شكل سقوط الكاميرونى عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، فى الانتخابات الرئاسية لـ"الكاف"، التى أقيمت اليوم، بالعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، على هامش الجمعية العمومية العادية رقم 39، وحصد حياتو 20 صوتاً فقط من أصوات الجمعية العمومية فى مفاجأة مدوية، بينما حصل أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر على 34 صوتاً.
وكانت هناك العديد من الشواهد التى تؤكد قرب انتهاء هيمنة عيسى حياتو على الاتحاد الأفريقى لكرة القدم منذ عام 1988، وهى الشواهد التى تؤكد تفشى ظاهرة الفساد داخل أروقة الاتحاد الأفريقى، وهذا ما نستعرضه سوياً خلال السطور القادمة..
أمم أفريقيا 2017
ظهرت الملاعب المستضيفة لبطولة كأس الأمم الأفريقية التى أقيمت مؤخراً فى الجابون بصورة سيئة للغاية أثارت اندهاش العالم، لاسيما أن بطولة قارية مثل كأس الأمم الأفريقية تحظى بمشاهدة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى مختلف أنحاء العالم.
وأدى سوء أرضية الملاعب إلى إصابة العديد من نجوم المنتخبات المشاركة فى البطولة، مثل محمد عبد الشافى ومروان مع منتخب مصر، لاسيما أن منتخب "الفراعنة" كان يخوض مبارياته فى ملعب "بورت جنتيل"، والذى وصفته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية بأنه عارٍ على القارة الأفريقية كلها وعلى كرة القدم، وأنه غير مؤهل لاستضافة بطولة كبيرة فى حجم كأس الأمم الأفريقية، موضحة أن أرضية الملعب السيئة تسببت فى إصابة العديد من اللاعبين، وانخفاض مستوى المباريات.
وأصر "الكاف" على إقامة البطولة فى الجابون، رغم عدم انتهاء التجهيزات الخاصة بالمرافق والمنشآت الرياضية، علماً بأن الجزائر كانت المرشح الأوفر حظاً للفوز بتنظيم تلك النسخة، قبل أن يقرر الكاف منحها للجابون فى ظل العلاقة الوطيدة التى تجمع بين عيسى حياتو والرئيس الجابونى على بونجو، بعدما ألمح محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم إلى إمكانية منافسة عيسى حياتو على رئاسة "الكاف".
فساد حقوق البث
عانى عشاق كرة القدم فى القارة السمراء من فساد الاتحاد الأفريقى، بسبب الحرمان من مشاهدة مباريات منتخباتها الوطنية بسبب فساد حقوق البث.
وبعد المخالفات التى اقترفها الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" بمنح شركة "لاجاردير" الفرنسية حقوق بث وإذاعة مباريات كأس الأمم الأفريقية من 2017 حتى 2028، بعدما حصلت الشركة نفسها على حقوق البث من 2008 حتى 2016.
وكان النائب العام قرر إحالة كلٍّ من عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، وهشام العِمرانى سكرتير الاتحاد، للمحاكمة الجنائية إثر طلب جهاز حماية المنافسة المصرى فى يناير الماضى تحريك الدعوى الجنائية ضدهما، وذلك لقيامهما بمخالفة قانون حماية المنافسة المصرى رقم 3 لسنة 2005، والمتمثلة فى استغلال الاتحاد ما يتمتع به من حصرية لحقوق الرعاية لبطولات القارة الأفريقية وحقوق البث، والقيام بمنحها مباشرة وبصفة باتت مستمرة لشركة وحيدة، وهى التى حصلت على هذا الحق وفقًا للعقد المنتهى فى سبتمبر 2016، وليتم التجديد لها مرة أخرى، حتى قبل انتهاء تاريخ العقد، ولفترة زمنية أخرى إلى 2028، بل مع إعطاء أولوية لذات الشركة فى التمتع بهذه الحقوق حتى عام 2036.
التهديد بنقل مقر الكاف
هدد الكاميرونى عيسى حياتو بنقل مقر "الكاف" من القاهرة إلى العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" أو المغرب، اعتراضاً على إحالته للمحاكمة الجنائية بسبب فساد حقوق البث، وهو ما أثار غضب مصر والعرب، لاسيما أن مصر كانت من الدول المؤسسة للاتحاد الأفريقى.
"حياتو" مقصلة المعارضين"
"الديكتاتورية" كانت شعار عيسى حياتو طوال فترة حكمه للاتحاد الأفريقى، وهو ما ظهر واضحاً عندما قررت اللجنة التنفيذية للكاف التحقيق مع فيليب تشيانجوا رئيس اتحاد زيمبابوى واتحاد أفريقيا الجنوبية لكرة القدم "كوسافا"، سبب البيانات الصادرة منه ضد رئيس الكاف وأعضاء اللجنة التنفيذية.
ويعد قرار اللجنة التنفيذية لـ"الكاف" بفتح تحقيق مع فيليب تشيانجوا بعدما أطلق شرارة تمرد أفريقية ضد عيسى حياتو، وذلك بعقد اجتماع طارئ يوم 24 فبراير الماضى لاتحاد أفريقيا الجنوبية الذى يضم 14 اتحادا كرويًا، والذى تم من خلاله دعم أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم الفائز بانتابات رئاسة الاتحاد الافريقى هذا العام.
كما قررت للجنة التنفيذية بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم فى وقت سحب حق تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة 2017 من مدغشقر، بعدما قرر أحمد أحمد الترشح لرئاسة الكاف أمام عيسى حياتو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة