"ويظهر أبطال حركات التحول الديمقراطى الحضريون فى مصر وتونس وسوريا فى المجمل على نحوٍ علمانيٍّ، إلا أنهم لا يُمثِّلون بحسب ما تسمح به هذه المرحلة المبكرة من التعرف عليهم، خطٍّا علمانيٍّا قاطعًا" تلك الكلمات من كتاب "الديمقراطية فى الإسلام: الكفاح من أجل التسامح والحرية فى العالم العربى" لـ :" جودرون كريمر" ومن ترجمة نيرمين الشرقاوى والصادر حديثا عن مؤسسة هنداوى للتعليم والثقافة.
فى "الإصلاح الإسلامى والهيمنة الغربية" يرى الكاتب أن كل حركة إصلاحية تهدف إلى تحسين الفرد والجماعة والمجتمع لها بُعد سياسى، حتى لو لم يكن مفهومها عن نفسها أنها حركة سياسية أو كانت تتجنب المسرح السياسى، وبحسب تعبير الكاتب "ينطبق بصورة أكبر فى إطار الوقوع تحت الاستعمار"، وعرف الكاتب تلك الحركات بالاسم حركات الإسلام السياسى معطيا مثال على جماعة الإخوان المسلمين التى ظهرت فى عشرينيات القرن الماضى، مشيرا إلى أن تلك الحركات ظهرت منذ ما يزيد عن مائة عام واستشهد بالسلفية الهندية والتى أكد على اختلافها فى نهجها مع مثيلتها التى تحمل نفس الاسم هذه الأيام، وأيضا محاولات الشيعة للإصلاح فى إيران وبعض البلدان العربية مثل لبنان.
وفى "هل الدولة الإسلامية هى البديل؟" يحاول الكاتب الإجابة على طرَح حول خيار الدولة الإسلامية بوضوح باعتباره بديلًا عن الدولة العلمانية، وهنا يؤكد أن النماذج المطروحة لا تعطينا صورة واضحة، وتابع "مشروع الدولة الإسلامية لم يكتمل، لا على المستوى النظري ولا العملى"، ويناقض الكاتب نفسه قائلا: ولا يمكن إغفال الثقل الذى يُعطَى للدولة ذات المرجعية الإسلامية بوصفها قوة حفظ النظام؛ فالدولة الإسلامية هى دولة ذات رسالة، وهى ليست محايدة فيما يختص بالدين أو القيم كما أنها أيضًا ليست ليبرالية، فواجبها هو تأسيس دولة تقوم على الفضائل الإسلامية تَضْمَن داخليٍّا الحقَّ والعدالةَ (خصوصًا فى الجانب الاجتماعى) وخارجيٍّا تُدافِع عن مصالح الأمة الإسلامية التى كثيرًا ما يتم مساواتها بمصالح السكان والمواطنين فى كل دولة على حدة".
وفى "الدين والقانون والسياسة: العلمانية فى الإسلام"، يرى أن النظرة الإسلامية تقوم على أن الإسلام مجمتعا مغلقا على نفسه مغلقًا على ذاته شاملًا من المعايير والقيم والتى تمثل الشريعة، وبحسب الكاتب "يستمد هذا المجمتع معاييره وقيمه من التكليف الإلهى الذى يُستنتج من القرآن، الذى هو كلمة لله التى لم تُحرَّف".
وعدد الكاتب الاتهامات التى تطول العلمانيين والعلمانية فى المجتمعات الإسلامية، ومنها أن "العلمانية تعنى الإلحاد، ولا تَعْرف القيم ولا تعترف بالحدود التى يقرُّها العرف وآداب السلوك"، كما أن هناك من ينظر إلى كمال أتاتورك أو حبيب بورقيبة، على أنهما سَعَيَا بطريقة استبدادية إلى علمنة الدولة والقضاء والمجتمع"، كما أكد الكاتب على أن الاتجاهات العلمانية تبدو مرفوضة خاصة عند المجتمعات الإسلامية قائلا "العلمانية تبدو غير مقبولة إن لم تبدُ غيرَ ممكنة، فهويةَ المسلمين مرتبطة بالدين.
وأشار الكاتب إلى كون المسلمين الذين يعيشون فى مجتمعات علمانية يستطعون العيش جيدا، كما أن هناك من يتمنى المزيد من العلمنة المعلِنة للدستور والقانون والسياسة، آملين أن ذلك قد يضع حدٍّا أمام الاستعمال السياسى للدين ويواجِه العنف الذى يمارَس بِاسمه، وذلك فى الدول تمت علمانيتها بشكل جزئى فى إشارة تونس.
وفى "الإسلام وحقوق الإنسان والديمقراطية"، يرى الكاتب أن مسالة حقوق الإنسان تشتق كثيرا من حقوق القران الكريم قائلا "سورة الإسراء، الآية: ٧٠، تتحدث عن بنى آدم (بصيغة الجمع)، ومن هذا الاعتراف المبدئى بكرامة الإنسان"، ولكنه رجع وأكد أن الإسلاميين يحاولون اشتقاق تعاليم من القرآن الكريم بفرض وصيتهم على الأرض بوصفهم خلفاء الله فى الأرض، كما أوضح أن غالبية الإسلاميين ينظرون لاتباع الديانات الجديدة مثل "البهائية على أنهم مرتدون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة