يبدو أن سحابة «أوباما» السوداء، التى خيمت فى سماء العلاقات المصرية الأمريكية، أوشكت أن تنقشع بزيارة الرئيس السيسى المقبلة لواشنطون، ويبدو أن الدفء سوف يعود من جديد، بعد مرحلة الجمود والجليد، وأهم ما يعنينا فى القضية هو دعم ومساندة الجهود المصرية فى مكافحة الإرهاب، وتقريب وجهات نظر الدولتين حول استراتيجيات المواجهة، ووقف الدعم المادى واللوجيستى للجماعات الإرهابية المسلحة، وكل الشواهد والمؤشرات تؤكد انفراجة مقبلة فى ظل رئاسة الرئيس ترامب.
أوباما كان الأسوأ ولن يأت أسوأ منه، وهيلارى كلنتون مثلت أسوأ أدوار الشر، وباختفائهما من المسرح السياسى اختفت مخططات شيطانية، لاستكمال تمزيق المنطقة والإجهاز على بقية الدول المتماسكة، حتى يصبح كله «ربيع فى ربيع أو جحيم فى جحيم»، ومن رحمة الله بالشرق الأوسط أن اختفى هذا الثنائى، وظهرت فى الأفق بوادر رؤية أمريكية مختلفة، أهم ملامحها التخلى عن السياسات القديمة، التى جلبت على المنطقة الحروب والصراعات، وفتحت أبوابها لجماعات العنف المسلحة تحت مظلة دينية.
زيارة الرئيس السيسى لواشنطون تعيد الأمل فى إحياء دور أمريكى داعم لحل القضية الفلسطينية، بعد أن دخلت أو كادت أن تدخل ثلاجة الموتى، وأوشكت إسرائيل على تدشين المرحلة الأخيرة فى ابتلاع القدس، وظهور أفكار هدامة كالتخلى عن حل الدولتين، ووصول الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ذروتها، ليس فقط على مستوى الصراع بين فتح وحماس، وإنما بانشقاقات داخل فتح نفسها، استطاع الرئيس أبومازن أن يلملم بعضها، ولكن الأزمات ما زالت تتصاعد.
زيارة الرئيس السيسى لواشنطون ستضع كثيرا من النقاط فوق الحروف، فيما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من جماعة الإخوان الإرهابية، وبدأ الإخوان بالفعل فى محاولات التشويش على الزيارة بنفس الأساليب البهلوانية التى لا تغير فى الأمور شيئا، وباتت مفضوحة تمثيلية حشد معارضى الزيارة أمام البيت الأبيض، باستئجار بعض أبناء الجاليات الآسيوية والتركية، والدفع لهم بسخاء مقابل المشاركة فى التظاهرات، وبات مفضوحا أكثر حديثهم عن الشرعية وعودة المعزول، بعد إدانتهم قضائيا بالخيانة والتآمر على البلاد.
على الإدارة الأمريكية أن تفهم أن مصر هى مفتاح الاستقرار فى المنطقة، قولا وفعلا وثقلا وتاريخا وقوة وتأثيرا، وأن نجاحها وتدعيم دورها ومساندتها فى الحرب ضد الإرهاب، يقدم نموذجا تحتذى به دول المنطقة، التى تسعى إلى الاستقرار والإفلات من براثن الجماعات الإرهابية.