فى نفسهم غرض، والغرض مرض، ولهذا يحرمهم الله من فلاح النتيجة، فلا تجديد دينى سيحدث، ولا تنوير سيشق طريقه وسط الظلام، ولا خطاب دينى جديد سيظهر لمواجهة خطاب الإخوان وداعش وباقى رفاق فتاوى التطرف.
لا ينصر الله سوى مخلص، والمخلص هو أى شيخ أو مفكر أو مثقف غير هؤلاء الذين صمتوا لعقود طويلة عن الحديث فى تجديد الخطاب الدينى ثم انطلقوا كما سيارات الزفة تعلو أبواقهم فى مولد تجديد الخطاب الدينى بعد أن تحول من ضرورة فكرية إلى مطلب رئاسى.
والفخ منصوب لمن لا يعرف أن من يتصدى لمعارك تجديد الخطاب الدينى على أساس فكرى لا يصنع أبدًا تلك الضجة المبتذلة، وإذا وصمت الضجة بالابتذال فاعلم أنه لا والد لها سوى معارك الفنانات والحوارى.
من حق أى كائن بشرى أن يرفع راية النقد والتحقق فى وجه البخارى ومسلم، وباقى كتب التراث الإسلامى، هذا ما جنته يد المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية على نفسها وعلى التراث الإسلامى، حينما كفت يدها ويد الناس عنه تحت مظلة التقديس، لكنّ فرقًا كبيرًا أن تفعل هذا مثل الكبار أو تفعله وأنت راكب الموجة.
نعود مجددا وكأن أحدا لم يتعلم من الماضى القريب إلى المعركة الأشهر بين إسلام بحيرى ومن معه، والأزهر ومن خلفه، مكالمات هاتفية، مناظرات تليفزيونية، تقارير صحفية، العشرات من هذا والمئات من ذاك، ومع ذلك لن تجد إجابة مفيدة إن سألك أحدهم: وماذا استفدنا من العراك الدائر، ما الناتج الفكرى لتلك المعارك ؟.. لا شىء سوى الصراخ، ومزيد من الأوقات الإعلامية الساخنة، والمزيد من الشهرة لأطراف الصراع.
فى الماضى كان الكبار إذا اختلفوا ردوا على الفكرة بالفكرة، والطرح بأطروحة أخرى فى كتاب كامل، والبحث ببحث أكبر منه، والنظرية بنظرية أعمق منها، وهكذا كانت تدور دائرة الصراعات الفكرية مثلها مثل الساقية، لا تدور فى الفراغ بل لكى تملأ الأرض خيرًا. الإمام محمد عبده لم يكن بقصته وثورته الدينية بعيدًا عما نعيشه الآن، وقف وحيدًا لمواجهة حالة الجمود الفكرى والدينى التى عاشها الأزهر، وباقى المؤسسات الدينية والاجتماعية، لكنه كان أكثر ذكاءً، فلم يسخر من التراث، ولم ينطق بعبارة مبتذلة مثلما تفعل فاطمة ناعوت أو ميزو أو غيرهم، لم يفاخر الناس بأنه «يهتك عرض التراث» مثلما قال إسلام بحيرى من قبل، بل كان، رحمه الله، يقول: «العيب فى النظرة إلى التراث من خلال منظور تقليدى رجعى لا يتماشى مع العصر»، ودخل فى معارك فكرية متعددة مع كتاب غربيين، مثل رينان وهاناتو، ومع عدد من الشيوخ الرجعيين داخل الأزهر، ورفع فى وجههم شعار «إذا تعارض النص مع العقل أخذنا بما دل عليه العقل»، وأكد ضرورة حماية المسلمين من تسلط الفكر الرجعى، قائلًا: «لكل مسلم أن يفهم عن الله من كتاب الله، وعن رسوله من كلام رسوله دون توسط أحد، لا من سلف ولا من خلف».
أما الآن فهم يخوضون المعركة بالصوت العالى، وبما تجود به قواميس اللغة من شتائم وتحقير وسخرية، ومن يفعل ذلك فى معركة مفترض أن يكون مبتغاها وجه الله والوطن فلا تنتظر من نتائجها أن تكون مما ينفع الناس، ويمكث فى الأرض، بل ستكون مثل الزبد يذهب جفاء.
عدد الردود 0
بواسطة:
Sharihan ali
المحلة الكبرى
اسلوبك اكتر من رائع بجد..
عدد الردود 0
بواسطة:
ازهرى
للاسف استاذ محمد البعض يتصور ان الازهر به كهنوت وانه صاحب التوكيل الحصرى للدين
وان الخوض فى الدين قاصر عليه فقط****وهذا امر مفترى على الازهر وليس بصحيحا بالمره ***فالازهر طوال عمره واسع الصدر مفتوح لكل الاراء يتقبل النقد **وزياره حتى رؤساء الغرب للازهر خير دليل على سمعته الطيبه***لكن للاسف منا ومن بيننا ومن ابناء جلدتنا من يريد اظهار الازهر بهذا المظهر السيئ **ووضصل الامر الى اتهام الازهر بانه راعى الارهاب والارهابين بل زاد الامر الى حد ان احدهم اراد ان يرفع قضيه فى المحكمه الدوليه على الازهر لاعتباره جهه ارهابيه****والعجيب انهم يقولون ان هدفهم تجديد الدين ***هل منعهم احد من التجديد **من اراد ان يجدد فعلى الاقل يطبق على نفسه ادنى القواعد ومنها عدم التهكم والسخريه وعدم التطاول وعدم السب والقذف **لاتجديد بصراخ وعويل ونحيب وبكاء***لاتجديد دون فهم وبحث فى اسباب النزول والناسخ والمنسوخ الخ الخ الخ **سؤالى اذا اراد هؤلاء التجديد فعلا فلماذا يصرون على التواجد فقط فى الفضائيات ولايذهبون الى الازهر يناقشون ويتناقشون***هل الفضائيات والجالسين امامها هم من سيجدوون ***عموما سيذهب هؤلاء وتنتهى تلك الموجه وسيبقى الازهر شامخا كما كان***وتحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
مقال رائع أهنئك عليه
أفضل ما قرأت تعليقا على هذا الموضوع.. جزيل الشكر و ارجو أن يقرأ عدد كافى هذا المقالز
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
وجهة نظر
وجهة نظر ..هناك ثوابت لا يمكن المساس بها حتى لو أشرقت الشمس من الغرب.. هذه الثوابت واضحه جليه بكتاب الخالق عز وجل مذكورة في الخمس آيات الأول من سورة البقره..ما عدا هذه الآيات قابل للنقاش والتغيير والتصحيح مهما أوتي البشر من علم
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو حمزه الملوانى
لكل مسلم ان يفهم عن الله جل وعلا من كتاب الله وعن رسول الله من احاديث رسول الله ،صلعم ،
جميل جدا وواضح ومباشر وفى الصميم ما قاله الامام المجدد محمد عبده عليه رضوان الله ولكن ماذا لو أمسكنا كتاب البخارى وبه الكثير الذى يسئ للصحابه رضوان الله عليهم وعلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا سنفهم نحنوا محدودى الفكر بامثال حديث الذبابه وحديث الرضاعه وغيرهم الكثير ،،،،،، أليس ما طالب به الغيور على دينه إسلام بحيرى من تنقية كتب التراث حتى لا يبلبل أفكار الناس العاديه هو فى صالح الجميع وما تقوله فاطمه ناعوت هو فى صالح الوطن والمواطن وقبلهم التراث
عدد الردود 0
بواسطة:
ليبرالي
نفس المسار
الأزهر يتحرك بنفس الطريقة القديمة التي تحركت بها الصحف القومية إلى أن ظهرت الصحف الحزبية ثم المستقلة فأنتهت هذه الصحف التي لا تقدم جديد يقبله الناس حتى ظهرت الصحافة الإلكترونية فأنتهت الصحافة الورقية تقريباً . وهو نفس الطريق الذي سار عليه التليفزيون حتى ظهرت المحطات الفضائية فأنتهى التليفزيون وإذا لم تطور المحطات الفضائية نفسها ستنتهي بمحطات تليفزيونية على الإنترنت تقدم ما يريده الناس . أما اسلوب أنا فقط عندي كل شىء وهذا هو الصحيح والباقي أما مضلل أو مستفيد ولا تطوير ولا حرية ولا فكر مصيره الزوال وهو طريق النهاية . الحياة تتطور والأجيال الجديدة تفكيرها مختلف ومنابع المعرفة عندها مختلفة لابد من مسايرتها لكي ننجح .
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed hessin أسكندرانى وأفتخر
مع تعليق رقم 1 و 3 ..
وأضيف باين عليك من مقالك أنك أستاذ محترم يا أستاذ محمد الدسوقى ...