هزيمة أسطورة الكاميرون بداية التطهير فى الـ«فيفا»
فوز رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم، أحمد أحمد، برئاسة الكاف، لا يمكن اختصارها فى أنه استطاع وضع نهاية لأسطورة الكاميرونى عيسى حياتو، لأن تداعيات هذه النتيجة أكبر من ذلك بكثير، فهى تضع حدًا للفساد الذى استشرى فى منظومة الكرة الأفريقية، وزكمت رائحته أنوف الجميع.
هزيمة حياتو، هى استكمال لمسيرة التطهير التى بدأت فى الاتحاد الدولى «فيفا»، وانتهت بالإطاحة بجوزيف بلاتر، والقبض على عدد كبير من قيادات فيفا المتورطين فى قضايا فساد، لم يكن حياتو بعيدًا عنها، لكنه كان يحظى بحماية أفريقية، لكن هذه الحماية سقطت عنه، وأصبح عاريًا تمامًا، واقتربت ساعة الحساب.
ميزة ما حدث فى أديس أبابا، الخميس الماضى، أن الأفارقة أعلنوها صراحة، أنهم يسيرون على الطريق الصحيح للقضاء على الفساد فى القارة السمراء، فالكاف كأحد المنظمات الأفريقية المهمة يعد أكبرهم اتهامًا بالفساد، لكن لم يستطع أحد أن يثبت ذلك أو يتحدث عنه، لأن الفساد تحول إلى منظومة يرعاها حياتو ورجاله، لكنهم اليوم باتوا أقرب إلى الملاحقة، خاصة أن الدلائل والقرائن موجودة وشاهدة على هذا الفساد، الذى كان آخره ما حدث فى أمم أفريقيا 2017 بالجابون، والتى انتهت بفوز الكاميرون بكأسها بمجاملات مفضوحة من جانب الحكام لرئيس الكاف وبلده الكاميرون، وجاءت فضيحة النهائى استكمالًا لفساد البداية، حيث ظهرت الملاعب المستضيفة للبطولة فى صورة سيئة للغاية أثارت اندهاش العالم، لاسيما أن بطولة قارية مثل كأس الأمم الأفريقية تحظى بمشاهدة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى مختلف أنحاء العالم.
وترتب على ذلك إصابة العديد من نجوم المنتخبات المشاركة فى البطولة، وكان لنصيب منتخب مصر الأسد، بإصابة الشناوى ومحمد عبد الشافى ومروان محسن وكهربا، خاصة أن «الفراعنة» خاضوا أربعة مباريات على ملعب «بورت جنتيل»، والذى وصف من الصحف العالمية بأنه ملعب عارٍ على القارة الأفريقية كلها وعلى كرة القدم.
الكل يعلم أن كواليس اختيار الجابون لاستضافة هذه البطولة تعود كلها إلى حياتو، فبالرغم من أن البلد تعانى منذ عام من اضطرابات سياسية ولم تكن مستعدة لاستضافة البطولة أمنيًا وتنظيميًا، لكن علاقة حياتو برئيس الجابون على بونجو كانت السبب فى إقامة البطولة بالجابون، علمًا بأن الجزائر كانت المرشح الأوفر حظًا للفوز بتنظيم تلك النسخة، قبل أن يقرر الكاف منحها للجابون بعدما ألمح محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة القدم، إلى إمكانية منافسة حياتو على رئاسة «الكاف».
ومن الجابون أيضًا انطلقت رائحة فساد حياتو والكاف فى قضية أثارت الرأى العام كله، وهى موضع تحقيق الآن من الجهات القضائية المصرية، وهى قضية منح حقوق البث لشركة معينة، وحرمان الأفارقة من مشاهدة مباريات منتخباتها الوطنية بسبب فساد حقوق البث، حيث منح الكاف حقوقًا لشركة «لاجاردير» الفرنسية حقوق بث وإذاعة مباريات كأس الأمم الأفريقية من 2017 حتى 2028، بعدما حصلت الشركة نفسها على حقوق البث من 2008 حتى 2016، فى مخالفة قانونية واضحة، دفعت النائب العام المصرى بناءً على مذكرة من جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية إلى إحالة حياتو وهشام العِمرانى سكرتير الاتحاد، للقضاء، لقيامهما بمخالفة قانون حماية المنافسة المصرى رقم 3 لسنة 2005، والمتمثلة فى استغلال الاتحاد ما يتمتع به من حصرية لحقوق الرعاية لبطولات القارة الأفريقية وحقوق البث، والقيام بمنحها مباشرة وبصفة باتت مستمرة لشركة وحيدة، وهى التى حصلت على هذا الحق وفقًا للعقد المنتهى فى سبتمبر 2016، وليتم التجديد لها مرة أخرى، حتى قبل انتهاء تاريخ العقد، ولفترة زمنية أخرى إلى 2028، بل مع إعطاء أولوية لذات الشركة فى التمتع بهذه الحقوق حتى عام 2036.
الفساد فى الكاف تحت رئاسة حياتو وصل إلى تهديد من يخرج عن نهجه وسيطرته، ومن هؤلاء فيليب تشيانجوا رئيس اتحاد زيمبابوى واتحاد أفريقيا الجنوبية لكرة القدم «كوسافا»، الذى أحيل للتحقيق بسبب البيانات الصادرة منه ضد رئيس الكاف وأعضاء اللجنة التنفيذية، وهو القرار الذى قصم ظهر حياتو، فبعده مباشرة عقد اتحاد أفريقيا الجنوبية الذى يضم 14 اتحادًا كرويًا، اجتماعًا يوم 24 فبراير الماضى تم خلاله دعم أحمد أحمد لرئاسة الكاف، وهو القرار الذى واجهه الديكتاتور حياتو بقرار غريب، تمثل فى سحب حق تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة 2017 من مدغشقر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة