تسببت إصابات أسر شبرا الخيمة المعروفة إعلاميا بقضية "الفيروس الغامض" فى إثارة الرأى العام بوجود وباء أو فيروس يهدد حياة المواطنين على خلاف الحقيقة، فمصر خالية تماما من الأمراض الوبائية والمتوطنة ولديها برنامج ترصد وتحكم وعلاج قادر على صد الأوبئة القادمة من الخارج ومكافحة أى عدوى أو وباء فى الداخل.
وأكد الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الأمراض الوبائية والمعدية ليس لها عدد مطلقاً ولا يمكن حصرها وتابع هناك 3 أنواع من العدوى الأولى فيروسية والثانية بكتيرية والثالثة طفيلية وتابع هناك أمراض مستحدثة ويتم التعامل معها أيضا أن ظهرت.
وقال الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى: إن مصر بها برنامج لرصد ومكافحة والتحكم فى الأمراض المعدية والوبائية قوى قادر على تفسير أى إصابات خطرة تتعلق بالأمراض المعدية والمتوطنة، مشيراً إلى أن معامل وزارة الصحة مجهزة بأحدث التجهيزات المعملية.
وتابع: تم اختيار مصر لتكون مقرا لمركز مكافحة الأمراض المعدية بشمال أفريقيا كواحد من خمسة مراكز إقليمية لمكافحة الأوبئة والأمراض فى القارة الأفريقية لنجاحها فى برامج الطب الوقائى ومكافحة الأمراض المعدية والوبائية وتباع لدينا أقل معدلات إصابة بالأمراض الوبائية بإقليم شرق المتوسط.
وحول ما أثير عن وجود فيروس أو وباء غامض تسبب فى إصابات أسر شبرا الخيمة قال مصر آمنه واستبعدنا وجود فيرس أو وباء معدى بدليل انحسار الإصابات فى ذا العائلتين محل الإصابة وتابع يومياً نفحص آلاف من عينات المياه ومياه الصرف الصحى للكشف عن الأمراض الوبائية والفيروسية أن كانت موجودة وإذا ثبت وجودها يتم التحكم بعد الرصد ويتم عمل حملات واسعة المجال لتقديم العلاج المناسب مشيراً إلى وجود برامج للكشف المبكر عن أى مرض يحتمل ظهور.
وقال الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة أن مصر تنفق ما بين 1.5: 2 مليار جنيه على مكافحة الأمراض الوبائية والمعدية سنوياً مؤكداً أن بعض الأسر والأفراد خلال العشر سنوات الماضية تعرضوا إلى إصابات ووجدنا صعوبة فى إثبات أسبابها لكن مع استمرار البحث والتقصى وصلت فرق التقصى إلى أسبابها وقدمنا العلاج المناسب لها بعدما أثير الجدل حولها وزادت التنبؤات بوجود مرض خطير أو فيروس وعدوى غامضة.
وتابع عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى فى شهر أغسطس 2015 كانت درجات الحرارة مرتفعة للغاية وزادت أعداد الوفيات لـ 21 حالة وظهرت تنبؤات بانتشار فيروس التهاب السحائى وسادت حالة من الزعر فى المحافظات وكشفنا أنها ضربات شمس وتعرض المصابين لحمى الدنج وليس هناك تفشى وبائى أو مرض معدى على الإطلاق وتابع: "استطعنا فك لعز إصابات أخطر من إصابات أسر شبرا".
وقال عمرو قنديل أن الإحصاءات الأخيرة للأمراض الوبائية فى مصر كشف أنه تم تسجيل آخر حالة مصابة بالمرض عام 1998 فيما بلغت نسبة الإصابة بمرض السعال الديكى صفر وسجلت وزارة الصحة آخر حالة عام 2002 وبلغ عدد المصابين بمرض التيتانوس الوليدى 6 حالات على مستوى الجمهورية كما بلغ عدد الحالات المصابة بمرض النكاف 5 آلاف و143 حالة فيما أصيب 5 آلاف و143 حالة بالحصبة كما أصيب 53 حالة بمرض الحصبة الألمانى و4 آلاف و876 حالة بمرض الجديرى المائى فيما بلغ معدل الاصابة بفيرس سى 4.4% فى الأعمار من سن عام إلى 59 سنة ومن سن 15 إلى 59 سنة 7%..
كما أصيبت 50 حالة بالسعار أو داء الكلب وتم توفير 700 ألف جرعة للتطعيم ضد الالتهاب السحائى وبلغ عدد المصابين بالتيفود 4 آلاف و852 حالة بينما أصيب 583 حالة بمرض الجزام و1163 حالة بالإيدز وتقليل معدلات الإصابة لأقل من 0.01% فى مصر بينما أصيب 291 حالة بمرض الملاريا كأعلى معدلا فى الإصابة منذ 2010.
وأصيب 126 حالة بمرض الفيلاريا فيما تم فحص 14 ألف و151 حالة للتأكد من الإصابة من عدمها بالمرض بينما أصيب 2043 بمرض الليشمانيا وبلغ عدد المفحوصين 52 ألفا و653 مشتبه فيه وأعلنت منظمة الصحة العالمية بمصر خالية من شلل الأطفال منذ عام 2006 وكذلك خلو مصر من مرض التيتانوس الوليدى من مصر عام 2007 والسعال الديكى عام 2002 والدفايريا 1998 وانخفاض معدل الإصابة بمعظم الأمراض الوبائية المعدية على مستوى الجمهورية بسبب اتباع إجراءات المكافحة بشكل منتظم.
وأشار الدكتور عبدالعال البهنسى مدير وحدة الوبائيات والترصد بالبحر الاحمر سابقا أن برامج الطب الوقائى معنية بالأساس بأجراء الاستقصاءات والمسوحات والبحوث الميدانية لتحديد حجم ونوعية الامراض والمشاكل الصحية المختلفة ووضع الحلول الملائمة لها والتعرف على احتياجات المجتمع بما يساهم فى وضع الخطط والبرامج الصحية السليمة.
ولفت إلى أن قطاع الطب الوقائى مهتم بمكافحة وترصد عددا من الأمراض المعدية مثل الكوليرا والتهاب المخ الفيروسى والسحائى وشلل الاطفال والتيفود والتسمم الغذائى والملاريا والفيلاريا والايدز والالتهاب الكبدى الوبائى وإنفلونزا الطيور والتسمم الممبارى والحمى الصفرا والدفتيريا والتيتانوس الوليدى وداء الكلب والنكاف والأحداث المستجدة مثل الكورونا وفيروس زيكا وغيرها من الامراض الوبائية عن طريق ترصد حدوث هذه الأمراض على مستوى الجمهورية وضمان حدوثها بالنسب العادية وعدم تعديها إلى مرحلة بداية الوباء.
وحول ما يعرف بالفيروس الغامض قال البهنسى: حدثت أزمات مشابهة لما يحدث الآن فى شبرا الخيمة وتعاملت معها وزارة الصحة باحترافية كاملة حتى كشفت الغاز معقدة شغلت الرأى العام ففى عام 2011 توفى 3 أطفال بمنطقة الجونة بالغردقة فى أقل من أسبوع وتم تداول اشاعات بوجود فيروس غامض يقتل الأطفال وسادت حالة من الذعر والرعب وتبين أن السبب فى وفاة الأطفال هو كمادات الكحول التى تم استخدامها لتخفيض درجة الحرارة وأدت إلى دخول الأطفال فى حالة من التسمم الكحولى أدت إلى الوفاة.
وتابع: "أثرت هذه الاشاعات على حركة السياحة وقتها وتناولت وسائل الإعلام الأجنبية خبر وفاة الأطفال مما أثر على الدولة ككل مشيراً إلى أزمة أخرى فى عام 2009 بقرية البعيرات بالأقصر عندما أصيب 17 مواطنا بالتسمم بالرصاص نتيجة وجود الرصاص بالدقيق المطحون بحجر يحتوى على نسبة من الرصاص بأحد المطاحن وقامت وحدة الوبائيات والترصد بوزارة الصحة بفك طلاسم هذا اللغز وقتها وتفسير الحالة المرضية للمرضى بعد تفشى حالة من الذعر والرعب بالأقصر جراء ظهور الأعراض المرضية لتسمم الرصاص".
وأضاف البهنسى أن ما يحدث فى شبرا وما تتناقله وسائل الإعلام بوجود ما يسمى بالفيروس الغامض لا أصل له ولا يوجد فيروس غامض أو غير غامض بالدليل والبرهان العلمى، حيث أن الفيروسات لا تصيب اشخاص بعينهم بل تصيب مجموعه كبيرة من البشر تتعرض للفيروس، ولا يمكن أن يكون تلوث مائى حيث أن مصدر الماء واحد ويغذى مجموعة سكنية كبيرة ولو كان الماء هو السبب لوجدنا آلاف من المرضى بهذه الاعراض بالإضافة إلى استبعاد التعرض للإشعاع، حيث إن الإشعاع يؤثر على منطقة كاملة بجميع سكانها من البشر والحيوان والأعراض المرضية تكون مختلفة طبقا للبعد أو القرب من مصدر الإشعاع والفرضية الأقرب للصواب فى هذا الشأن هو التسمم الغذائى أو التعرض لشىء ما داخل العائلتين فقط دون غيرهم تسبب فى وجود هذه الأعراض، بالإضافة إلى عدم تحمل الاطفال للنزلات المعوية المصحوبة بالجفاف والتى تؤدى إلى الوفاة السريع فى حالة وجود إهمال فى التعامل معهم أو وصولهم للمستشفى فى حالة متقدمة من الجفاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة