صفعة جديدة من دار الإفتاء المصرية على وجه التيار السلفى، بعدما أصدرت فتوى تجيز الاحتفال بمناسبة عيد الأم، وخالفت بذلك الفتاوى التى تصدر كل عام من شيوخ التيار السلفى، وتحرم الاحتفال بهذه المناسبة واصفة إياها بـ"البدعة".
الإفتاء: الاحتفال بعيد الأم جائز شرعا ولا حرج فيه
الفتوى جاءت بعدما أصدرت بيانا حول هذا الأمر مساء أمس الخميس، قالت فيه إن الاحتفال بأيام نكرم فيها بعض الأشخاص الذين قدموا لنا معروفًا فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحوهم، ومن ذلك الاحتفال بعيد الأم.
وأضافت أن الاحتفال بـ"عيد الأم" أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهر من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعا على مدار الوقت، قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان: 14]، ولا يوجد فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم، فإن هذا أمر تنظيمى لا علاقة له بمسألة البدعة التى يدندن حولها كثير من الناس، فالبدعة المردودة هى ما أحدث على خلاف الشرع.
داعية سلفى: عيد الأم بدعة وتقليد للغرب
تأتى تلك الفتوى بالمخالفة الصريحة لفتاوى التيار السلفى فى هذا الشأن، والتى كان آخرها الصادرة عن الشيخ سامح عبد الحميد الداعية السلفى، الذى قال فيه إن الاحتفال بعيد الأم حرام، لأنه بدعة وتقليد للغرب، وأن الإسلام لم ينص على هذا العيد وبالتالى لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا به أو المشاركة فيه، مضيفا أن الاحتفال بعيد الأم تقليد أعمى للغرب، والأم أعظم من أن نجعل لها يومًا في السنة، فالاهتمام بها يكون في كل لحظة، حتى بعد مماتها لا ننساها، بل ندعو لها ونتصدق عنها وننفذ وصيتها ونتواصل مع أقاربها وصديقاتها.
وزعم أن الاحتفال به بدعة لا تجوز، لأن عيد الأم من البدع التي لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وبدايتها كانت من غير المسلمين، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، مضيفًا :"الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع "يوم الجمعة" وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه غير مقبول عند الله .
كما أن هناك فتوى مشهورة للشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، أفتى فيها بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم، وقال إنه يمكن شراء الهدايا وهذه الأشياء في مناسبة أخرى مثل عيد الفطر أو الأضحى، أو بغير مناسبة، ولكن لا يجوز المشاركة فيما يسمى بعيد الأم حتى لو حزنت أمك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ولم يتوقف تحريم التيار السلفى لهذا الأمر باصدار الفتاوى، بل مع اقتراب المناسبة ينشرون ملصقات على الجدران، وعبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تطالب بعدم الاحتفال بمناسبة عيد الأم.
أمين سر دينية البرلمان: فتوى دار الإفتاء صفعة من الفكرى الوسطى المستنير للمتشددين
من جانبه اعتبر الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، بيان دار الإفتاء الذى يؤكد جواز الاحتفال بمناسبة عيد الأم، بأنه جاء كصفعة للمتشددين ولمن يحرمون الاحتفال بعيد الأم، موضحا أن هذه المناسبة هى فرصة للقضاء على عقوق الوالدين التى بدأت تنتشر بشكل كبير فى المجتمع خلال الفترة الحالية.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن دار الإفتاء تمثل الفكر الوسطى المستنير، الذى يمثل الدين الإسلامى الصحيح، وهو من يجب الاستماع لرأيها فى تلك الأمور، ولا ينبغى تحريم هذه المناسبات الاجتماعية على الإطلاق.
وأشار أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان إلى أن عيد الأم هى مناسبة تمثل التقوى والبر لمن يحتفلون بها، وتزيد من روابط الصلة الأسرية.
داعية أزهرى: لا مانع من الاحتفال بالأم وزيادة تكريمها فى يوم خاص
بدوره قال الشيخ أحمد البهى الداعية الأزهرى، إن عيد الأم هو أمر دنيوي بحت، وجزء من تكريم المرأة ولا يعنى ذلك أننا نكرم المرأة فى هذا اليوم فقط، موضحا أن الإسلام أمرنا أن نقوم بتكريمها في كل يوم إلا أن ذلك لا يمنع الاحتفال بها وزيادة تكريمها في يوم خاص.
وأكد الداعية الأزهرى، أن من يبحث في فتاوى دار الإفتاء يجدها خالفت السلفيين في أمور كثيرة، وليس في موضوع عيد الأم فقط في العقائد والعبادات والمعاملات بل حتى في السلوكيات والأخلاق، والمهم أن ينتبه السلفيون لأخطائهم حتى لا يتسببوا في تشتيت المجتمع أكثر من ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة