أكرم القصاص

من روسيا لأمريكا.. يا عزيزى كلنا نتجسس

الجمعة، 17 مارس 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقلت الحرب الباردة إلى العالم الافتراضى، مع التطورات التقنية الهائلة. أمريكا تغرق فى جدل التدخلات الروسية الإلكترونية فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومؤسس ويكليكس خرج فى مؤتمر صحفى ليتهم وكالة الأمن القومى الأمريكية «CIA» باستخدام برامج للتجسس والتدخل فى الانتخابات بدول العالم، فضلا عن مراقبة «واتس آب». نشر أسانج تسريبات تشير لتدخلات أمريكية فى الانتخابيات الفرنسية قبل خمس سنوات. وكشف قبل أيام فى مؤتمر صحفى من سفارة الإكوادور بلندن أن «CIA» تستخدم القنصلية الأمريكية فى فرانكفورت الألمانية كمقر سرى لهاكرز ينفذون عملياتهم فى أوروبا والشرق الأوسط، وتستخدم برامج لمراقبة الهواتف الذكية بما فيها «آيفون»، وتعترض التسجيلات والرسائل فى «واتس آب» و«تيلجرام».
 
أسانج قال إن «سى آى إيه» تدخلت فى الانتخابات الفرنسية قبل خمس سنوات، وتجسست على برامج المرشحين وهواتفهم المحمولة، فضلا عن السياسيين ورجال الأحزاب فى فرنسا الذين خضعوا لعمليات تجسس بهدف معرفة خطط الأحزاب وتحالفاتها السياسية. متوقعة ألا يفوز حزب نيكولاى ساركوزى فى الانتخابات المقبلة.
 
أسانج يريد التأكيد أن أمريكا التى تشكو من تدخل روسى بانتخاباتها، غارقة حتى أذنيها فى التدخل بانتخابات أوربا والعالم. وعزز ذلك بنشر تسعة آلاف وثيقة من وكالة الاستخبارات المركزية، ليؤكد أن التجسس متبادل والاختراقات واحدة.
 
روسيا تدعم ويكيليكس، فيما دعمت أمريكا تسريبات بنما. الديمقراطيون اتهموا روسيا بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح ترامب، عن طريق اختراق حسابات الديمقراطيين وتسريب البريد الخاص بهيلارى كلينتون أثناء توليها وزارة الخارجية، واتهموا «فيس بوك» بنشر أنباء وهمية أسهمت فى انتخاب ترامب. فى حين واجهت جوجل اتهامات بالانحياز لهيلارى من خلال قوائم بحث منحازة.
 
وتتصاعد قضية اتهام الروس بالتدخل، فيما يخرج ويكليكس بحزمة وثائق تكشف عن تجسس وتدخل «سى آى إيه» فى الانتخابات الفرنسية، وقبلها التجسس على هواتف زعماء العالم بما فيهم ميركل، كما أن إدوارد سنودن كشف عن نشاط واسع للاستخبارات الأمريكية اختراق حسابات واسعة بالعالم بمافيها المؤسسات المالية والسياسية.
 
كل هذه الوقائع، تصب فى كون كل الأطراف تتجسس، وتخترق، وتمارس التلاعب، ضمن حرب باردة انتقلت من ارض الواقع، الى العالم الافتراضى، من دون تجاهل العمل المباشر من خلال الجواسيس، بشعار «يا عزيزى كلنا نتجسس».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة