وأنت تقرأ هذه الكلمات، ستكون نتائج انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين قد ظهرت أو تكاد، وقد لقنتنا هذه الانتخابات درسا قاسيا فى أساليب الاختلاف، حين يكون الانقسام متجذرا والأطراف متحفزة، وتتأكد عراقة هذه النقابة فى كونها نموذجا مصغرا للحياة السياسية فى مصر، فكانت الخصومة تبدأ بين أروقة الأحزاب لتنتهى فى مبنى النقابة، وقسوة الدرس هذه المرة أكبر من تجاهلها، لأن المؤشرات جميعها تتجه للأسفل، فلم تنحدر البرامج والدعايات الانتخابية وحدها، بل انحدر معها الخطاب الانتخابى ونقاط التنافس وطريقة اجتذاب الناخب، شهدنا وعودا أقرب للتهديد، وانتقادا أشد انحطاطا من الشتيمة الصريحة، ورأى الناس كل الغسيل الصحفى المتسخ منشورًا على واجهة النقابة وفى منصات التواصل الاجتماعى، وعرفوا أن قادة الرأى شيعوا جثمان الرأى الآخر، وبصرف النظر عن التركيبة التى ستفرزها النتيجة، فعلى الطرف الفائز أن يطوى صفحة الماضى، لأن المستقبل به شروخ تنتظر من يرممها.
غسيل نقابة الصحفيين