جاء العمل الإرهابى الذى شهده محيط مجلس العوم البريطانى، عن مفارقة غريبة، حيث سبقه زيارة لوفد إخوانى قادم من تركيا، جاء لينظم فعاليات ضد سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالإضافة إلى تقرير الصادر من مجلسا لعموم البريطانى، الذى طالب فيه الحكومة البريطانية بزيادة تنامى نشاط الإخوان، بل وعقد لقاءات معها.
العمل الإرهابى الذى شهدته لندن، دفع إلى تساؤلا هامة، وهو هل سيكون لهذا العمل الإرهابى أى انعكاس على موقف بريطانيا تجاه التيارات المتشددة والإرهابية؟، وهل سيكون لها دور فى وضع إجراءات ضد نشاط الإخوان؟، وهل ستبدأ فى تفعيل نتائج التحقيقات البريطانية حول الجماعة الذى اثبتت صلة التنظيم بالتنظيمات الإرهابية.
وفى هذا السياق قالت النائبة أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن نتائج التحقيقات التى تجريها الشرطة البريطانية حول العمل الإرهابى سيكون لها دور كبير فى تحديد موقف لندن تجاه الإخوان وجميع الجماعات التى تتواجد داخل أراضيها.
وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"اليوم السابع":"نعزى الشعب البريطانى على العملية الإرهابية ونذكر أن مصر حذرت بريطانيا أكثر من مرة من إيواء العناصر الإرهابية، واستمرار السماح بتنامى نشاط الإخوان، موضحة أن هناك وفد من العوم البريطانى كان يزور مصر منذ أيام، وتم التأكيد على ضرورة محاربة الإرهاب، وحذرنا من تواجد جماعات تحمل فكر متشدد داخل لندن".
وأشارت حسونة، إلى أن العملية الإرهابية اسفرت عن مقتل 4 من بينهم الإرهابى الذى نفذ العملية، وما زالت النتائج لم تعلن بعد، ولكن سيكون لها انعكاسات مهمة.
بدوره قال الدكتور جمال المنشاوى، الباحث الإسلامى فى شئون الجماعات الإسلامية، أن تأثير هذه على الموقف البريطانى تجاه التيارات الإسلامية، وتواجد جماعات متشددة داخل أرضيها لن يكون واضحا، لأن هذه الجماعات قديمه فى بريطانيا، والمسلمون فى بريطانيا خاصة من الهند وباكستان وبنجلاديش ظهر منهم الآن الجيل الثالث البريطانى الجنسية الذى يتشبع بهذه الافكار وبتأثر بما يجرى فى العالم الإسلامى، والحوادث السابقة فى بريطانيا تثبت ذلك فمن قاموا بها كانوا بريطانيى الجنسية، فهؤلاء ليسوا وافدين، وما حدث أشبه بعمليات ذئاب منفردة.
وأشار المنشاوى، إلى أن كثير من هذا الجيل المتواجد فى بريطانيا، وغيرهم تأثروا بآراء ابى قتادة والمقريزى وأبى حمزة المصرى، علاوة على أفكار داعش، وبريطانيا من أكثر الدول تسامحا فى إقامة الإسلاميين بداخلها حتى أن تسليم خالد الفواز وأبو حمزة المصرى لأمريكا استمر فى القضاء البريطانى أكثر من 5 سنوات.
واستطرد: "بريطانيا تراقب الجميع عن كثب لكن هذه الخلايا النائمة والمتفردة والتى لا تتردد على المساجد يكون من الصعب حصرها وتفكيكها، وأغلب مجاهدى افغانستان من العرب لجأوا لبريطانيا بعد انتهاء الحرب هناك".
واستطرد: "الحكومة البريطانية على علاقة وثيقة مع الإخوان ولا يصنفونهم كجماعات عنف ويراهنون على التقلبات السياسية فى العالم العربى فيمدوا معهم الجسور تحسبا لتولبهم السلطة يوما ما، وأى قرار حظر أو طرد بعض الجمعيات أو الافراد لا يخضع لقرار الحكومه فقط بل يتدخل فيه القضاء البريطانى وهو هيئه مستقلة تماما، لذلك من الصعب أن تتخذ بريطانيا موقفا ضد الإخوان الآن.
وتابع: يتواجد فى بريطانيا الآن هانى السباعى وهو من الداعمين وبشدة لأفكار القاعدة وغيرها، ومع هذا يمارس نشاطه بحرية من مركز المقريزى".
بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان، أن بريطانيا تدفع ثمن استضافتها لجماعات إرهابية، موضحا أن الإجراءات التى ستتخذها لندن هى تكثيف العمل فى منطقة الصراع سوريا والعراق بعد هذا العمل الإرهابى، وقد يمكن أن تعلن عن بعض المعايير لقبول اللاجئين السياسيين من التيار الإسلامى، وتصعبها.
وأضاف أن بريطانيا لن تقدم على طرد أحد إلا من تورط فى عمل كبير، وسوف تخرج أصوات قريبة من التيار الإسلامى يعتبر أن هذه عملية فردية إرهابية وليست عبر تنظيم وربنا يتم توقيف مجموعة أو أخرى وينتهى الأمر عند هذا الحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة