والابن الأصغر: لو شلتها على دماغى لن نوفى حقها
أعلن اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، فى بيان له، عن فوز منى يوسف على، من مركز فوه، بلقب "الأم المعيلة" المثالية الأولى على مستوى الجمهورية، واختيارها عن طريق لجنة من وزارة التضامن الاجتماعى بعد التنافس مع 27 سيدة أخرى على مستوى المحافظات المختلفة.
"اليوم السابع" انتقل لمنزل الأسرة البسيطة لرصد قصة كفاح الأم المعيلة المثالية الأولى على مستوى الجمهورية.. وجدنا الفرحة عمت الأسرة بالكامل، عقب تلقى اتصال هاتفى من وزارة التضامن ومديريتها بكفر الشيخ، بفوز "منى" بلقب الأم المثالية، والتى غالبتها الدموع وهى تحتضن ابنيها عبدالله وإيمان التوأم وزفت البشرى لنجلها الأكبر أحمد الذى يعمل بالقاهرة، ولم ترغب فى التقدم فى المسابقة ،لكن العاملين فى إدارة الشئون الاجتماعية بفوه طلبوا منها التقدم بأوراقها لأن كفاحها يستحق أن يعرفه الجميع ،فقدمت شقيقتها هالة وابنتها الأوراق للشئون الاجتماعية.
تقول منى يوسف الأم المثالية، إن زوجها محمد على عبدالغفار، رحمه الله، كان عامل كليم بسيط، وكان يعتمد على نفسه، وضاقت به الحال فى تلك المهنة التى لا يهتم بها أحد لاندثارها برغم أنها مهنة الآباء والأجداد ،فضاعت كما ضاع كل شىء ثمين لا يجد اهتماما من المسئولين، مؤكدة أنه اضطر للسفر للأردن للعمل بنفس المهنة على منوال ووجد نفس الإهمال فى الصناعة هناك كما هنا فى فوه، وتوفى عام 2008م وهو بالأردن وتم نقل جثمانه.
وأضافت منى، لن أنسى ذلك اليوم الذى أتى جثمان زوجى فى تابوت ، حمدت الله على كل الأحوال، وبدأت رحلة الشقاء والألم، وهى ترعى أبناءها الثلاثة، أحمد كان فى الصف الثالث الإعدادى والتوأم عبدالله وإيمان بالصف السادس الابتدائى، بالإضافة إلى أنها ربت أختها غير الشقيقة هالة التى كان عمرها 13 سنة، لموت والدهما، ووفاة والدتها لأنها شقيقتها من والدها، مؤكدة أنها كانت تعيش فى وحدة سكنية مؤجرة، ونظرا لعدم استطاعتها دفع ثمن الإيجار اضطرت الجلوس فى قطعة أرض حولها هيش وبوص.
وقالت، إنها بدأت تعمل على ماكينة الخياطة التى كانت متواجدة بالمنزل قبل وفاة زوجها، فكانت تخيط الملابس لأولادها، ولكن بعد وفاته لم تجد مورد رزق إلا التقدم بأوراقها لإدارة التضامن الاجتماعى لتتقاضى معاشاً 360 جنيها فقط، خاصة أن زوجها لم يكن مُؤمّنًا عليه، وواصلت العمل على ماكينة الخياطة ليل نهار لتخيط الملابس للراغبين من أهالى فوه، لتنفق على أولادها، وبدأت فى شراء أثاث المنزل حسب ما يتوفر لها فمرة تبنى حجرة وبعدها بفترة تشترى الباب وبعدها بفترة تشترى النوافذ، حتى تمكنت من بناء بيتها، وبرغم ذلك لم تقصر فى توفير كل احتياجات شقيقتها وأولادها.
وأضافت أنها كانت تسهر ليل نهار ،ولا تنام إلا قليلاً لتوفر لأبنائها الثلاثة ما يحتاجونه من قوت يومهم ولم تحرمهم يوماً من احتياجاتهم مهما كان ثمنها.
وقالت، إنها قامت بدور الأم والأب معهم فكانت قاسية أحيانا ورفيقة بهم أحياناً أخرى، مؤكدة أن أظرف ما كانت تتعايشه مواقف بين التوأم عبد الله وإيمان ودرجة خوفهما على بعضهما، فعندما تغضب عبدالله تبكى إيمان لغضبه، وفى حالة مرض أحدهما يمرض الآخر.
وأضافت الأم المثالية، أنها تلقت التهنئة من رئيس مركز ومدينة فوه إبراهيم الفار، واستفتاح إبراهيم نائب رئيس المدينة وجمال الششتاوى مدير إدارة المجالس، والدكتورة هالة أبو السعد عضو مجلس النواب، وتطالب بإيجاد فرصة عمل لنجلها أحمد محمد عبدالغفار الحاصل على بكالوريوس هندسة مدنى جامعة الإسكندرية بتقدير عام جيد جيدا، وحصل على تقدير امتياز فى مشروع التخرج، كما أن هالة شقيقتى حاصلة على بكالوريوس تربية نوعية قسم تكنولوجى بتقدير عام جيد جدا ومقيمة معها فى المنزل وتحتاج لوظيفة.
وقالت، إنها تتقاضى معاش ضمان اجتماعى 360 جنيها فقط وتطالب بزيادته لتستكمل الإنفاق على أولادها والمعاش لا يكفى حاجة الأسرة.
وأضافت هالة، الأخت غير الشقيقه للأم المثالية، إنها تعترف بفضل شقيقتها عليها لأنها هى التى ربتها، فهى شقيقتها من والدها، عاشت معها عقب موت والداتها ووالدها، وإنها تولت كتابة قصة حياة شقيقتها بالمشاركة مع إيمان ابنة شقيقتها، لتقديمها فى مسابقة الأمهات المثاليات، مؤكدة أن شقيقتها عقد قرانها عام 1983 م وفى عام 1986 تزوجت، وانتقلت للمعيشة مع زوجها فى احدى الشقق المؤجرة وبسبب ظروف المعيشة سافر زوج أختها للأردن للعمل فى صناعة الكليم وفى عام 28أغسطس 2008 م توفى زوج أختها، ونقل جثمانه لمصر، ونظرًا لسوء حالتهم المعيشية تقدمت شقيقتها للحصول على معاش الضمان الاجتماعى لتساعدها على المعيشة، لأنها تعيش فى منزل لا يوجد به أى خدمات لا إنارة ولا مياه ولا أبواب ولا شبابيك داخلية، وبدأت تعمل على ماكينة الخياطة، لتوفر لأولادها ما يحتاجونه وتمكنت خلال رحلة كفاحها أن تعلم أولادها فأحمد حصل على بكالوريوس هندسة وعبد الله بكلية التربية الرياضية وأيمان بكلية الآداب.
وأضافت أن والدها تزوج من اثنتين، فعندما توفى والداها وتوفى والدتها، عاشت مع شقيقتها التى ربتها، فهى أُم ولست شقيقة، والفرق بينها وبين ابنة شقيقتها ايمان عام واحد.
وقالت أخت الأم المثالية، نظرًا لكثرة عمل شقيقتها على ماكينة الخياطة أدى لضعف نظرها، وتأثر ظهرها وقدميها من كثرة العمل والجلوس، فكفت عن العمل منذ عام، وبدأ نجليها فى مساعدتها بالعمل فى الإجازة الصيفية لمساعدة والدتهما ،مؤكدة أن عبد الله فى كلية التربية الرياضية عمل فى مجال الإنقاذ فى شرم الشيخ والساحل الشمالى ومطروح وحصل على شهادات خبرة فى هذا المجال.
وأضافت إيمان محمد على عبدالغفار، نجلة الأم المثالية، إنها سعيدة بفوز والدتها بلقب الأم المثالية، مؤكدة أنها كانت متوقعة أن تحصل على اللقلب على مستوى المحافظة ،وليس على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن والدتها عانت كثيراً فى تربيتهم، والله كافئها بتفوق أنجالها فأحمد مهندس وله مستقبل كبير، وشقيقها عبدالله يجيد مهنة الإنقاذ ومن الغواصين المشهورين، وهى اختارت أن تدرس لغات لتكون مترجمة، وهذا فخر لهم لأن من ربتهم وجاهدت معهم ليل نهار نالت النجاح فى أبناءها.
وأضاف عبدالله، نجل الأم المثالية، مهما قال عن والدته فلن يوفيها حقها فقد مات والده وهو بالصف السادس الابتدائية وكافحت والدته حتى وفرت كل ما يحتاجونه، وترفض أن تأخذ أموالاَ من عملهم فى الإجازة، وكانت وتقول له من الأفضل أن يحصل على دورات فى الغطس والإنقاذ أفضل من انفاق الأموال فى أمور أقل أهمية.
وقال عبدالله، لو حمل والدته على رأسه وقبل يديها وقدميها فلن يوفى لها حقها، فكم سهرت معه ومرضت عندما كان يمرض، وباتت مستيقظة وهم نيام، متمنياً أن تمكن الدولة والدتها من الحج هذا العام.
الأم المثالية ونجلها وابنتها
أثناء حوار اليوم السابع مع أسرة الأم المثالية
الأم المثالية مع ابنيها وشقيقتها
عبدالله يحضن والدته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة