فى ظل تردد الأصداء الواسعة حول واقعة "العدوى الغامضة" المنتشرة بين عائلتين فى شبرا الخيمة، حرص الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، على كشف ملابسات الأمر، وتوضيح موقف الوزارة من تلك الأزمة التى دارت رحاها مع نهاية فبراير الماضى.
وفى هذا الصدد أكد الدكتور أحمد عماد، أنه لم يتم التوصل حتى الآن للسبب الحقيقى وراء الأعراض التى ظهرت على أسر شبرا الخيمة والمعروفين إعلاميا بالمصابين بالعدوى الغامضة.
وأضاف وزير الصحة والسكان فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه تم عمل كافة التحاليل الطبية اللازمة للكشف عن أسباب ظهور الأعراض على المصابين وثبت سلبيتها، مشيرا إلى خروج جميع المصابين من المستشفيات بعد تحسن حالاتهم ماعدا حالة واحدة لطفل فى مستشفى الجلاء العسكرى.
وأشار الدكتور أحمد عماد إلى أن هناك لجنة علمية رفيعة المستوى مشكلة من 16 أستاذا جامعيا بعين شمس والقصر العينى مهمتها إتباع المنهج العلمى الصحيح فى الكشف عن غموض الإصابات التى ظهرت على أسر شبرا الخيمة، لافتا إلى أن هؤلاء الأساتذة متخصصون فى الأغذية والسموم وبينهم ممثلا عن منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى خبراء فى الوبائيات.
وأضاف الدكتور أحمد عماد أن هذه اللجنة اجتمعت اليوم فى ثانى انعقاد لها بعد الأزمة وأصدرت سلسلة من التوصيات أهمها مراجعة ما تم تنفيذه خلال الفترة الماضية من تحاليل ومراقبة مع استعراض الموقف الوبائى الحالى للحالات.
وتابع الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان أن توصيات اللجنة شملت متابعة حالة الطفلة المحجوزة حاليًا بمستشفى الجلاء العسكرى، مشيرا إلى أن اللجنة اتفقت على سحب عينات تحليل جديدة من المصابين فى العائلتين ومخالطينهم.
وتابع الدكتور أحمد عماد أنه سيتم فحص المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة وسحب عينات أغذية ومياه من أول منزل ظهرت فية الأعراض، مؤكدا أن فرق الطب الوقائى مستمرة فى عمليات المسح والتقصى للكشف عن اسباب الاصابات للوصول لتشخيص محدد لهذه الأعراض.
وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت عن اصابة 11 شخصا بأعراض تشبة النزلات المعوية واشتباه بالتسمم، وذلك لعائلتين تربطهما صلة قرابة ومقيمين فى منزلين مستقلين بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.
وكان الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى، أكد فى تصريحات سابقة إنه فور الإبلاغ عن أول حالة وهى لسيدة تبلغ من العمر 63 عاماً تم حجزها بمستشفى حميات إمبابة، وقامت وزارة الصحة والسكان على الفور بتشكيل لجنة للتقصى الميدانى الوبائى، وأفادت نتائجها بأن عدد من ظهر عليهم الأعراض 11 شخصًا تمثلت الأعراض فى قئ مفاجئ وإسهال شديد وآلام بالبطن، وزادت شدة الأعراض فى بعض الحالات وخصوصا بين الأطفال وكبار السن.
وأشار عمرو قنديل إلى قيام الفريق الوقائى بالوزارة بمتابعة 17 شخصًا من المنزلين، مؤكدًا عدم ظهور أو اكتشاف أى أعراض مرضية عليهم، كما تم عمل تقصى وبائى للمنازل المجاورة للمنزلين ولم يتم أكتشاف أى حالات مرضية مشابهة، لافتاً إلى أنه تم سحب عينات من شعر المصابين لتحليلها وتابع لم يتم إرسال أى عينات لتحليلها فى الخارج.
وتابع رئيس قطاع الطب الوقائى أنه تم اتخاذ عدة إجراءات وقائية سواء للمصابين أو للمنزلين المشار إليهما منها إجراء فحوصات معملية متقدمة للفيروسات والبكتريا المحتمل أن تكون سببا فى ظهور هذه الأعراض، حيث تم عمل فحوص السموم والمعادن الثقيلة للحالات، ومسح ذرى للأجسام المشعة عن طريق فريق من هيئة الطاقة النووية، وعمل تقصى للحشرات ونواقل الأمراض، ورصد وقياس ملوثات الهواء، وفحوص لجميع أنواع الأغذية الجافة، المطهوة والمياه من المنزلين المشار إليهما للكشف عن وجود اى بكتريا ممرضة أو سموم.
وأشار إلى أن هذه الحالات التى ظهرت كانت لأسرتين فقط تربطهما صلة قرابة ولا يوجد نهائياً أى حالات أخرى فى المنازل المجاورة، أو للأشخاص الذين تعاملوا مع هذه الحالات فى أماكن العمل أو فى المستشفيات كما أن الوزارة تبحث وتتقصى لمعرفة السبب وراء حدوث هذه الحالات المحدودة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة