نظرة واحدة لقائمة الصور الأفضل التى تلخص العام الماضى، تكشف كمية البؤس الذى نعيشه فى هذا العالم، فاللقطات المصنفة على أنها الأقوى كانت إما للاجئين، أو مهاجرين غرقى، أو أطفال نجوا من قصفٍ عشوائى، ويظل أكثرها واقعية تلك التى تقارن بين مدن الماضى العامرة وصور خرابها اليوم، فى الحقيقة لم يعد هناك مبرر للدهشة، فقد استقر العالم على وضعية الطيران فى سماء الجنون، وانكسر مؤشر البوصلة، لكن تظل الصورة هى أخطر سلاح اليوم لدى المتاجرين بالخراب، الذى حل باليمن وسوريا وليبيا، فهم ينفقون على الدعاية لوجهة نظرهم ضعف ما ينفقونه على تسليح الفصائل المتناحرة أو حتى إعادة الإعمار، بدليل أن الفضائيات تحتفل يوميا بالانتصار، لكنها لا تتطرق أبدا إلى المسؤول عن مشكلة اللجوء، و لا يمتلك المتلقى العادى مثلى ومثلك سوى أن يتأثر و يتعاطف دون حتى أن يتأكد من صحة الصورة، الأمر الوحيد الأكيد أن هذه المدن لم تعد تفرح بالتصوير.