أدخل يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، نفسه، فى حرج شديد، بعدما انتقد تلاميذه البيان الأخير الصادر من اتحاده الذى دافع فيه عن النظام التركى، وقال إن النظام الرئاسى هو النظام الأقرب للإسلام، حيث اعتبر البعض أنه لم يكن على صواب، بينما اعتبر البعض الآخر أنه لم يكن يجب أن يصدر فى بيان رسمى.
وانتقد أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، معلقا على بيان اتحاد القرضاوى: "عفوا الشيخ القرضاوى بيان اتحاد علماء المسلمين الأخير (الصادر دعما للموقف التركى إزاء التصرفات الهولندية) الموقع منكم أرى أنه قد جانبه الصواب بقصر الصواب فى أمر خلافى رغما على رأى دون غيره من الآراء فى مسألة تعددت فيه الآراء فضلا عن كونها من المصالح المرسلة التى يتغير الحكم فيها لتغير العرف والزمان وغيره من العوامل.
وفى السياق ذاته، رد عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، وعضو مجلس شورى إخوان تركيا، على بيان القرضاوى قائلا: "هل فى الإسلام نظام حكم معين يتبناه، أو يوصى به؟ وهل هو النظام الرئاسى أم البرلماني؟، وفى الحقيقة لا النظام الرئاسى ولا البرلمانى ولا الملكى ولا الملكى الدستورى، ولا أى نظام فى الدنيا نستطيع أن نطلق عليه نظاماً إسلامياً؛ لأن الأمر ببساطة أن الإسلام لم يضع أو يحدد نظاماً معيناً للحكم فيه، بل وضع معايير وأهدافاً إذا تحققت فهو المطلوب.
بدوره قال سمير الوسيمى، القيادى الإخوانى، والمتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل:"لا أرى فى بيان الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وجاهة فى ترجيحه النظام الرئاسى على النظام البرلمانى والقول بأنه أقرب إلى الإسلام من النظام البرلمانى، وذلك فى معرض دفاعه عن تركيا ضد هولندا".
من جانبه قال، سعيد الحاج، الباحث الإسلامى: "منذ مدة والاتحاد العالمى لعلماء المسلمين (يقحم) نفسه فى بيانات سياسية هو فى غنى عنها، تضر صورته وسمعته ولا أظنها تفيد القضايا والأطراف المعنية بها، قبل قليل، فهمت من بعض الأصدقاء أن البيان الأخير للاتحاد بخصوص التوتر التركى - الهولندى تضمن ما معناه أن النظام الرئاسى -الذى يدعو له أردوغان- هو الأقرب لتعاليم الإسلام لأنه يضع (الرئيس أو الأمير) رقم 1 فى السلطة، وراجعت نص البيان فوجدتهم محقين، فهذا البيان خسارة كبيرة وسقطة مؤسفة للاتحاد، بغض النظر عن الرأى فى النظام الرئاسى وفِى بنود التعديل الدستورى فى تركيا، وهو منزلق خطير وخطير جداً أدخل فيه الاتحاد نفسه، وأزعم أن القيادة التركية لن تكون سعيدة بهذه البيانات والتصريحات على عكس ما يظن البعض".
من جانبه قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن البيان الذى صدر عما يسمى باتحاد علماء المسلمين كشف إلى أى حد يستغل الدين سياسيا وتحول الاتحاد إلى منظمة ملاكى لأردوغان لاشك أن ما تم بناؤه من مصداقية هذا الاتحاد تبدد بهذه الخطوة المكشوفة.
وتوقع بان فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، زيادة انتقاد قيادات الإخوان وأعضاء الاتحاد أنفسهم لهذا البيان، لأن البيان انحاز للنظام الرئاسى على حساب البرلمانى الذى كان يعتبره حسن البنا الأقرب للإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة