لا تزال شحنات الجمال الواردة من السودان أسبوعياً، تحتجز لعدة أيام داخل الحجر البيطرى بمدينة أبوسمبل الحدودية جنوب مصر، بسبب تعرض عينات منها للإصابة بفيروس "الكورونا" وانتظار أصحاب الجمال لنتائج العينات التى يتم تحليلها فى المعامل المركزية بالقاهرة، الأمر الذى يهدد تجارة الجمال بين السودان ومصر، ويتسبب فى غضب التجار باستمرار.
سوق الجمال بمدينة دراو
وانتقل "اليوم السابع" إلى سوق الجمال بمدينة دراو محافظة أسوان، للتعرف من التجار على المشكلة التى تواجههم أسبوعياً وتؤثر على تجارة الجمال الواردة من السودان، ومطالبهم فى ذلك الأمر.
عياد أبو عمار، تاجر بسوق الجمال، أكد أن تجارة الجمال تعرضت مؤخراً إلى تعقيدات فى الإجراءات البيطرية، بسبب لجوء المسئولين عن المحجر بمدينة أبوسمبل الحدودية إلى حجز شحنة الجمال بالكامل فى حالة ظهور اشتباه فى إصابة بفيروس "الكورونا" لمدة تصل إلى 15 يوماً.
تجارة الجمال فى أسوان
وأضاف "أبو عمار"، أن التجار يستلمون شحنات الجمال الواردة من الحدود السودانية صباح يوم الاثنين من كل أسبوع، ثم تدخل عقب ذلك إلى محجر أبوسمبل صباح يوم الثلاثاء، ويعانى التجار خلال هذه الفترة من تأخر العينة التى تسحب من الجمال وتسافر إلى القاهرة لتحليلها فى المعامل المركزية، فيتم حجز الشحنات بكامل أعدادها لمدة 15 يوماً فى حالة الاشتباه فى جمل أو اثنين فقط.
وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة تحتاج الجمال إلى مرعى وأكل وهو غير متوافر لكل كميات الجمال المحتجزة، بجانب معاناة شرب الجمال من المياه الموجودة فى مدينة أبوسمبل باعتبارها مياه غير صالحة للشرب لأنها مياه آبار.
السلامة البيطرية تظهر باللون الاصفر فى رأس الجمل
من جانبه، قال الشيخ عثمان النعيم، تاجر سودانى، أن تجارة الجمال بين مصر والسودان قديمة بقدم شعبى وادى النيل، لأن الجمال تأتى عن طريق السودان وتدخل مصر عبر الحدود المصرية السودانية، ويستنفع منها أهالى الشعبين فى الربح المادى والتجارى والسفر وغير ذلك، مشيراً إلى أن تجارة الجمال تغيرت عن السابق ولم تعد تجدى على التاجر السودانى والمصرى بسبب زيادة الإجراءات الجمركية وزيادة الرسوم المفروضة، ويتحكم الدولار فى سعر السوق بين السودان ومصر، ويعد الارتفاع فى سعر الدولار خسارة كبيرة على التاجر السودانى والمصرى "على حد قوله".
صحفى اليوم السابع مع تجار الجمال
وأوضح عدلان عبد العزيز، تاجر جمال سودانى الجنسية، بأن الجمال تنشأ فى موطنها السودانى سواء من دارفور أو دنقلة أو غيرهما، ويقوم صاحب قطيع من الجمال بتصميم قطعة حديدية بشكل ورسم معين عند الحداد، ثم يسخن على هذه القطعة ويكوى بها كل الجمال فى رقبتهم كعلامة يستدل بها صاحب الجمال على قطيعه وتسمى "وسم"، وفى حالة سرقة أو فقدان أى جمال منها يمكن استرجاعه بهذه العلامة، التى تختلف فى قبيلة عن الأخرى ومن تاجر لآخر داخل السودان، وتوضع علامة صفراء اللون فى أذن الجمال بعد الانتهاء من فحص الجمل فى المحجر البيطرى، والتأكد من سلامة العينة التى تؤخذ عشوائية من قطيع الجمال ويدون عليها باركود برقم مختلف لكل جمل.
تجارة الجمال بالسوق
ولفت وليد حسن عمار، أحد تجار الجمال بدراو، أن أعداد الجمال الواردة من السودان أسبوعياً تصل من 5 إلى 6 آلاف رأس جمل لكل الأسواق فى أسوان أو القاهرة، سواء عن طريق منفذى آرقين بأسوان أو حلايب وشلاتين بالبحر الأحمر، وتقطع الجمال فترة التجارة من السودان إلى مصر على أقدامها مسافة تصل من 30 إلى 40 يوماً، ويقوم وكلاء تجارة الجمال فى تخليص الإجراءات الجمركية على الحدود الجنوبية.
وناشد تجار الجمال، المسئولين بضرورة وجود معامل بمحافظة أسوان، لتحليل عينات الجمال داخل المحافظة دون الانتظار 15 يوماً لحين السفر بها إلى القاهرة، بجانب ضرورة إعادة فتح المحجر البيطرى القديم والقريب من سوق دراو، لتسهيل الوقت والجهد ومشقة السفر إلى مدينة أبوسمبل جنوب مدينة أسوان بنحو 300 كيلو متراً، كما أن المحجر المغلق ذات مساحة واسعة وغير مستغلة حالياً، خاصة أن مدينة دراو أصبحت ضيقة فى المساحة بسبب التوسع السكانى واكتظاظها بالسكان.
الجمال الواردة من السودان
فى المقابل، أكد مصدر مسئول بالمحجر البيطرى- فضل عدم ذكر اسمه- أن احتجاز شحنة الجمال الواردة من السودان لحين الانتهاء من فحصها بيطرياً، هو إجراء وقائى صحى يقوم به الحجر البيطرى للتأكد من سلامة الجمال الواردة من السودان وفى طريقها إلى الأسواق للتجارة أو الأكل منها.
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن احتجاز الشحنات يكون فترة ثلاثة أيام مبدئياً، نظراً لعدم وجود معامل تحاليل بمحافظة أسوان، ويضطر مسئولو العينات السفر بها إلى القاهرة، وانتظار نتائج التحاليل ثم يتم الرد تليفونياً على مسئول المحجر البيطرى، والذى يفرج عن الشحنة فى حالة سلامة العينات، وفى حالة الإصابة يتم احتجازها لمدة أطول لحين التعامل معها بيطرياً وفقاً للإجراءات المطلوبة.
تاجر جمال وصحفى اليوم السابع
وأوضح بأن الحجر البيطرى بأبوسمبل أفرج خلال هذا الأسبوع عن شحنة جمال واردة من السودان بلغت أعدادها 3 آلاف رأس من الجمال وتم تسليمها للمستوردين، وذلك بعد أن تم احتجازها لعدة أيام لحين ظهور نتائج العينات، بعد الاشتباه فى إصابتها بفيروس "الكورونا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة