ذكرت صحيفة "التليجراف" أن ثمة حيثيات كافية للحكم بأن تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ساهم أكثر من غيره من الساسة البريطانيين فى الوصول لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وكذلك لتغريب جمهور الناخبين عن قادتهم السياسيين.
ورأت "التليجراف" -على موقعها الإلكترونى - أن عمل بلير الرئيسى فى هذا الصدد قد تمثل فى فتْح حدود بريطانيا أمام العمالة الوافدة من أوروبا الشرقية عام 2004، وذلك حتى فى ظل استبقاء دول أخرى للقيود المفروضة على دخول أراضيها.
ونوهت الصحيفة بأن هذا الإجراء قد تمّ على نحو مخالف بشكل صارخ لرغبات جمهور الناخبين، وقد نجم عنه تغيّر فى العديد من المجتمعات البريطانية وسوق العمل، كما كسر أى رابط من الثقة كان قائما بين قواعد الناخبين وقادتهم السياسيين.
وأضافت الصحيفة: "أيا كانت فوائده الاقتصادية، فإن بلير بهذا الإجراء قد افتقر إلى الشرعية السياسية، لأنه تجاهل الشعب الذى لم يشعر بأنه قادر على التعبير عن رأيه فى هذا الصدد إلا فى استفتاء العام الماضى بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكست)".
واستطردت قائلة "إن اعتراف بلير بأنه لم يكن يعلم تبعات أفعاله قد يثير الاستياء لكنه لن يُدهش العديد من الناخبين الذين وقفوا منذ زمن على طيشه وتهوره الذى تجلى واضحا فى حماسته للزجّ ببريطانيا فى المشروع الأوروبى المنكوب - بلير هو الرجل الذى أراد أن تلتحق بريطانيا بقطار العملة الأوروبية الموحدة فى عملية سوء تقدير كارثية".
لكن الأكثر جلاء، بحسب "التليجراف"، هو افتقار بلير إلى التأسف؛ فهو لا يزال يصرّ على أن فتح حدود بريطانيا كان أمرًا جيدا، وأن بريطانيا كانت مخطئة عندما صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى وقواعده الخاصة بحُرّية الحركة (بين الدول الأعضاء)، كما يرى بلير أنه يمكن إقناع البريطانيين بعدم الخروج.
واعتبرت "التليجراف" أن "بلير يمتلك جرأة مثيرة للدهشة؛ فهو بعد أخطائه التاريخية حرى بأن يظل صامتا إزاء المسائل الأوروبية الآن وللأبد؛ ولكن بما أنه يرفض ذلك، فإن الناخبين عليهم أن يتذكروا دائما تلك الأخطاء عندما يستمعون إليه وهو يسوق الحجج والذرائع وأن يرفضوها باحتقار يليق بها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة