاجم "أردوغان" الأسد فى جميع المناسبات بل وأعلن التدخل العسكرى فى سوريا للإطاحة به من سوريا بزعم مساندة الشعب السورى .
وقام "أردوغان" بدعم عناصر تنظيم" داعش" الإرهابى من خلال تقديم الدعم اللوجستى لعناصر "داعش" فى سوريا وبالتحديد فى مدينة "الرقة" ضد الجيش السورى، التدخل السافر لأردوغان فى سوريا ، دفع الرئيس الاسد للهجوم عليه ففى إحدى اللقاءات الصحفية أكد الأسد على أنه طالما الذي يقود دفة السياسة التركية شخص غير سوي ومضطرب نفسياً كأردوغان، علينا أن نضع كل الاحتمالات، عندما تتعامل مع شخص غير سوي نفسياً، فلا مكان للمنطق مشددا على حق سوريا في أن تدافع عن أراضيها.
وكان "أردوغان " قد شن هجوما كبيرا على دولتى هولندا وألمانيا، قائلا إن تركيا ستعمل سريعا على محاسبة هولندا بعد التصرفات التى صدرت منها، مؤكدا: "ألمانيا تدعم الإرهاب بلا هوادة".
وأشار أردوغان خلال حوار تلفزيونى، إلى أن تركيا ستفرض كل أشكال العقوبات الدبلوماسية المتوفرة لديها، لافتا إلى أن هناك تحركات تركية تجاه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للمطالبة بمقاضاة هولندا على تصرفاتها، حسبما ذكر، مؤكدا "إن الصحفى الألمانى التركى دنيز يوجيل عميل وإرهابى".. وتعتقل سلطات بلاده صحفى يحمل جنسية مزدوجة (ألمانية-تركية) بتهمة التجسس.