اختتم وفد زعماء القبائل والقيادات النسائية الليبية من الحراك الوطنى من أجل ليبيا، مساء الجمعة، زيارة العمل التى قاموا بها إلى الولايات المتحدة، داعين منظمة الأمم المتحدة إلى اتخاذ نهج متوازن فى عملية السلام الليبية يحترم التركيبة السكانية للدولة الليبية، ويعزز التعاون مع القبائل وممثلى المدن والمجتمع المدنى.
وقدم الوفد هذه الرسالة خلال سلسلة من الاجتماعات الاستراتيجية فى مدينتى نيويورك وواشنطن، بما فى ذلك الاجتماعات التى عقدها الوفد مع مسئولين فى البيت الأبيض، وممثلى الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى، ووزارة الخارجية الأمريكية.
يشار إلى أن الحراك الوطنى من أجل ليبيا قد تم تأسيسه لتلبية الحاجة الماسة إلى المصالحة والاستقرار ومنع التطرف فى المناطق القبلية الريفية بالبلاد والتى كثيرا ما تم تجاهلها فى عملية السلام.
وفى هذا الصدد يقول الشيخ فرج العبيدى شيخ قبيلة العبيدات فى المنطقة الشرقية ورئيس الحراك الوطنى من أجل ليبيا أن ليبيا مجتمع قبلى بالرغم من وجود مدن، مؤكدا أن تجاهل القبائل يعنى عدم فهم تركيبة ليبيا حال استمرار التجاهل للعديد من جهود ومبادرات السلام.
واستطرد الشيخ العبيدى قائلا "طلب زعماء القبائل من مجلس الأمن الدولى النظر فى ما إذا كانت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا قد اتخذت نهجا متوازنا وكيفية ضمان مشاركة سياسية أوسع فى المستقبل، كما دعا الوفد إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدراسة الوضع.
ويضم الحراك الوطنى من أجل ليبيا كافة قبائل ليبيا سواء التى اتخدت مواقف مؤيدة أو معارضة خلال ثورة فبراير 2011، وقد أدت جهود لتحقيق مصالحات بين تلك المجموعات القبلية وإصلاح هياكلها وضمان المشاركة الكاملة للمرأة الليبية فى عملية صنع السلام. هذا وقد تمت زيارة الوفد برعاية كل من شبكة صانعى السلام من الشخصيات المجتمعية والقيادات القبلية ومجمع ليبيا للدراسات المتقدمة والمؤسسة الخيرية الفنلندية.
فيما قال أنتى بينتكينين المدير التنفيذى لشبكة صانعى السلام من الشخصيات المجتمعية والقيادات القبلية: "عندما تفشل الدول فإن الهياكل المجتمعية التقليدية توفر سبل إعادة بناء الشرعية. ويتطلب ذلك مهارة ودمج الهياكل القبلية مع النساء والشباب والمؤسسات البلدية، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هو ما إذا كان الشعب الليبى سيكون بمقدوره تحديد الطريق الذى سيسير فيه أم أنه سيسمح مرة أخرى للمليشيات بتهميشه وتجاوزه".
ومن جهة أخرى، قال الشيخ فرج العبيدى يلتزم الحراك الوطنى من أجل ليبيا بالعمل مع جميع الليبيين من أجل الحفاظ على النسيج الاجتماعى وإعادة اللحمة له والتغلب على العقبات التى تعترض السلام الدائم والمصالحة، وفوق هذا وذاك فإن شيوخ القبائل يرون أن الإرادة السياسية للشعب الليبى يجب أن تحترم من قبل جميع الأطراف، وأن الشعب الليبى وحده له الحق الأصيل فى اختيار قادته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة