لا يمكن أن نتناول الأطماع الإسرائيلية فى سيناء دون أن نتطرق لثلاثة أمور أساسية، الأول، دور مرسى وجماعة الإخوان فى توطيد أركان مشروع الفوضى الخلاقة وسعيهم لتنفيذ خطة إنشاء دولة «غزة العريش» بالتعاون مع فرعهم «حماس»، والأمر الثانى سعى الإدارة الأمريكية السابقة إلى تدمير المنطقة العربية ودولها الكبرى المستقرة بما فيها مصر لضمان أمن الدولة العبرية مائة سنة قادمة، والأمر الثالث هو مدى ضلوع تل أبيب فى دعم التنظيمات الإرهابية فى سيناء بالمعدات والسلاح لتقويض استقرار مصر وإجهادها فى حرب استنزافية لأطول فترة ممكنة.
بالنسبة للأمر الأول، أذكركم بالحوار الخطير لمحمود عباس أبومازن، الذى روى فيه تفاصيل لقائه مع المعزول محمد مرسى بعد توليه حكم مصر، فى هذا الحوار الموثق الذى يمكن الرجوع إليه بسهولة يعترف أبو مازن أن المعزول عرض عليه دولة فلسطينية ممتدة بطول ألف كيلومتر مربع داخل سيناء المصرية وبمباركة الولايات المتحدة وإسرائيل طبعا التى تريد حل القضية الفلسطينية بالتخلص من جميع الفلسطينيين فى الضفة الغربية وإلقائهم فى سيناء.
أبومازن عندما ناقش المعزول فى مبدأ منح أراضٍ مصرية لغير المصريين، رد عليه المعزول بجملته الشهيرة: «وأنت مالك، الفلسطينيين لو عايزين يقعدوا فى شبرا نديها لهم»، لكن الجديد الذى كشفه أبومازن، أن مشروع إسرائيل لتوطين الفلسطينيين فى غزة لم يمت، ومازال قيد البحث والنقاش بين حماس «حركة المقاومة سابقا»، وبين إسرائيل برعاية تونى بلير نفسه.
الأمر الثانى، مشروع أوباما، هيلارى لتدمير المنطقة العربية لضمان أمن إسرائيل وبحث الخروج من المنطقة العربية بأقل كلفة ممكنة بهدف التركيز فى مواجهات روسيا والصين والتمدد فى آسيا، أصبح من الموضوعات المعلومة بالتفصيل لدى كثير من الجماهير العربية، ولا أقول بالطبع الباحثين السياسيين المهتمين بمنطقة الشرق الأوسط وصراعاتها.
ألم يكن الثنائى أوباما، هيلارى وراء جريمة إيصال الإخوان إلى الحكم فى مصر، وتدمير سوريا وليبيا والعراق وصناعة داعش، ودعم الفوضى الهدامة للبلاد العربية المستقرة بدعوى نشر الديمقراطية، بالإضافة إلى كسر هيبة أمريكا وإذلالها، فى جميع الصراعات التى تصدت لها.
أما بالنسبة للأمر الثالث، فالمشروع الإسرائيلى الذى حظى بدعم أمريكى بريطانى، يستهدف بالأساس إضعاف مصر حتى يسهل اقتطاع جزء من شمال سيناء لوأد القضية الفلسطينية العادلة، وخلق ما يسمى بالوطن الفلسطينى البديل، وللأسف الشديد هى تجد أطرافا فلسطينية وعربية تدعم هذا الحل غير الأخلاقى وغير العروبى، لمجرد أن تحظى بسلطة مزيف فى المنطقة.
ومن الواضح أن قادة تل أبيب يشعرون بالهزيمة بعد أن استطاعت الإدارة المصرية النهوض بالبلاد من جديد، وبناء عناصر قوتها واستعادة مكانتها فى المنطقة والعالم، مما يجهض مشروع الوطن الفلسطينى البديل فى سيناء وغزة الذى تتواطأ عناصر فلسطينية لتنفيذه بحثا عن أى سلطة والسلام، خاصة أن هذا الصعود المصرى ترافق باكتشاف الغاز الكبير فى البحر المتوسط الذى حطم أحلام تل أبيب فى تصدير الغاز لمصر واحتكار إمداد أوروبا، هل يحاول الأذكياء الفهم أم يكتفون بالطرطشة على مواقع التواصل؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة