قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، إن الإسلام الصحيح الذى يُؤْمِن به ويمارسه الأغلبية الساحقة من المسلمين فى شتى بقاع الأرض، يهدف إلى استقرار المجتمعات وتحقيق الأمن الفكرى والمجتمعى للبشر جميعًا، مشددًا أن الإرهاب عدو التنمية والاستقرار.
أضاف مستشار المفتى فى خطبة الجمعة، التى ألقاها فى المسجد الكبير شمال لندن، أن الاختلافات بين البشر لا يجوز أن تكون منطلقًا للنزاع والشقاق، وإنما ينبغى أن تكون منطلقًا للتعارف والتآلف والتعاون، كما يبين لنا القرآن الكريم ذلك، فى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا " والتعارف هو البداية للتآلف والتعاون، فى كل ما من شأنه أن يعود على الجميع بالخير.
أضاف نجم أن العلم والتعلم احتلا موضع الصدارة فى تاريخ الأمة الإسلامية، وكانت اللغة العربية هى لغة العلم الأولى لمدة تزيد عن الألف عام، كما نصت المصادر الإسلامية على أهمية التعلم واعتباره جزءًا أساسيًا من هوية المسلم منذ البداية، والتأكيد الدائم على أن التصور الإسلامى قائم على رابطة قوية بين المعرفة والأخلاق، باعتبار أن العلم سمة من سمات المسلم، وأن الالتزام والسلوك الحسن من الأسس المهمة للوصول إلى المعرفة.
شدد مستشار المفتى فى خطبته، على أن احترام قوانين البلاد التى يعيش فيها المسلمون فريضة دينية، مشيرًا إلى أن فتاوى الأزهر ودار الإفتاء المصرية تؤكد على ضرورة اندماج المسلمين فى مجتمعاتهم بطريقة إيجابية تظهر سماحة الدين الإسلامى، الذى تم تشويهه فى أذهان غير المسلمين.
تابع نجم فى خطبته، أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف فى العالم الإسلامى وخارجه ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا بشكل معمق حتى نعالج هذه الظواهر التى تهدد العالم أجمع.
أشار مستشار المفتى، أن محللين من خارج العالم الإسلامى قد نظروا إلى أعمال فئة قليلة لكنها عالية الصوت مثيرة للقلاقل فى العالم الإسلامى، نظروا إلى هؤلاء واعتبروهم ممثلين لمعتقدات أغلبية المسلمين، زاعمين أن الإسلام دين أساسه العنف، وللأسف ساهمت وسائل الإعلام فى تأكيد هذا الرأى من خلال تناولها للإسلام.
شدد نجم، على أنه حتى يقوم الإسلام بدور أساسى فى تقديم الإرشاد الدينى الصحيح فى عالم اليوم، لابد أن يكون العلماء المسلمون المؤهلون هم من لهم الحق فى التحدث باسم الإسلام، متابعا أننا فى رأينا فى أحيان كثيرة أن وسائل الإعلام الغربية تستجيب للإغراءات وتعتبر المتطرفى ن- الذين لا يمثلون إلا أنفسهم - تياراً سائداً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة