إننا أمام تجربة فنية يجب أن نجوب بها البلاد من الإسكندرية وحتى أسوان
فيولا فايز، فنانة شابة شاملة سكندرية، ولدت فى الثغر، وترعرعت على هدير أمواجه، تحدت كل الظروف وقررت الاحتراف فى مسرح الدولة، تقف كل ليلة شامخة على خشبة مسرح قصر ثقافة الأنفوشى لتؤدى دورها فى مسرحية «السلطان الحكيم»، وهى مسرحية تناقش فكرة الانتماء للوطن والحب والسلام ونبذ العنف، فى قالب مسرحى كوميدى غنائى استعراضى، إخراج وسينوغرافيا وتأليف وليد جابر والفنانين إيهاب مبروك، والفنان الشاب إسلام عبدالشفيع، وإسلام صلاح وأحمد يحيى وميرنا وميار ومينا ثابت ومحمد البرشومى وياسر عرفة ومحمد شعبان، ألحان محمد مصطفى وأغانى أحمد يحيى، واستعراضات محمد ميزو، إضاءة إبراهيم الفران، هندسة صوتية إسلام رضوان، مخرجين منفذين أحمد مجدى وفاروق روكى، فيولا تقف كل ليلة مع أبطال العرض النجم الكبير محمد الحلو، وسط قاعة العرض التى امتلأت بجمهور غفير من طلبة المدارس وذويهم، حيث تمتلئ القاعة بضحكاتهم البريئة مع أداء الكوميديان رضا حامد.
فيولا فايز، بدأت من مسرح مدرسة سان جوزيف، طفلة تعرف ماذا تريد وماذا يعنى لها المسرح، وظلت حتى المسرح الجامعى، ورغم حصولها على ليسانس آداب لغة فرنسية، وتوفر أكثر من عمل مجزى لها.. إلا أنها قررت احتراف التمثيل المسرحى، السلطان الحكيم، تعتبر ثالث عروض الفنانة فيولا الاحترافية فى المسرح، وثانى عروضها فى مجال مسرح الطفل، حيث سبق لها أن لعبت دور البطولة أمام الفنان الراحل وائل نور، فى مسرحية الغابة المسحورة على مسرح عبدالمنعم جابر بالإسكندرية، لأطفال المدارس، حيث تطرق العرض للعادات والسلوك المفترض أن يتبعه الأطفال والأبناء فى التعامل مع المحيطين بهم ومن يتعامل معهم، سواء الأسرة أو فى المدرسة أو المجتمع فى إطار كوميدى استعراضى يتناسب مع الأطفال.
وقد لاقت فيولا فايز، نجاحًا كبيرًا، أشاد به الفنان وائل نور، كما لاقت المسرحية نجاحًا كبيرًا حتى أن المسرح كان مجهزًا لـ600 كرسى، إلا أنه من حجم الجمهور تم زيادة سعة المسرح إلى 750 كرسى، وكان بجانب وائل نور وفيولا فايز أحمد ومحمد يحيى وأحمد يحيى، بالإضافة إلى مجموعة من الأقزام، تدور أحداث المسرحية حول ثلاثة أشقاء أحدهم يحب الخير لأخوته وأهله وآخر يصارع «الوحوش والتنانين» وكلب بثلاثة رؤوس وأقزام متوحشين ليحرر الأميرة، والثالث غبى، كانت الرؤية الإخراجية للفنان الموهوب وليد جابر، ولكن للأسف مات وائل نور فى الغابة المسحورة وسط ضحك الأطفال ودموع فيولا وأبطال العرض.
تقول فيولا فايز، إننى أعشق المسرح منذ طفولتى وتحديت الجميع بما فيهم نفسى وخضت مغامرة الاحتراف، وكانت أول مسرحياتى «المخطط»، من إخراج الفنان سامح بسيونى، وكان نجاحى كبيرًا فى مسرحية قال عنها الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح حينذاك، «كامل العدد لافتة لم نرَها على شباك التذاكر منذ زمن «والمسرحية كانت بداية نقل الوعى الذاتى والوطنى نحو المخطط الذى يحاك بمصر، كانت المسرحية كما يقول عنها الفنان إيهاب مبروك مدير الفرقة» من الشباب وللشباب»، هكذا كانت بداية الفنانة الشابة السكندرية فيولا فايز.. إننا أمام نجمة جديدة موهوبة متعددة المواهب تؤدى للأطفال بما يعيد لنا الدور التربوى للمسرح، أيضًا كوميديانة تستطيع أن تنتزع من وسط همومنا ضحكة صافية، أو تبكينا فى التراجيدى، تغنى، ترقص، فنانة شاملة بقلب طفلة جميلة وعقل فتاة ناضجة، انتظروا هذه النجمة من قلب الثغر ومسرح الدولة، هذا المسرح الذى يستعيد لياقته الفنية بمجموعات من الفنانين والفنانات الشباب، ومنهم فيولا فايز، إننا أمام تجربة يجب أن نجوب بها البلاد من الإسكندرية وحتى أسوان، لأن صناعة وجدان الأطفال هو السلاح التربوى الأكبر ضد الإرهاب، فيولا وزملاؤها يشكلون ظاهرة يجب أن يهتم بها كل المسؤولين عن الثقافة والفن والمسرح، بل ويدعون للعرض فى المؤتمر الدولى للشباب القادم. انتظروا فيولا التى قامت أيضًا بالتمثيل فى العديد من الأفلام القصيرة المستقلة، وتميزت أيضًا فى العديد من أعمال الدوبلاج.