كرم جبر

الله يلعنكم ويلعن...!

السبت، 18 مارس 2017 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طفلان من منشأة القناطر، العمر 14 سنة، استدرجا طفلة عمرها ست سنوات، وتناوبا اغتصابها فوق أسطح أحد المنازل، وخشية افتضاح أمرهما أحضرا سكينًا، وطعنها الأول فى بطنها، والثانى فى رقبتها، وقاما بنقل الجثة لسطح منزل مجاور، وتنظيف المكان، وإزالة الدماء لمحو آثار الجريمة.
 
الله يلعنكما وأيضًا الأسر التى أنجبتكما، لا تربية ولادين ولا أخلاق ولا ضمير، فهذه البذور الشيطانية لا يمكن أن تأتى من أب صالح وأم تحسن تربية أولادها، لم يتعلما العيب والحرام والصح والغلط، والمؤكد أنهما لم يجدا أبًا يغرس فيهما التقوى والصلاح، ولا أمًا تعلمهما الشرف والفضيلة، فنشآ فى بيئة ملوثة تستنشق العفن وتحيا بالضلال، لا يعرفان قيمة الجيرة عندما كان الشباب رجالًا يحرسون بنات منطقتهم، ويدافعون عنهن ضد أى متسول حقير، انقلبت الآية وتفشى الفساد الأخلاقى، وانحدرت القيم إلى الدرك الأسفل.
 
أعتبر الطفلان اللذان اغتصبا الطفلة البريئة وقتلاها، نموذجًا شاذًا، ووباء حط على المجتمع مثل الكوليرا والتيفود وفيروس سى، ولا أظلم مجمل الأسر المصرية الأصيلة التى تسهر على تربية أولادها، وتسلحهم بالعلم والدين والصلاة، وتكون سعادتى بالغة فى صلاة الجمعة فى مسجد المشير طنطاوى، عندما أرى الآباء يصطحبون أولادهم إلى الصلاة بالمسجد، والفرحة تقفز من عيون الصغار والصغيرات، ثم يلتفون عقب الصلاة حول خطيب المسجد، الشيخ أسامة الأزهرى، ويدير معهم حوارات رائعة، ويقدم لهم هدايا تذكارية، ويطلق فيهم ملكة الإبداع والتعبير فى الرأى، ويغرس مبادئ الدين البسيطة التى تفهمها عقولهم.
 
الطفلان القاتلان اللذان اغتصبا جارتهما الطفلة، نتاج أسر تُنجب ولا تربى، والثمرة الخبيثة لنظام تعليمى جاهل، لا ينمّى الفكر، ولا يغرس الوعى، ويخلق أجيالًا لا تجيد القراءة والكتابة، بقدر مهارتها فى القفز فوق أسوار المدرسة، فنحن فى زمن يشن فيه تلاميذ صغار غارات على مدارس البنات المجاورة، وإذا حاول الناظر والمدرسون تقويم المعوج، تعرضوا للاقتحام، وأحيانًا الاعتداء من أولياء أمورهم، وتتسع دائرة الانهيار لتشمل أطفالًا يرتكبون جرائم يعجز عنها أعتى المجرمين.
 
رحم الله الطفلة الشهيدة التى خرجت لدرس تحفيظ القرآن، فدفعت حياتها دون ذنب لقاذورات تملأ الشوارع والحوارى والأزقة، «خلفة» شيطانية، مثل شوك الأرض وطفح المجارى، وعندما شاهدت صورة الطفلين القاتلين لم أجد سوى عبارة «الله يلعنكم ويلعن....».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة