أكرم القصاص

السياسة.. الحاضر الغائب فى نقابة الصحفيين

السبت، 18 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت انتخابات الصحفيين وصوت أعضاء الجمعية العمومية، وأكتب هذه الكلمات قبل بدء التصويت، وبعد انتهاء الدعايات الانتخابية للزملاء المرشحين، ومهما كانت النتائج، فإن ما جرى فى الانتخابات بكل ما أحاطها هو أمر طبيعى فى أى انتخابات ديمقراطية وقد يرى البعض أن هذه الانتخابات شهدت بعض التجاوزات فى الحملات الانتخابية.
 
الواقع يقول إن من تابعوا انتخابات الصحفيين خلال ربع القرن الماضى، يعرفون أن هذه طبيعة الأمور، ليس فقط فى نقابة الصحفيين ولكن فى كل انتخابات، حيث لا توجد غالبا أسقف للمرشحين، وغالبا ما تصل الدعايات إلى ما يسمى تكسير العظام، فضلا عن كون كل طرف يحرص على تقديم نفسه بشكل مثالى، أو يفرط فى تقديم وعود أو إخفاء عيوب، وهى طرق قد تنجح أو تفشل.
 
تميزت نقابة الصحفيين بأنها النقابة الوحيدة تقريبا التى انتظمت فيها الانتخابات وكانت هناك قدرة على استيعاب التناقضات، والاستقطابات، واعتراف كل طرف لمنافسه بالنتائج، ودائما ما تكون الرغبة فى إسقاط السلطة القائمة أكبر من اختيار المعارضة، تكرر هذا فى نقابة الصحفيين مرات.
 
هى الحاضر الغائب فى انتخابات نقابة الصحفيين، ولم تغب السياسة أبدا، ومن ينكر ذلك لا يعرف أن النقابات هى الانعكاس المدنى للصراع السياسى المطروح فى الشارع، وأن نقابة الصحفيين لم تغب عنها السياسة، والتفرقة تكون بالفصل بين السياسى والحزبى، مهنة الصحافة نفسها غارقة بالسياسة حتى أذنها، وهذا لا يعنى كون مجلس نقابة الصحفيين هو مجلس يفترض أن يركز على ما هو مهنى، خاصة فى وقت يتعرض فيه الإعلام عموما، والصحافة فى القلب منه لتحديات تجعل دور النقابة أكثر حساسية.
 
وعليه يبدو من المثير للسخرية ما شهدته الدعاية الانتخابية، من اتهام البعض بمحاولة «تسييس النقابة»، ولا يقل سخرية إفراط البعض فى اتهام منافسيهم بأنهم ممثلون للأمن، لأن هذه الاتهامات الساذجة تعنى اعتبار أغلبية الجمعية العمومية هنا أو هناك بالتسييس والأمن، بينما من يفرطون فى توجيه اتهامات أمنية أو «تسييسية»، هم الذين يسكنون معسكرات الاستقطاب.
 
وخارج نطاقات أصحاب النظرة الضيقة، توجد الأغلبية التى تتأثر بالدعايات، لكنها تميل لاختيار من تراه الأصلح مع الأخذ فى الاعتبار أن الاختيار الخاطئ، هو أحد بديهيات السياسة، وهو الذى يعلم الناخب. وهو أمر يمكن مده على آخره فى السياسة، هناك دائما أقليات منحازة، بينها أغلبية تمثل الشعب أو الجمهور العام، وجمهور الصحفيين هو جزء من جمهور الناخبين فى الشارع الأكثر اتساعا، وأهم ما يمكن تعلمه أن الصحفيين حافظوا دائما على وحدتهم، وقدموا نماذج فى الديمقراطية تستحق الاحترام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة