كان الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة، قبل أن يعرف الناس الإضراب ويستخدمونه فى الحق والباطل، وقبل أن نتحول إلى أمة عنصرية يتحصن كل نفر منها بنقابته أو قبيلته أو ناديه، وإذا كان المحامون أنفسهم لا يؤمنون بقوة القانون فماذا يفعل المواطن العادى إذن؟ لسنا هنا فى موقع التحيز ضد أو مع المحامين المتضامنين مع زملاء لهم صدر ضدهم حكم بالسجن، فالأولى بتضامننا هو المواطن الذى تتعطل مصالحه مع كل خلاف بين طرفين فى هذا البلد، يختلف الإطباء مع الحكومة فيموت المرضى، يتعرض محامى للسجن فتضيع حقوق الناس، يشعر الزبالون بالقلق فتمتلئ الشوارع بالقمامة، وكأن كسر ذراع المواطن سيغير من الأمر شيئا، بينما الشىء الوحيد الذى ينكسر هو ثقة الناس تجاه كل مهنة يتشدق أصحابها بأنها ذات رسالة.. رسالة تترك آثارها على قفا المواطن وحده.