قلنا ومازلنا نقول، إن الخلاف داخل نقابة الصحفيين ليس بين أعداء ولكن بين مختلفين فى الآراء كطبيعة الأمور، وأن وحدة الصف الصحفى لا يعنى أن يكون كل الصحفيين قالبا واحدا ورأيا واحدا، وما تعلمناه من أساتذتنا أن يبقى الخلاف بعيدا عن الشخصى، قريبا من العام.
عموما راحت السكرة وتأتى الفكرة، الفائزون عليهم أن يبدأوا فى تطبيق ما طرحه كل منهم فى برنامجه، وإن كنا لسنا مع الإفراط فى الوعود الانتخابية، لكن هذا ما يحدث غالبا، خاصة بالنسبة للنقيب ومدته سنتين فقط وهى فترة قصيرة جدا ربما لا تكفى لتنفيذ كل الوعود، يضاف إلى ذلك أن العيون ستكون على كل من فازوا، وسوف يتحول كل خاسر إلى معارض، مع الأخذ فى الاعتبار أن المعارضة أسهل كثيرا من السلطة، حيث يجلس الواحد واضعا ساقا على الأخرى، ليشير إلى أن هذا التصرف خاطئ، أو هذا السلوك مرفوض، بينما أهل القرار محاطون بالكثير من العوامل والتحديات والتوازنات.
وبمناسبة التوازنات، فإن الموقع النقابى، تداولى ولدينا تجارب قريبة لأعضاء بمجلس النقابة انحازوا للشلة، أو خلطوا بين مواقفهم الأيديولوجية، ومواقفهم تجاه زملائهم، وهؤلاء خسروا بالرغم من خبراتهم الانتخابية والسياسية، ولعل الزملاء الجدد عليهم استيعاب أن العمل النقابى عمل عام، يستلزم التعامل مع المختلفين على نفس قدر التعامل مع المتفقين. يضاف إلى ذلك مدى القدرة على نسج علاقات متوازنة مع الصحفيين ومتطلباتهم من جهة، والدولة بمؤسساتها من جهة أخرى، والمجتمع من جهة ثالثة، وهى بديهيات تغيب أحيانا عن أصحاب الحناجر، ومن يستسهلون إطلاق الاتهامات والشتائم، أو يدافعون عن الرأى الواحد.
ثم إن نجاح أى نقابى أو سياسى يكون فى قدرته على التعامل مع مخالفيه خاصة فى نقابة رأى بالأساس. ومع الأخذ فى الاعتبار أن السياسة حاضرة فى نقابة الصحفيين، لكن النقابة ليست مكانا لفرض وجهة نظر سياسية، لكنها مكان يفترض من يديرونه السعى لتوفير أكبر قدر من الاستقلالية، وضمان حرية الرأى، مع ضمان حق المجتمع فى أن يلتزم الأعضاء بمواثيق الشرف، ويوازنون بين الحقوق والواجبات، وأمام المجلس الجديد الكثير من الملفات، المتعلقة بالمهنة والتوظيف ومشكلات الزملاء المعطلين، والصحف الحزبية، وهى ملفات أثارها الزملاء فى وعودهم وانتقدوا المجلس السابق بسببها. وسوف يأتى من يسألهم عنها.