بعد أيام قليلة من إعلان جناح صقور جماعة الإخوان وهى الجبهة المولية لمحمد كمال، إطلاق مراجعات للجماعة عن الفترة من 2011 حتى الوقت الحالى، خرجت الجبهة الأخرى فى الجماعة الموالية لمحمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان تنفى حدوث أى مراجعات.
وأشعل خروج المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان، طلعت فهمى المحسوب على جبهة "عزت" لنفى المراجعات والتقييمات التى أعلن عنها شباب الجماعة،فتنة جديدة داخل الإخوان.
وكانت ورقة المراجعات التى أعلن شباب الإخوان عنها ضمت مجموعة من الاعترافات التى كانت الجماعة تعتبرها فيما مضى اتهامات غير حقيقية مثل الوقوع فى مصيدة الأخونة، وتداخل الوظائف بين الجماعة وحزب الحرية والعدالة وأنه أصبح أقرب للقسم السياسى للجماعة من كونه حزبا سياسيا كما اعترفت الورقة أيضا بوجود تداخل بين الحزب والجماعة ومهام الدولة وكذلك وجود تداخل بين رموز الجماعة والحزب.
فى البداية أكد حمزة زوبع، القيادى الإخوانى، والمتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، أهمية المراجعة التى أعلن شباب الإخوان عنها، والاعتراف بأخطاء الماضى، قائلا :" وصلنى عبر أحد وسائل التواصل الاجتماعى تقرير أولى عنون له مصدره وهو المكتب العام للإخوان فى مصر بعنوان "تقييمات ما قبل الرؤية"، وفى رأيى المتواضع وبعد اطلاعى على مجمل ما وصلنى وقبل الخوض فى تفاصيل الموضوع والذى من المفترض أن يكون له جزء ثان وثالث أو رابع لا أدري، إلا أننى أحمد الله أن مثل هذا العمل قد خرج إلى النور وإن تأخر ولكن ظهوره مهم وخصوصا فى هذا التوقيت بالذات".
وأضاف زوبع فى مقال له على أحد مواقع الإخوان: "وجود رؤية مبنية على تقييم الماضى أفضل مليون مرة من الاستمرار فى استنزاف الطاقات فى تحركات لا أرضية علمية ولا سياسية ولا فقهية ولا اجتماعية لها، وهى تحركات تظل بعيدة عن النظر إلى الجدوى والنتيجة، فى الوقت الذى تغير فيه نهج الإدارة من الإدارة بالأهداف إلى الإدارة بالنتائج".
وتابع زوبع:" هذا التقرير ليس حكرا على مصدريه فقد أذاعوه ويعرضونه حاليا على الجميع كى يدلوا بدلوهم فى هذا الشأن والجميل أن من أصدره وهو المكتب العام لا يرى لنفسه فضلا بل ينسب الفضل فيه إلى المجموعة التى عكفت على الموضوع فى الداخل والخارج واستمعت وناقشت لأيام وشهور طويلة حتى تتمكن من، ليس إدارة التقييم إلى نشر".
من جانبه، وجه هيثم أبو خليل، الإعلامى بقناة الشرق الإخوانية، رسالة إلى طلعت فهمى، المتحدث باسم الإخوان قائلا :"أى من الإخوان يفعل عمل جيد فهو يحسب لكل الإخوان، الجماعة هى أفرادها بشخوصهم بحركيتهم بذاتيتهم، والمراجعات ليست حكر لأحد، وفكر الإخوان ليس حكر على أحد".
وتابع:"أى مجموعة تحمل فكر الإخوان من حقها أن تناقش وتتحدث وتراجع فما بالك بقامات معتبرة تاريخية ممن قاموا بهذه المراجعات، ففنربأ بكم لإختلاف إدارى أن تنحوا هذا المنحى المؤسف فى تسفيه أو التشويش على من اجتهد وقام بمراجعات ليكون بداية التغيير".
فى المقابل شن القيادى الإخوانى بلندن، عزام التميمى، على تلك المراجعات قائلا: "اطلعت على التقرير وعلى نص المراجعة المذكورة، فوجدتها دراسة نقدية سطحية من الخارج لا مراجعة عميقة من الداخل، وإضافة إلى ما يشوب الدراسة من ضعف، فإنه ينال من قيمتها أنها تأتى فى سياق شقاق ونزاع وتدابر أفرزته المحنة التى تعرضت لها الجماعة، وتنافس مذموم على من ينطق باسم الإخوان ويمثل قواعدهم فى هذه المرحلة العصيبة".
وأضاف فى بيان له :"حسبما أرى، لا يوجد اليوم من الإخوان فى مصر ولا خارجها من يملك المبادرة أو لديه وصفة للخروج من المحنة، والذى يتطلب بادئ ذى بدء رأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الصف، وهى أمور تتناقض مع الإثارة والدعاية والاستعراض فى وسائل الإعلام".
بينما رد عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، وعضو مجلس شورى إخوان تركيا، على من يهاجمون تلك المراجعات قائلا :" أخى الرافض والمعارض لما يكتب من نقد للجماعة، المتكلم لم يفسر صمتك، بأنك شيطان أخرس، ولم يتهمك بالجبن والخوف، أو أنك تسكت لمصلحة لك مع من تسكت عنهم، ولا يجوز لأحد أن يتهمك بذلك، فكذلك لا يجوز لك أن تتهم من يتكلم بالتهور، أو الإفساد".
وأضاف تليمة :"إذا كنت ترى الإصلاح فى الجماعة بالصمت التام عما فيها، فهذا شأنك، فكن صامتا عن الجميع، وأكمل إصلاحك بالصمت مصحوبا بالدعوات لك بالتوفيق. ودع من يرى الإصلاح بالحديث عن الخطأ يعمل فيما يراه إصلاحا، مصحوبا كذلك بالدعوات له بالتوفيق".
كما شبه تليمة، الفريق المعارض للمراجعات بـ"ابليس" بينما الفريق الآخر الذى قام بالمراجعات بـ"ادم" قائلا :"ستجد فريقين إزاء فكرة المراجعات والنقد الذاتي، فالأول يتبنى منهج مراجعة أفكاره وأدائه، ويبادر بالاعتراف بخطئه، ودراسة كيفية تجنبه فيما بعد. ومنهج آخر هو منهج إسباغ هالة من القداسة على مواقفه وأفكاره، فهو لا يخطئ مطلقا، ولا يعترف بخطئه إن أخطأ، وهو ما أطلق عليه الدكتور مأمون المبيض فى أحد كتبه: (منهج آدم، ومنهج إبليس)، فمنهج آدم يعتمد على اتهام النفس بالتقصير قبل البحث عن أخطاء الآخرين، (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
وأضاف: "أما منهج إبليس فهو قائم على تبرئة النفس، وإلقاء التبعة على الآخر، فلولا الآخر ما فشل، وما أذنب، فآدم ألقى بالتبعة على نفسه، ولذلك تاب الله عليه، أما إبليس فقد ألقى بالتبعة على رب العالمين: (قال: رب بما أغويتني)، فالغواية والعياذ بالله من ربه، وليست من نفسه، ولذا لم ينل توفيقا من الله، ولا توبة، وهو منهج يتبعه البعض دون أن يدري، فهو منزه من كل عيب، مبرأ من كل خطأ، وأول تفكير له فى أسباب فشله، فهم الأعداء، الآخرون، الذين خططوا مخططات جهنمية، فأفشلوه، وربما زاد من هروبه من المراجعة والنقد، فرمى تبعة الأخطاء على الأفراد، الذين ضحوا بكل ما لديهم، فجعل السبب فيهم، بأنهم تعجلوا قطف الثمرة، رغم أن من أفسد الثمرة والأغصان والبذور، وبور الأرض، كل من قام باتهام الناس بذلك.
وتابع :"وهذا الفرق والخلاف بين المنهجين، هو خلاف بين منهج البنا، ومنهج العسكر كذلك، وإن لم يحمل عنوانه، فالعسكر فقط هم من يرفضون المحاسبة، أو المساءلة، والاقتراب من حماهم خيانة وجريمة، نفس الحال عند بعض المدنيين والإسلاميين، فقدس الأقداس عندهم أشخاصهم وتجربتهم ولا يقبل بحال من الأحوال أن تصمه بالخطأ أو الفشل، فكيف تطالبه المراجعة بالأساس.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن إعلان شباب الجماعة إعادة تقييم أداءها خلال الفترة المقبلة، عبر بيان رسمى، وإعداد كشف حساب بأخطاءها منذ 25 يناير 2011، أنها محاولات لإثارة الاهتمام بعدما توارت أخبار التنظيم و فشله فى إحداث أى نتائج سياسية على الأرض.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا الإعلان الإخوانى يأتى فى إطار محاولات مستميتة لايجاد حل لأزمتهم سواء داخل التنظيم أو فى المشهد المصرى واللإقليمى.
وتابع البشبيشى:" ماذا سيقدمون وماذا ننتظر من تنظيم عميل وخائن ارتكب كل أنواع الجرائم ضد أوطاننا، فكلها محاولات بائسة وفاشلة لحلحلة وضعهم المأزوم، ولن ينخدع أحد بطنطنة كلامهم المحفوظ مسبقا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة