قال وزير الخارجية، سامح شكرى، إن القمة العربية المقبلة حدث مهم فى ظل الظروف التى تعيشها المنطقة، مؤكدًا أن الأردن سيضطلع بالمسئولية بما تستوجبه من حسن التنظيم سواء من الناحية التنظيمية أو الموضوعية للقمة، مشيرًا إلى أن القمة العربية المقررة فى عمان تأتى فى إطار دعم التضامن العربى، والتوافق العربى لتحقيق الأمن القومى العربى، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ستتصدر القمة المقبلة.
وأضاف شكرى خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الأردنى أيمن الصفدى، أن مصر على أتم الاستعداد بأن تسهم بما لديها من جهد لإنجاح القمة، مشيرًا إلى أن هناك ثقة مسبقة بأنها ستكون ناجحة بفضل رعاية الملك الأردنى ورئاسته للقمة، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية ستتصدر جدول القمة المقبلة، لأنها دائمًا فى الأولويات لكل من مصر والأردن، ودعم فلسطين للوصول إلى حل الدولتين وقيام الدولة المستقلة على كامل الأرض المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار شكرى إلى أن العلاقات مع الأردن راسخة، وتجلى ذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الملك عبد الله الثانى فى القاهرة، موضحًا أن لقائه مع وزير خارجية الأردن استعرض العلاقات الثنائية والاهتمام المشترك بين البلدين.
وأكد أنه تم التباحث حول القضايا الاقليمية والتحديات التى تواجه القاهرة وعمان وبحث التحديات التى تواجه البلدين، وعلى رأسها ضرورة مكافحة الإرهاب من خلال التعاون بين البلدين، موضحًا أن القمة العربية المقبلة حدث هام، مشيرًا إلى أن القمة فرصة لإسهام الأردن فى دعم التضامن والتوافق العربى والعمل المشترك بين الدول العربية، مؤكدًا أن مصر على أتم استعداد للاسهام لإنجاح القمة العربية فى عمان.
وأشار شكرى إلى أنه جرى التباحث فى القضية الفلسطينية وبالتنسيق مع الرئيس أبو مازن لإقرار حل الدولتين واستئناف العملية السياسية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، موضحًا أن الحفاظ على الأمن القومى العربى وتعزيزه يتم عبر الجامعة العربية بمشاركة الزعماء العرب وإجراء المشاورات التى ستجرى سيتم التناول خلالها دور القوى التى تسعى للتدخل فى الشئون العربية.
ودعا شكرى إلى أن تكون قمة الأردن حوارًا عميقا بين الزعماء للوصول إلى رؤية مشتركة تنهى الأزمات والصراعات، موضحًا أنه تشاور كثيرًا مع وزير خارجية الأردن فى ظل حالات القتل والتهجير وعدم الاستقرار، معربًا عن أمله فى أن تنجح المباحثات السياسية فى الحفاظ على هوية سوريا العربية ودورها فى الحضارة العربية وإثرائها.
وحول العلاقات مع الناتو، أوضح وزير الخارجية أن لمصر علاقات هامة مع الناتو فى إطار منظمة لها أهميتها لتأثيرها فى السلم والأمن الدولى، مؤكدًا أن المنظمة تجمعها قواسم مشتركة مع مصر تجعل القاهرة تخلق أطر من التعاون معها.
بدوره، قال وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، إن مصر ركن أساسى لاستقرار وأمن المنطقة وحماية القضايا العربية، موضحًا أن الدور المصرى يزداد أهمية فى ظل التحديات الجسام التى تهدد الأمن القومى العربى.
وأكد الصفدى أن الدور المصرى هام لمواجهة الأخطار التى تواجه العالم العربى عبر التنسيق مع مصر للتشاور وبحث آليات العمل الحقيقية لمواجهة التحديات، لافتًا إلى أن العلاقات بين مصر والأردن قوية، مشيرًا إلى أن العلاقات مع مصر قوية ونسعى لتعزيزها فى الفترة المقبلة.
وأشار وزير خارجية الأردن إلى أن المنطقة تواجه ظروف صعبة مع انتشار الإرهاب والأزمة السورية واحتلال اسرائيل للأراضى الفلسطينية وانتشار الإرهاب، موضحا أن تنسيق المواقف يأتى فى إطار التشاور لحل تلك الأزمات.
وتابع : أن "القضية الفلسطينية هى جوهر الصراع فى المنطقة وهى الأساسية، مشيرا لضرورة اقامة دولة فلسطينية تحقيق الأمن والاستقرار عبر تنفيذ مبادرة السلام العربية لإرساء السلام الدائم والشامل"، معربًا عن أمله أن تتوافق القوى العربية خلال القمة العربية المقبلة لإيجاد توافق سياسى وجهود حل الأزمة السورية.
وشدد على أن الإرهاب ضرورى لحماية الدول العربية وقيمها واستقرارها عبر احترام الآخر، مؤكدًا أن الأردن ملتزمة بخوض الحرب مع الدول العربية لدحض الفكر الإرهابى المتطرف، موضحا أن بلاده ستنسق بشكل كامل لحل تلك الأزمات.
وأوضح أن المشاورات شملت التباحث حول الكارثة السورية لبحث سبل إيجاد حل سياسى للأزمة السورية بعد تشريد وقتل الملايين من أبناء الشعب السورى، مشيرا إلى أن قضية رئيسية للتشاور بين القاهرة وعمان.
وأردف وزير الخارجية الأردنى أن الأزمات فى المنطقة تهدد استقرار الدول العربية، داعيًا العرب لحماية مستقبل وواقع الدول العربية كى لا يتدخل الآخرون ويفرضون أجندتهم فى منطقتنا العربية، مضيفًا أن دولا عربية انهارت وشعوب عربية هجرت فى ظل التهديدات التى تجرى فى الأراضى الفلسطينية.
وأوضح أن مصداقية العمل العربى المطلق فى الشارع العربى بدأت تتلاشى فى ظل رغبة الشعوب العربية أن تتحرك قادتها لحمايتها وحماية مستقبلها، مشيرًا إلى أن جهود عربية تبذل لتنقية الأجواء "العربية - العربية"، وأن بلاده تتحرك لتصفية الأجواء، معربًا عن أمله أن تنجح القمة العربية فى الوصول فى الحد المقبول من التوافق العربى.
وأخيرًا، أكد سامح شكرى إن مصر لم تدخر جهدا للحفاظ على الدولة الليبية موحدة، وأن جهود مصر مستمرة لتعزيز التفاهمات بين الأطراف الليبية، موضحًا أن مصر تسعى إلى أن تؤتى جهودها بثمارها لتعديل الأربعة مواضع المحددة، مشيرًا إلى الاضطراب الجارى فى الفترة الأخيرة بالبلاد، ولاسيما التحركات العسكرية، مؤكدًا أن التحركات الأخيرة التى جرت فى طرابلس تهدد أمن واستقرار ليبيا ويعقد الموقف، لافتً إلى أن مصر ترغب فى تفعيل اتفاق الصخيرات وتعزيز قدرة المجلس الرئاسى الليبى ومجلس النواب والجيش الوطنى الليبى للاضطلاع بمسئولياتهم تجاه الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة