وصلت أزمة تجنيد الفتيات بالجيش الإسرائيلى لنفق مظلم وأشعلت أزمة داخلية فى تل أبيب، عقب دعوة حاخامات تيار "الصهيونية الدينية" للشباب والفتيات إلى الامتناع عن الانضمام إلى "الوحدات القتالية" المختلطة فى الجيش، طالما لم تتضمن ترتيبات الفصل بين النساء والرجال.
ووصل التوتر إلى ذروته بمواجهة صعبة بين وزير الدفاع، أفيجادور ليبرمان، وبين الحاخام الرئيسى فى إحدى الدورات التحضيرية الدينية استعدادا للخدمة العسكرية بكلية "عيلى" العسكرية، بعد أن عارض الحاخام خدمة الفتيات فى الجيش الإسرائيلى إلى جانب الشباب.
ووصل الصراع حول خدمة النساء فى الوحدات القتالية بجانب الجنود الشباب إلى النخبة فى الجيش الإسرائيلى إضافة إلى سياسيين من اليمين واليسار، فقد طالبت "الصهيونية الدينية" شبابها بعدم الانضمام للوحدات القتالية المختلطة والانضمام فقط للوحدات التى تضمن الفصل بين النساء والرجال.
وشنت وسائل الإعلام الإسرائيلية المحسوبة على التيار العلمانى، خلال الأيام الماضية، هجوما على التيار الدينى المتشدد، مشيرة إلى أن الحاخامات اليهود المتزمتين باتوا يديرون الجيش الإسرائيلى ويتحكمون فى تجنيد الشباب والفتيات بإصدار أوامر وفتاوى تمنعه من التجنيد بسبب "الاختلاط" بين الجنسين.
وقالت صحيفة "هاآرتس" إن هذه المؤسسات الدينية تشترط استعدادها لتوجيه طلابها للخدمة فى الوحدات القتالية بموافقة الجيش على ترتيبات خدمة تلائم تفسير الشريعة، وفى حال تردد الجيش بالتجاوب مع المطالب، يهدد الحاخامات بتوجيه طلابهم للخدمة فى الأطر الأقل طلبا للجيش، كوحدات المتدينين أو الوحدات غير القتالية.
ورأت وسائل الإعلام فى تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية والكنيست، يقفان عاجزين أمام سطوة رجال الدين اليهود المتشددين، مشيرة إلى أن السبيل المناسب لتصميم سياسة القوى البشرية فى الجيش، بما فى ذلك أنظمة الخدمة المشتركة للنساء وللرجال هو من خلال التوجيه السياسى للحكومة وتشريع الكنيست، الذى لا يزال عاجزا أمامهم.
واشترط حاخامات الصهيونية الدينية، استعدادهم لتوجيه طلابهم إلى الخدمة القتالية بموافقة الجيش على وضع أنظمة خدمة تناسب الشريعة اليهودية، وفى حال تردد الجيش فى الاستجابة للمطالب، يهدد الحاخامات بتوجيه الطلاب إلى الخدمة فى أطر مرغوبة أقل من ناحية الجيش، مثل الوحدات الدينية أو الوحدات غير القتالية.
وقالت هاآرتس، إن هذا التوجه، يعنى عمليا، تحدى مبادئ السيطرة على الجيش فى مجتمع من المفترض أنه "ديموقراطى"، مشيرة إلى أنه من المناسب حاليا أن يتفرغ وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان للفصل فى هذه الأزمة المستعصية بين الحاخامات والجيش.
وعلى خلفية التوتر، طالب نائب الكنيست سابقا، اليمينى المتشدد، أرييه إلداد، الذى شغل منصب ضابط طب رئيسى فى الجيش الإسرائيلى سابقا، فى مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية بوقف دمج الفتيات فى الوحدات القتالية.
وقال إلداد: "تشهد الأبحاث على أن الفتيات قد يتضررن أثناء خدمتهن فى الوحدات القتالية، وطيلة سنتين شغلتُ فيها منصب ضابط طب رئيسى قبل نحو 20 عاما، أجرينا فحوصا لمعرفة القدرات الفيزولوجية والتقييدات لدى المجندات وشاهدنا أن فى الكثير من المهن ليس هناك تقييد أيا كان".
وبعد تأزم الوضع، اجتمع رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، الجنرال جادى أيزنكوت، لمدة 3 ساعات نهاية الأسبوع الجارى، مع 16 حاخاما وتحدث معهم حول التوتر الذى يسود مؤخرا بين المتدينين والجيش الإسرائيلى.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية، إن أيزنكوت، قرر أنه بدءا من الصيف المقبل سيجرى فصل تام بين المجندات والجنود فى إحدى الثكنات العسكرية الكبيرة فى الجيش الإسرائيلى جنوب إسرائيل والواقعة على الحدود مع مصر والأردن.
وقال أيزنكوت للحاخامات اليهود لاحتواء الأزمة إن المجندات فى الكتائب المختلطة ستُكمل خدمتهن فى ثكنة أخرى، فيما قال مسئولون فى الجيش الإسرائيلى إن هناك خطوة شاملة تعد حاليا لنقل كافة الكتائب المختلطة، المسئولة عن مراقبة الحدود، إلى المنظومة القتالية التى تتضمن منظومة المشاهدة ذات الكتائب المختلفة فى ألوية الجنوب والوسط والشمال، زاعمين أن القرار لم يصدر بسبب التوتر الأخير بين الحاخامات والنخبة فى الجيش الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة