على الرغم من تحركات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب لإدراج جماعة الاخوان على قوائم الإرهاب، والتى تتزامن مع تحركات مماثلة للنواب الجمهوريين إلا أن أذرع الجماعة داخل الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التأثير، الأمر الذى ظهر جليا فى نجاحها عبر إمام مسجد هاواى الأكبر، المصرى الأصل إسماعيل الشيخ المحسوب على الجماعة فى وقف قرار حظر السفر الثانى الذى أصدره الرئيس الأمريكى عبر اللجوء للقضاء فى ولاية هاواى.
وبدأ تواجد جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة الأمريكية فى تسعينيات القرن الماضى من خلال التسلل إلى المراكز الإسلامية وإنشاء بعضها، مستغلين فى ذلك الحريات التى كفلتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للأقليات المختلفة، بخلاف شبكة المصالح التى ربطت رجال الأعمال الكبار المنتمين للتنظيم مع جماعات المصالح والضغط داخل واشنطن.
وفى تقرير له أمس، قال موقع "دبليو إن دى" الأمريكى، إن المدعى الرئيسى فى الدعوى القضائية بولاية هاواى التى كانت سببا فى وقف قرار حظر السفر الثانى هو إمام على صلة بجماعة الإخوان ومن أصول مصرية. وعلق الموقع قائلا: "فى الوقت الذى يسعى فيه ترامب إلى إعلان الإخوان تنظيم إرهابى، يقوم الآن إمام على صلة بالتنظيم فى لعب دور رئيسى فى وقف قراراه التنفيذى حول الهجرة".
وأضاف الموقع أن الإمام إسماعيل الشيخ، البالغ من العمر 39 عاما، والمهاجر إلى الولايات المتحدة من مصر، يقود أكبر مسجد فى هاواى، وقال إنه تعرض لضرر لا يمكن إصلاحه من قرار ترامب التنفيذى الذى يحظر لمدة 90 يوما على السفر إلى الولايات المتحدة من 6 دول، وواحدة من الدول الست هى سوريا، حيث إن والدة زوجة الشيخ سورية ولن تكون قادرة على زيارة عائلتها فى هاواى لمدة 90 يوما لو تم تنفيذ قرار ترامب بحظر السفر.
واستعان القاضى الفيدرالى فى هاواى، ديريك واتسون، الذى أصدر الحكم بتصريحات ترامب شخصيا وبعض مساعديه المقربين كدليل على أن القرار الذى أصدره الرئيس يعنى تمييزا ضد المسلمين، وأعلن أن هناك احتمالية قوية أن ينجح من يقيمون دعاوى قضائية ضد قرار فى إثبات أنه انتهك الدستور.
وبموجب الدعوى القضائية، فإن المدعين يزعمون أن الأمر التنفيذى يخضع أجزاء من سكان البلاد ومنهم الشيخ وعائلته لتمييز فى انتهاك للدستور، يحرمهم من حقهم فى الارتباط بأفراد عائلاتهم فى الخارج على أساس الدين أو الأصل القومى، وكذلك قالوا إن القرار التنفيذى قد أضر بمؤسسات البلاد اقتصادها ومصالحها السيادية فى الحفاظ على الفصل بين الدين والدولة.
ووفقا للموقع فإن مقيم الدعوى ولد ونشأ فى القاهرة وهناك ما يثبت صلة مسجده بالإخوان فى سجلات المحكمة فى مقاطعة هونولولو بهاواى، حيث يشير إلى أن مسئولية المسجد تابعة للصندوق الإسلامى بأمريكا الشمالية.
ويقول جون جواندولو، المتخصص فى مكافحة الإرهاب فى مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بى أى سابقا"، والذى يعمل حاليا مستشارا خاصا لقوات تنفيذ القانون فى فهم التهديدات، إن كل المساجد تحت شعار "رابطة المسلمين" تابعة للإخوان، لكن الأمر الفاصل فى هذه القضية أن المسجد تابع للصندوق الإسلامى لأمريكا الشمالية، مما يؤكد أنه تابع لتنظيم الإخوان.
ولا يعد الإمام الإخوانى إسماعيل الشيخ الوجه الوحيدة لتنظيم الإخوان داخل الولايات المتحدة، فقبل أقل من شهر كان السياسى الديمقراطى كيث اليسون يقترب من رئاسة الحزب ليكون أو مسلم يتولى هذا المنصب على الرغم من صلاته القوية بتنظيم الإخوان الإرهابى.
وسبق أن التقى اليسون مع أندرى كارسون عضو مجلس الشيوخ فى عام 2008 منتمين للجماعة فى مؤتمرا نظمته رابطة "المجتمع الإسلامى فى شمال أمريكا" والتى يعتبرها مراقبون واجهة لجماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة، فى وقت كان الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، يتخذ خطواته الأولى داخل البيت الأبيض، بعدما نجح فى الفوز أمام منافسه الجمهورى جون ماكين.
وكان اليسون يقدم نفسه حينها على أنه مسلم شاب حقق العديد من النجاحات فى الملف الحقوقى والعمل العام، واستطاع أن يلتحق بلجنة الخدمات المالية القومية بالكونجرس الذى دخله لأول مرة عام 2007، ممثلا لمقاطعة منسوتا، فضلا عن تبنيه مواقف داعمة للسود، إلا أنه وبعد 8 أعوام، وقبل أشهر من إجراء الانتخابات الأمريكية الأخيرة، فوجئ بمستشار الأمن القومى الأمريكى، كريس جوباتز، يوجه له، وللنائب أندرى كارسون، اتهاما واضحا بوجود صلة بينهما وجماعة الإخوان المسلمين.
وخلال جلسة الاستماع التى عقدت بمجلس الشيوخ، وأدارها الجمهورى تيد كروز، حول جماعات الإرهاب وسبل مكافحتها، فى منتصف يوليو الماضى، استشهد "جوباتز" بالمؤتمر الذى حضره النائبان فى 2008، الأمر الذى أقراه دون تعليق على تهم علاقتهم بجماعة الإخوان.
وسبق أن خاطب الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما منظمة "المجتمع الإسلامى فى شمال أمريكا" من خلال فيديو كونفرنس عام 2015، وتلقى بعد ذلك اتهامات من السيناتور الجمهورى تيد كروز، بتهاونه مع الإسلام المتشدد وعدم اتخاذ الإدارة الأمريكية ما يكفى من إجراءات لحظر الجماعات الإسلامية التى تتبنى العنف.
وبعد فشل مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون فى الفوز بسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عكف بعض من أعضاء الحزب على ترشيح النائب كيث إيليسون لرئاسة الحزب، كخطوة لتأهيله خوض الانتخابات الرئاسية فى 2020، ليكون أول مسلم أسود يخوض هذا المنصب فى تاريخ الولايات الأمريكية.
وقام العديد من أعضاء الحزب مثل السناتور بيرنى ساندرس عن مقاطعة فيرمونت وتشارلز سكامر عن نيويورك بتوقيع التماس حاز على 250 ألف توقيع من الحزب وأنصاره بترشيح إيليسون رئيسا للحزب، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق حمله لجمع التبرعات من أجل ترشيحه.
ورغم خسارته الانتخابات، إلا أن أسهمه تواصل الصعود بجانب الكثيرين من المقربين من جماعة الإخوان داخل الحزب الديمقراطى.
وكانت جماعة الإخوان اتخذت فى مؤتمرها التنظيمى لعام 1987 قرارا بوضع استراتيجية واسعة للعمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ويعد محمد أكرم أحد أبرز قيادات الجماعة فى الولايات المتحدة فى تسعينيات القرن الماضى.
وبدأت الجماعة نشاطها التنظيمى على الأراضى الأمريكية داخل الجامعات تحت شعار "الجماعة الثقافية" وليس الإخوان، بزعم الحفاظ على التراث والهوية الثقافية للطلاب المسلمين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة