فى تقرير يثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن التقارير الأجنبية المنشورة عن مصر، نشرت شبكة "إيه بى سى نيوز"، الأمريكية، تقريرا عن سفر أقباط العريش للإسماعيلية بسبب تهديدات الجماعات الإرهابية لهم بالقتل، غير أن الشبكة أرفقت معه فيديو قديما يعود للفوضى التى شهدتها مصر خلال ثورة يناير 2011 دون أن تنوه عن تاريخ الفيديو.
الفيديو الذى أرفقته الشبكة الإخبارية الأمريكية مع تقرير لوكالة الأسوشيتدبرس، على موقعها الإلكترونى، أمس الأربعاء، يتحدث عن إجلاء السفارة الأمريكية لرعاياها فى مصر بسبب الفوضى الأمنية التى وقعت فى مصر خلال ثورة يناير 2011 ويظهر فى الفيديو مدرعات الجيش فى الشوارع واللجان الشعبية، ذلك دون أن ينوه الموقع عن تاريخ الفيديو مما يعنى انطباعا بأن الفيديو حديث.
وما يزيد من سلبية الدعاية التى يقدمها الفيديو عن مصر أن الشبكة أرفقته بتقرير مكتوب للأسوشيتدبرس، يتحدث عن عنف الجماعات الإرهابية وتهديداتها للأقباط فى العريش بسيناء مما اضطرهم للفرار إلى المحافظات المجاورة وخاصة الإسماعيلية.
ومن يقرأ التقرير ويشاهد الفيديو سيربط بينهما، نظرا إلى أن الفيديو يعرض لقاءات مع السياح الأمريكيين الذين ملأوا المطارات المصرية وقت ثورة يناير 2011 للعودة إلى بلادهم.
فيما لم توضح حتى الآن ما إذا كان الفيديو القديم، منشور عن طريق الخطأ أم أنه جزء من الدعاية التى تهدف لتشويه صورة مصر، وتخويف السائحين الغربيين من زيارتها باعتبارها غير آمنة.
وعرض تقرير الأسوشيتدبرس قصص بعض المسيحيين الذين فروا من عنف الجماعات الإرهابية فى العريش، ومن بينهم سامح، الذى تم قتل ابن عمه على يد الإرهابيين، فضلا عن سرقة منزله وإشعال النيران فيه، وينقل عن وفاء فوزى، الذى قتل زوج وابن أختها، قولها: "هؤلاء الإرهابيين عطاشى للدماء.. لقد كانوا واضحين فى تهديدهم عندما قالوا إنهم لن يتركوا المسيحيين فى سلام".
وقال تقرير الوكالة الأمريكية إن الأقباط طالما كانوا هدفا مفضلا للجماعات المتطرفة، غير أن الهجمات التى تستهدف الكنائس زادت منذ الإطاحة بالإخوان المسلمين من الحكم فى يوليو 2013، مشيرة إلى أن المسيحيين أيدوا بأغلبية ساحقة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، وقتها، للإطاحة بالرئيس محمد مرسى، ومن ثم استغل المتطرفين الأمر كذريعة لتكثيف هجماتهم ضد الأقباط.
واستمر سفر العائلات المسيحية من العريش منذ الأسبوع الماضى، حيث تجاوز عددهم أكثر من 100 أسرة معظمهم ذهبوا إلى الإسماعيلية.
وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن عدد المواطنين المسيحيين القائمين فى شمال سيناء، قبل ثورة يناير، كان يبلغ نحو 5 آلاف شخص، غير أن العدد تراجع كثيرا بعد الثورة بسبب عنف الجماعات الإرهابية المسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة