فشل اليمين المتطرف فى هولندا فى إقناع عدد كافى من الناخبين بدعم مواقفه المتشددة تجاه المهاجرين المسلمين والخروج من الاتحاد الأوروبى، حيث حصل حزب الحرية بزعامة السياسى اليمينى جيرت فيلدرز، على عدد من المقاعد أقل مما كانت تشير إليه التوقعات.
وفاز حزب رئيس الوزراء الهولندى مارك روته بأغلبية المقاعد فى الانتخابات البرلمانية، حيث حصل حزب الشعب للحرية والديمقراطية، الليبرالى، على أغلبية الأصوات ليحصل على 33 مقعدا من إجمالى 150 فى البرلمان الهولندى، يليه حزب الحرية الذى شارك المركز الثانى مع الحزب الديمقراطى المسيحى ثم حزب الخضر اليسارى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن النتائج سرعان ما لقيت حفاوة بين القادة الأوروبيين الذين يأملون العمل على تراجع الزخم الذى حظيت به القوى الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبى والمسلمين، فى الآونة الأخيرة. وهنأ الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، روته، بفوزه بالانتخابات البرلمانية قائلا إنه " كان فوزا واضحا ضد التطرف". وأعرب وزير الخارجية الفرنسى عن ارتياحه من النتيجة، وقال جاك مارك إيرولت عبر تويتر "تهانييا للهولنديين لمنع صعود اليمين المتطرف، مستعدون للعمل من أجل أوروبا أكثر قوة".
وهنأ شتيفن زابير، المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روته بفوزه فى الانتخابات، قائلا "أغلبية كبيرة من الناخبين الهولنديين رفضوا السياسيات المناهضة لأوروبا.. وهذه أخبار جيدة، نحتاج لكم من أجل أوروبا قوية".
وعلقت نيويورك تايمز قائلة إن نتائج الانتخابات الهولندية تدعم بشكل كبير الائتلاف الحاكم فى ألمانيا، الذى تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، إذ أنه يواجه تحديا قاسيا من اليمين فى الانتخابات المقررة سبتمبر المقبل.
كما احتفى وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتيليونى بالنتيجة وكتب على حسابه بموقع تويتر :" لقد خسر اليمين المعادى لأوروبا فى هولندا.. معا من أجل التغيير وإحياء الاتحاد الأوروبى".
وعلقت شبكة "سى إن إن" الأمريكية على النتائج الانتخابات الهولندية، قائلة إن الشعبوية اليمنية المتطرفة قد فشلت فى أول اختبار لها فى أوروبا هذا العام.
وأشارت المحطة الأمريكية إلى أن الانتخابات كانت تعتبر اختبارا للشعور اليمينى الشعبوى فى أوروبا قبيل إجراء الانتخابات الفرنسية الشهر المقبل، وانتخابات ألمانيا فى سبتمبر القادم. ورغم إعلان روتى فوز حزبه بالمركز الأول فى الانتخابات، إلا أن فيلدرز، ألقى خطابا متحديا مساء أمس الأربعاء، زعم فيه أنه جزء من الفائزين.
ومع فرز 94% من الأصوات، حصل حزب روتى على 33 من المقاعد من إجمالى 150، بينما فاز حزب فيلدرز بـ 20 مقعدا ليتجاوز عدد مقاعده فى انتخابات 2012، ونفس الحال لحزبين آخرين، وكانت نسبة الإقبال فى هذه الانتخابات 81% وهى الأعلى منذ ثلاثة عقود.
ووصفت النتائج بأنها ضربة لفيلدرز الذى كان يتصدر استطلاعات الرأى فى مارس 2016، حيث كان يعتقد أن السياسى اليمينى المتطرف يركب نفس الموجة الرافضة للمؤسسة التى جعلت البريطانيين يصوتون للرحيل عن الاتحاد الأوروبى، وأدت إلى انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا.
غير أن نتائج الانتخابات جاءت أكثر تشتتا من المعتاد فى ظل تفتت المقاعد بين نحو 13 حزبا، لكن موقع بازفيد، الأمريكى، يشير إلى أن هذه النتائج تشير إلى رغبة فى التغيير داخل أوروبا حتى وإن لم يتم ترجمة هذه الرغبة إلى زيادة كبيرة فى الأصوات للمرشحين الشعبويين أو اليمين المتطرف.