يبدأ رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى، زيارة إلى الولايات المتحدة هى الأولى منذ تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مفاتيح البيت الأبيض، لبحث تعزيز التعاون العسكرى والأمنى بين واشنطن وبغداد.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقى –حصل اليوم السابع على نسخة منه- "توجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادى اليوم الأحد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة رسمية من الرئيس دونالد ترامب، ومن المقرر أن يحضر العبادى اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولى للتصدى لتنظيم داعش.
وتأتى زيارة العبادى للولايات المتحدة فى الذكرى الـ 14 لبدء الغزو الأمريكى للعراق 20 مارس 2003، وهو الغزو الذى أدى لانهيار مؤسسات الدولة العراقية ودخول البلاد فى فوضى عارمة وتعزيز الخطاب الطائفى وانهيار مؤسسة الجيش عقب تسريح القوات الأنجلو أمريكية للجيش العراقى ودخول البلاد فى أزمات اقتصادية واجتماعية.
وكانت ذريعة الولايات المتحدة لغزو العراق، هو امتلاكه لأسلحة دمار شامل وهو ما ثبت كذبه لاحقا، حيث قامت واشنطن بحملة إعلامية شرسة ضد نظام الرئيس الراحل صدام حسين للتمهيد لعملية اجتياح العراق، مما تسبب فى خسائر بشرية كبيرة أدت لمقتل مليون عراقى وإصابة وتشريد الملايين، وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولار ودخول البلاد فى صراع طائفى بين السنة والشيعة بلغت ذروته خلال عامى 2006 و2007.
وتأتى زيارة رئيس الوزراء العراقى، فى وقت بدأت الحكومة العراقية فيه ترسيخ مبادئ دولة المؤسسات بعيدا عن المحاصصة السياسية والصراعات العشائرية ، وهو النهج الذى اتخذته حكومة العبادى منذ توليها المسئولية وأدى لدخول البلاد فى احتجاجات من بعض القوى السياسية، حيث من المتوقع أن يطرح العبادى جهوده فى إرساء مبادئ الديمقراطية التى فشلت واشنطن فى ترسيخها فى العراق عقب غزوها لبغداد.
وبالرغم من الجرائم التى ارتكبتها الولايات المتحدة بحق الشعب العراقى من تشريد وقتل وتعذيب فى سجونها، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش لم تعترف بخطيئتها فى تدمير العراق بحجج وذرائع واهية، وقد قاد بوش الإبن جهود مكثفة لإقناع الشارع الأمريكى والعالمى والمؤسسات الأمريكية بخطته لغزو العراق بذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة، وهى الادعاءات التى كشفتها مصادر إعلامية أمريكية أكدت أن غزو بوش الإبن للعراق للسيطرة على النفط العراقى وعدم حدوث أزمة للولايات المتحدة فى قطاع الطاقة، ولاسيما بعد قرار الرئيس العراقى الراحل صدام حسين فى عام 2000 بتغيير العملة المتداولة في سوق النفط العراقي من الدولار إلى اليورو.
وتمكنت الولايات المتحدة، عقب غزو العراقى فى الهيمنة على سوق النفط العالمية لضمان عدم حصول أزمة وبسطت واشنطن يدها بصورة غير مباشرة على ثاني أكبر احتياطى للنفط فى العالم ودعم الدولار الأمريكى، كانت الأكاذيب الامريكية التى روجت لها هو استمرار بغداد فى تصنيع وامتلاك أسلحة الدمار الشامل ولكن تبين أن هذا الموقف كان مجحفا، وكان الشعار الأمريكى المرفوع لدخول العراق هو محاربة الإرهاب وترسيخ مبادئ الديمقراطية فى البلاد.
ولا زالت الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية تحت مسمى "محاربة الإرهاب"وحماية الأمن القومى الأمريكى ومصالح واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط.
واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بوش الإبن، وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والعربية وتحديدا قناة الجزيرة القطرية فى الترويج للأكاذيب والشائعات حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، إضافة لتسخير تلك الوسائل الإعلامية فى الترويج للشائعات خلال الغزو الأمريكى للعراق.
وكان أبرز تلك التحركات هو إعلان قناة الجزيرة القطرية لسقوط العاصمة بغداد قبيل هيمنة الأمريكيين عليها بعدة ساعات وهو ما أحدث حالة من الإرباك بين المؤسسات الأمنية العراقية وأدى لانهيارها، وتسبب قرار الحاكم الأمريكى لاعراق بول بريمر عام 2003 بحل الجيش العراقى وتسريح آلاف من الضباط السنة أصحاب الخبرة أحد أسباب انهيار الجيش العراقى بشكل كامل وبناءه على أساسى طائفى، حيث تم إفراغ الجيش العراقى من جيل عسكرى كامل من ذوى الخبرة، وهو القرار الذى دعا مراقبين ومسئولين عسكريين عراقيين للمطالبة بمحاكمة بريمر بسبب هذا القرار الكارثى.
ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية عقب غزو العراق بحلفائها السياسيين لقيادة المشهد فى العراق وكان على رأس رجالها نورى المالكى الذى سادت فى عهدها عصور الفساد ولاسيما فى تسليح الجيش العراقى عبر صفقات فاسدة وأسلحة عديدة لا يحتاجها العراق ولا سيما الصفقات التى أبرمها مع روسيا والصين وإيران وأوكرانيا بين الأعوام 2010 وحتى مطلع عام 2014، وتسبب استشراء الفساد فى مؤسسة الجيش العراقى وبناءه على أساس طائفى فى انهياره بشكل سريع أمام داعش.
ويرى مراقبون أن ظهور تنظيم داعش فى المنطقة، سببه الغزو الأمريكى للعراق فقد تمثل هيكل التنظيم المتطرف من ضباط ذووى خبرة كبيرة فى مجال الحروب وبراعتهم فى جمع المعلومات الدقيقة ومعرفة طبيعة المجتمع العشائرى العراقى، وأكد عدد من المراقبين ان اقصاء بريمر للضباط السنة من الجيش العراقى دفعهم للانضمام للتنظيمات المتطرفة التى ترغب فى الانتقام من الولايات المتحدة وحلفاءها الذين ساهموا فى انهيار العراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة