وائل السمرى

وزير إعلام الغيبوبة السودانية

الثلاثاء، 21 مارس 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إن الكتابات المعادية للشعب السودانى من جانب وسائل الإعلام المصرية هى التى تسبب التوتر بين الشعبين، وفى الحقيقة فإننى لا أستسيغ كلمة «الشعبين» على أية حال، ومازلت أعتبرنا شعبا واحدا وإن اختلفت الأجواء عما قبل، لكنى فى الحقيقة لا أخفى انزعاجى من هذا الفيروس الإخوانى فى السودان الآن والذى يتمثل فى حكومة البشير وحكمه الذى – وبكل أسف – أساء إلى الشخصية السودانية الحبيبة واستطاع التأثير على الكثير من شباب السودان المخلص فأشعل نار الفتنة وأجج روح التعصب التى لم يكن لها وجود فى السابق.
 
يعمل الآن جهاز الإعلام الإخوانى فى السودان على قدم وساق فى سبيل تبشيع مصر والإساءة إليها عبر تسويق العديد من الاتهامات الباطلة التى تدعى أن مصر تتعامل مع السودان باعتبارها الحديقة الخلفية لها، ويتطاول البعض مرددين أن المصريين يحتقرون السودانيين، وهى اتهامات باطلة بالكلية ليس المقصود منها الدفاع عن شعب السودان الحبيب أو النيل ممن يحتقرونه كما يدعون لكن الهدف هو صناعة عدو فحسب عبر دعاية سوداء يبتكرها أصحاب الغيبوبة الإخوانية ويرددونها ضمن جملة أكاذيب حتى تصير الأكاذيب أكثر انتشارا من الحقائق وتسود الكراهية المستحدثة حتى تهدد المحبة الأصيلة.
 
نحن هنا أمام العديد من الافتراءات التاريخية، وفى الحقيقة فقد انتبهت إلى هذه الموجة غير المسبوقة من دعاية الكراهية حينما كتبت مقالى عن الآثار الفرعونية فى السودان التى يطلقون عليها زورا اسم الحضارة المروية، لكن المفاجئ فى الأمر هو أن يدعى وزير الإعلام السودانى أن أهرامات السودان أقدم من أهرامات مصر، وفى الحقيقة فإنى ألتمس العذر لهذا الرجل وفقا للمبدأ الفقهى «العذر بالجهل» فربما لا يعرف هذا الرجل أن عام 500 قبل الميلاد الذى بنيت فيه ما يسمى بأهرامات السودان أحدث من عام 2500 قبل الميلاد، ربما لأنه لا يدرك أن حساب تاريخ ما قبل الميلاد يسير بشكل معكوس، فوفقا للتأريخ الحالى فإن عام 1905 مثلا أقدم من عام 1910 لكن وفقا لطريقة حساب التاريخ قبل الميلاد يصير عام 1910 أقدم من عام 1905، وهو خطأ يقع فيه الكثيرون الذين يرددون أن حضارة «كرمة» السودانية التى ازدهرت على الحدود المصرية عام قبل نحو 2000 سنة قبل الميلاد وتعود الكثير من آثارها إلى مصر أقدم من حضارة البدراى التى تعود إلى أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، وهى ذات الغيبوبة أيضا التى جعلتهم يعتقدون أن الآثار فى السودان تنافس الآثار فى مصر غير مدركين أنه يستحيل أن ننافس أنفسنا وأن نقارن بين منشآت الحضارة المصرية فى حدودها القديمة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة