عصام شلتوت

شكراً درويش الاستاد.. الولد مات يا معالى الوزير.. حرام

الأربعاء، 22 مارس 2017 05:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعلها المرة الأولى، منذ «تنحى» الرئيس جمال عبدالناصر- رحمه الله- عن سدة الحكم، بعد نكسة «67».. فى اعتراف صريح، بأنه أوان ترك المنصب للمسؤولية- ولو الإشرافية- على ما حل بالبلاد والعباد من انتكاسة!
 
منذ هذا الحين لم يقم أى مسؤول بالمحروسة بترك كرسيه الذى يجب أن يصبح من مادة غير «الصمغ».. مثل «تيفال» حتى لا يلصق الرجل بالمقعد!
 
الأكثر غرابة، أن كل الانتكاسات لا تدفع أى بنى آدم- وزيرا كان أو مسؤولا كبيرا- لاحترام نفسه وشعبه وبلده، والتخلى عن المسؤولية.. ولن نقول أن يطالب بالتحقيق، حتى لو طالته الإدانة!
 
فى بلاد أخرى يستقيل فوراً المسؤول، بل فى اليابان يقتل المسؤول نفسه بطريقة «الساموراى» يعنى غرز السيف فى قلبه، ليشعر الناس، أن هذا القلب يحس بهم، بل ويرفض البقاء على أرض أسهمت أفعاله فى إفساد أمور الحياة عليها!
 
• يا سادة.. فى البداية يجب أن نشكر الله على وجود رجل بمعنى الكلمة هو اللواء على درويش، رئيس هيئة استاد القاهرة بيننا، لأنه تقدم باستقالته عقب وفاة شاب فى حمام سباحة «استاد القاهرة الدولى».. الدولى يا بشر!
حقيقة نشهد أحياناً فى عهد الرئيس السيسى إقالات لمخفقين، لكن لم نشهد تلك الوطنية الدرويشية منذ «تنحى ناصر»!
• يا سادة.. بكل بساطة انظروا إلى الأم المكلومة، التى تسلمت ابنها «جثة بشعة»!
قد يقول قائل: «الأعمار بيد الله»!
 
ماشى.. لكن الإهمال بيد البشر!
يا بهوات كلنا بشر، لكن الراعى مسؤول عن رعيته!
إن عينا تنام وشابا مضحوك عليه فى بيزنس نصب واحتيال اسمه «أكاديميات» الإعداد.. مات!
 
أى ضمير هذا، الذى يملك كل رصيد الجبروت، فلا يخفق قلبه لأن الأم راحت فى غيبوبة، وقبلها حاله هذيان!
• يا سادة.. لا أعرف ما هى قوة الموظفين فى الأرض المصرية، لدرجة أن وزيراً، وفى بعض الأحيان رئيس وزارة لا يستطيع أن يعزله لأسباب تتعلق بالفساد المادى والأخلاقى!
حتى الموت، لم يعد كافياً لعزل موظف.. أو أن يحترم مسؤول كبير إنسانيته.. وبنى وطنه ويغادرنا فوراً!
الشاب «قتيل» استاد القاهرة ظلت «جثته» فى الماء 24 ساعة، ثم ألقيت على الأرض مدة مشابهة!
ياااه.. حتى إكرام الميت لم يشفع لجثة شاب.. ضحية فساد الاتجار بـبيزنس «الخصخصة»!
• يا سادة.. من الذى يؤجر لأكاديميات؟!
 
طيب.. هل ضمن أوراق الإيجار وعقده ضمانات عن طرق التدريب، ووجوب وجود مسعفين!
ماشى.. هل هناك «منظومة أمن» بهيئة استاد القاهرة الدولى؟!
إذا كان هناك أمن، فكيف لم يلحظ وجود جثة طافية؟!
بلاها الأمن.. هل يعنى ما نقول أن النظافة هى الأخرى فى إجازة طويلة، فلم يمر مسؤول النظافة على حمام الاستاد المستخدم من أكاديمية الموت!
 
• يا سادة.. يجب أن نقولها صريحة، فعقب حوادث قطارات مات فيها أطفال وكبار ونساء، لم يكلف مسؤول نفسه أن يستقيل، فقد يرحمة الله والشعب!
 
تخيلوا.. البشر دولم، بيطلعوا المواطن الميت وأهله هم الغلطانيين، والغلط راكبهم من ساسهم لراسهم.. آى والله كده!
• يا سادة.. تسقط عمارات، هى مقامة دون تصاريح وتراخيص، ولا يهمك.. مش الراجل دفع، ووصل لمن يحميه!
يحدث هذا، بينما رئيس الدولة يعمل على مدار الساعة، بل ويحرم على كل الدوائر حوله أى تعظيم لشأنهم، أو تحقيق استفادات!
الداخلية أيضاً تقدم يومياً ما يفيد أن هناك مسؤولا مختلفا، مش بس لاقتحام رجالها المخاطر، لكن لأن أى مخطئ بات العقاب فى انتظاره بمنتهى السرعة، على الأقل فيما يخص أرواح الناس!
 
• يا سادة.. ماذا بعد أن يفقد المسؤول ضميره، ويتمكن من النوم مرتاح البال، بينما أسرة صغيرة تبكى ليل نهار فقيدا عزيزا لديها، ضحية الإهمال يحاولون دائماً إخفاءه!
 
سيادة الرئيس.. يا كل مسؤول يحمل بين ضلوعه قلب إنسان.. فتشوا عن الفساد، راجعوا أوراق سارقى الأحلام، والأرواح.. لله وللوطن!
• يا سادة.. مات الشاب قتيل الطموح فى غد أفضل.. فشكراً للواء رجل جيش مصر المضحى دائماً على استقالته كبطل «ساموراى» مصرى!
أما معالى الوزير الأب فله أقول: «الولد مات.. وأمه فى الطريق.. لهما الله.. اعمل حاجة بقى.. حراااااام.. والله»!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة