سليمان شفيق

نقابة المهندسين من بناء المبانى إلى بناء المهندس

الأربعاء، 22 مارس 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غادرت النقابة ولكن لم يغادرنى الإحساس بأن عودة النقابة الآن أقوى بالحضور الثقافى
 
بدعوة كريمة من نقيب المهندسين، طارق النبراوى، والأمين العام محمد خضر، شاركت فى مناقشة كتاب المهندس عماد توماس، «المسيحيون العرب-حضور- وحضارة» بمقر النقابة، فى حضور لفيف من رجال الفكر والهندسة، منهم النائب المهندس محمد عبدالغنى، والروائى المهندس نعيم صبرى، واللواء مهندس نصرى نصر، والمهندس علاء عبدالعال رئيس الشعبة المدنية، والمهندسة إيمان العجوز، عضو مجلس شعبة عمارة، والمهندسة إيمان سعيد عضو المجلس الأعلى للنقابة وشباب المهندسين والمهندسات، اتسعت القاعة لما ضاقت به من قبل للحوار حول القضايا التى كانت مسكوت عنها فى ظل المجالس الإخوانية طوال ثلاثين عامًا، قدم الندوة النقيب النبراوى، مؤكدًا على أن النقابة سبق عبر اللجنة الثقافية أن ناقشت رواية «عتبات الجنة» للمهندس الروائى فتحى إمبابى، كما كرمت النقابة «34» مهندسًا من الشعراء وكتاب القصة القصيرة، وأشار النقيب طارق النبراوى إلى أن النقابة تفخر بافتتاح مسرح المهندسين بشارع رمسيس بعد ثلاثين عامًا من إغلاقه فى عصر سيطرة التيار الظلامى على النقابة.
 
أدار الندوة الأمين العام المهندس محمد خضر، والذى تحدث عن موقف النقابة من الثقافة، وبناء المهندس، مثل دورها فى تطوير المهنة وبناء الوطن، وأعطى الكلمة للمهندس علاء عبدالعال رئيس الشعبة المدنية الذى تطرق إلى عماد توماس المهندس المدنى الناجح والنقابى النشط لاينفصل عن المهندس عماد الباحث والأديب.
 
عرض عماد توماس كتابه مستعرضًا فصوله الثمانية، مدخل إلى التراث العربى المسيحى، والحضور المسيحى فى مختلف العصور: الأموى والعباسى، الفاطمى والأيوبى، المملوكى والعثمانى، والعصر الملكى: من محمد على إلى فاروق، وصور للعصر الجمهورى ناصر والسادات ومبارك، ثم عصر المجلس العسكرى وحكم الإخوان مرورًا بالرئيس المؤقت عدلى منصور حتى عصر السيسى، مستعرضًا الأدوار المختلفة التى أثرى بها المسيحيون المصريون الحضارة المصرية، وأدوارهم فى ثورات الوطن المختلفة 1919 و1952 و25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يهدف إلى تعريف الأجيال بالمسيحية العربية، كتاب يسلط الأضواء على التعايش والعيش المشترك.
من جانبه، تحدث د.محمد عفيفى رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، مشيدًا بالدور الثقافى للنقابة، وأشار إلى أن هاجس الحاضر قد لعب دوره بشكل مباشر أو غير مباشر فى دفع عماد توماس إلى الكتابة فى هذا الموضوع المثير «الحضور المسيحى فى الحضارة العربية»، إذ طرحت مسألة الهوية والمواطنة بشدة فى الفترة الأخيرة، لاسيما بعد ثورات الربيع العربى وتوقف مشيدًا بتجربة النقابة الثقافية فى مناقشة موضوعات المسيحيين، لأنها موضوعات تهم المواطنة والوطن أولًا وأخيرًا، وتعرضت فى حديثى لأهمية ضرورة إعادة النظر فى الفصول الخاصة بالحاضر لأنها تعرضت فقط بالدور السياسى والتمييز الواقع على الأقباط دون تقديم الحضور المسيحى الثقافى والعلمى والاقتصادى، وتوقفت أمام أهمية طرح الكاتب بجراءة لقضية شائكة هل المسيحيون عرب أم لا؟، وهل يمكن الحديث عن المسيحيين ككتلة واحدة من المحيط للخليج؟.
 
اختلف مهندس محمد خضر، حول رؤية الكتاب والكاتب لقرارات يوليو الاشتراكية وأنها لم تكن تستهدف الأقباط بقدر ما كانت تستهدف طبقة اجتماعية، وأكد أيضًا على اختلافه مع مصطلح «العيش المشترك» ورأى ضرورة استبدالها بـ«بالمواطنة والنسيج الواحد». وتوقف الحضور الوفدى أمام تقليص دور ثورة 1919 فى سطور قليلة، وتساءل آخرون حول دور الكتاب فى تجديد الخطاب الدينى، وعقب د. محمد عفيفى مؤكدًا على أهمية التوقف أمام ثورة 1919، وأهمية إدراك أن المؤرخ لا يكتب عن الماضى دون التأثر بالحاضر، وطرح اللواء المهندس نصرى نصر رؤيته فى أن المسيحيين المصريين ليسوا عربًا، وعاود المهندس عماد توماس الرد على أغلب التساؤلات، مؤكدًا أنه ليس بمؤرخ ولم يكن يكتب كتاب تاريخ بل يكتب شهادته للحاضر الآتى، وأنه كتب عن ثورة 1919 بما يكفى ولكن صفحات الكتاب القليلة كانت له بالمرصاد وشكر النقابة والحضور.غادرت النقابة ولكن لم يغادرنى الإحساس بأن عودة النقابة الآن أقوى بالحضور الثقافى وبناء المهندس كما قال النقيب طارق النبراوى.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة