أثار اجتماع نواب الإخوان السابقين، بمنزل حلمى الجزار، عضو مجلس شورى الإخوان فى السودان، زلزال داخل الجماعة، حيث كشفت كوادر إخوانية، تلقيها تهديدات بعد تسريب خبر اللقاء، مؤكدين على أن مثل هذه الاجتماعات تساهم فى زيادة الانقسام داخل التنظيم.
البداية عندما كشفت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان، أن حلمى الجزار، عضو مجلس شورى الجماعة الهارب إلى السودان، استضاف فى منزله اجتماعا للنواب السابقين للجماعة فى مجلس الشعب السابق، بهدف التخطيط لتنفيذ انقلاب ضد جمال حشمت رئيس البرلمان المزعوم الذى يتشكل من نواب الإخوان خارج مصر.
من جانبه قال صلاح الدين مدنى، القيادى الإخوانى بالسودان فى تصريحات له: "إن صح ما يقال أن البرلمان الإخوانى انقسم، وأن عدد من الأعضاء سوف يجتمعون دون دعوة زملاء فإن ذلك يعد تكريسًا للانقسام، ويعد جريمة".
فى المقابل رد عليه محمود حمادة، أحد كوادر الإخوان قائلا: "بداية كلامك تقول أن صح ما يقال، وهل يصح أن أثير كلاما بلا حقيقة، هل هذه حقيقة أم كلام سمعته لما تتبين حقيقة الكلام أنشره لأن معظم القارئين لك لن يقرأوا هذه الجملة - أن صح ما يقال - استقيموا يرحمكم الله".
ليرد عليه صلاح الدين مدنى، قائلا: "أنا أعلم أنه صحيح وأعلم ما هو أكثر ولكنى ألفت النظر لممارسات خاطئة لعل أصحابها يعودوا إلى رشدهم".
بدوره قال ماهر عبد الواحد، أحد كوادر الإخوان بالسودان، إنه فى دار الندوة بمنزل حلمى الجزار، عرض أحد النواب أنه قام بحصر نواب الإخوان السابقين فى قطر ومن منهم مع محمود عزت – القائم بأعمال مرشد الإخوان - ومن مع المكتب العام – مكتب الإرشاد المؤقت – وقيل له أن أشرف بدر الدين – القيادى الإخوانى - على الحياد وعبد الرحمن شكر استقل بنفسه.
وتابع عبد الواحد، فى تصريح له موجها رسالته للمجتمعين من قيادات الإخوان فى منزل حلمى الجزار: "عيب كده مش كفاية، تشاركون فى جرم الانقسام، هؤلاء يرشحون الموالين ليس أصحاب الخبرة، أقيلوا المرتعشين والمطبلاتيه تنجحوا".
واستطرد أحد كوادر الإخوان بالسودان، قائلا:"بعد فضح القيادات المنقلبين، واجتماعهم جائتنى تهديدات كتيرة جدا اكمل ولا مفيش فايدة، فهناك مزيد من الانقسام وإفشال للجماعة من خلال الاجتماع الذى عقد داخل منزل حلمى الجزار، والقيادى الإخوانى محمد البحيرى يزيد من انقسامات الجماعة، فمنذ عدة أشهر كان لجمال حشمت – عضو مجلس شورى الإخوان - رؤية وطلب التصويت، فأمر البحيرى بالتصويت بلا، وعندما تم سؤاله لماذا؟ قال أصل جمال مش معانا وما بيسمعش الكلام، وكأن القيادات خرفان يسوقها الأستاذ".
وأردف عبد الواحد: "له يد سوداء على الشباب الإخوانى المتواجد فى السودان خرج الشباب وكله أمل ببرنامج يعودون بعدها، فما كان منه إلا أن أرسل إليهم على لسان نائبة الحلوجى انتوا هنا تاكلوا وتسكنوا وبس وكان الشباب بهايم مربوطين فى زريبة يرمى لهم الأكل وفقط".
وكانت مصادر كشفت تفاصيل اجتماع قيادات الجماعة بالسودان، وأن جدول أعمال الاجتماع تضمن حصرا لنواب الجماعة السابقين فى تركيا وقطر والسودان، وإعادة تقسيم اللجان ورئاسة البرلمان المزعوم، حيث من المتوقع أن يتم إسناد المنصب إلى عباس عبد العزيز، وتنحية جمال حشمت.
وقالت المصادر، إنه تم تقسيم نواب الإخوان وفقا لولائهم فى ضوء الانقسامات داخل الجماعة بين محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام والمجموعة المتنازعة معه.
وأشارت المصادر، إلى أن الاجتماع ضم كل من حلمى الجزار، عباس عبد العزيز، عبد الرحمن سالم، كمال نور الدين، مؤمن زعرور، أحمد شابون، عبد السلام بشندى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الجماعة حاليا تعيش فترة شتات وعاجزة عن معالجة انقساماتها وتفتقد القيادة القوية القادرة على توحيدها من جديد فى مسار واضح ومحدد، وتظل الصراعات فقط لتحقيق بعض المكاسب وهو ما يرسخ من الانقسام والتشتت والضعف.
وأضاف الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن هذا فى حد ذاته يدفع شبابها للإحباط والتسرب للعمل السرى، طالما لا يرى أى تقدم على الأرض، لافتًا إلى أن الإخوان بوضعها الحالى أخطر أضعافًا مضاعفة من وضعها فى السابق كجماعة متماسكة وموحدة، فالعنف والإرهاب والتكفير يخرج منها أوقات الانقسامات الداخلية والصراعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة