خالد عزب يكتب: مأزق الهوية فى إيران

الخميس، 16 مارس 2017 07:07 ص
خالد عزب يكتب: مأزق الهوية فى إيران غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية العدد "الخامس والثلاثون" من سلسلة كراسات مراصد، بعنوان "مأزق الهوية فى إيران"، والعدد من تأليف أحمد محمد بور، جليل كريمى، وكريم محمودى، وقد نقله إلى العربية أمنية الجميل ومحمد عوض، وراجعت الترجمة خلود سعيد.

 

يُعد مأزق الهوية من الموضوعات التقليدية، وهو ذو مفهوم واسع ومتنوع، ولا يتعلق مأزق الهوية بفرد أو مجتمع بعينه، وبعبارةٍ أخرى، ليس بالمشكلة المحلية، وإنما انعكاس لأزمة عالمية.

 

واعتمد الباحثون فى دراستهم على منهج تحليل "كيفى تلوى (ما ورائى) Meta-analysis"، حيث يهدف التحليل التلوى فى كلٍ من المنهجيات الكمية والكيفية، إلى إدماج نتائج دراسات متعددة بهدف إعادة تحليلها وإنجاز تفسيرٍ جديد، وإلى حدٍ ما أكثر شمولية للظاهرة أو الموضوع محل الدراسة.

 

وتناول الباحثون ثلاث مقاربات للنظريات العالمية للهوية وهى: المقاربات الجوهرية، ومقاربة الخطاب، والمقاربة البنائية" التى تنظر إلى الهوية كبناء اجتماعى"، واستخلص الباحثون من خلال تحليلهم للأدبيات النظرية والتجريبية لهذه الدراسة، أن النظريات الاجتماعية أكثر فعالية فى دراسة موضوعات كالهوية، من النظريات فى المجالات الأخرى، لا يرجع هذا إلى الدراسات الاجتماعية المتواترة عن الهوية، حيث يوجد الكثير من الدراسات الأخرى، مثل الدراسات النفسية، عن الموضوع، ولكنه يرجع أساسًا إلى أن الهوية ظاهرة اجتماعية تمامًا، حيث أشار الباحثون إلى أن الهوية ليست بالحقيقة الفطرية، ولا الجوهرية، ولا اللغوية، ولكنها حقيقة واقعية، ومركب من التوليفات المختلفة للعناصر الحقيقية والمتماسكة وتفاعلاته.

 

بالنسبة للمفكرين الإيرانيين ومشكلة والدراسات النظرية عن مشكلة الهوية فيؤكد الباحثون أن الهوية تشكل أحد الموضوعات الأساسية لهذه الجدليات الفكرية.

 

ومن خلال التحليل خلص الباحثون إلى عدة نتائج لهذه الدراسات منها، فيما يخص مصادر الهوية، أنه لا يوجد إجماع أو اتفاق واسع وتام، ولكن بشكلٍ عام يمكننا القول بأن اللغة الفارسية، والمذهب الشيعى، والإسلام، والثقافة الشرقية، والصوفية الشرقية، والحداثة والتاريخ القومى، كلها عوامل مُحدِّدة شديدة الأهمية للهوية الإيرانية، كما أن المفكرين الإيرانيين أكَّدوا على وجود علاقة ومزامنة بين دخول شكل معين من الحداثة لإيران، وظهور مشاكل الهوية وبالتبعية أزمة الهوية.

 

تناول الباحثون فى التصنيف الثالث الدراسات التى أُجريت للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه فى الجامعات الكبرى بإيران، حيث توجد مجموعة كبيرة من الأدبيات التجريبية من أطروحات ودراسات بحثية ومقالات تتضمن الهوية فى موضوعاتها على الأقل.

 

وتناولت الدراسات النظرية عن الهوية فى إيران الهوية القومية وذلك نظرًا لموقفها الاستعادى من الهوية، بينما تناولت الدراسات التجريبية للهوية فى المقام الأول الهويات الفرعية مثل الهوية العرقية، والقبلية، والشخصية، والنوعية، وعادةً ما درست الهوية القومية فى علاقتها بالهويات الفرعية، ولذلك بحثت فى هذه الأبعاد من الهوية والتى من المحتمل أن يكون لها الأثر الأكبر على تحديد الهوية فى المستقبل.

 

ويضيف الباحثون أن مجموعة مختلفة من العناصر، ذات أوازنٍ مختلفة، هى التى تشكل الهوية، وهو ما يشير إلى أن تشكيل الهوية الإيرانية يُصوِّر نسيج مهجن ومركب على كل المستويات.

 

وفى النهاية، نظراً لقصور الأبحاث عن الهوية الإيرانية عن تمييز مفاهيمها الخاصة، فقد اختلط مفاهيم مثل الجماعة والمجتمع، والأمة، والتشكيلات العرقية والقبلية، ومستويات الهوية مثل، الاجتماعى، والشخصى، والقومى، والعرقى، والدينى، والسياسى، والثقافى وما إلى ذلك، ببعضها البعض؛ وهى المشكلة التى تقلل حتمًا من صلاحية الدراسة بشكلٍ كبير.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة