حسناء تيمور.. هبة درويش.. سارة رشدى.. سارة عبدالفتاح، أسماء جميلة لفتيات ستسمع عنهن فى الفترة المقبلة، خاصة إذا كنت من أولئك الذين يقبلون على السفر ويختارون شركة مصر للطيران للقيام برحلاتهم.
وفى إطار احتفالات مصر بيوم المرأة المصرية وتدشين عام المرأة، انطلقت رحلتان جويتان تابعتان لشركة مصر للطيران بطاقم نسائى كامل.
وقادت الرحلة المتوجهة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبى على متن طائرة من طراز آيرباص 330 طويل المدى، الطيار حسناء تيمور، ومساعد طيار سارة عبدالفتاح، وعلى متنها 10 مضيفات جويات.
أما الرحلة الثانية التى توجهت إلى الكويت فكانت من طراز بوينغ 737 - 800 متوسط المدى وقادتها، الطيار هبة درويش، ومساعد طيار سارة رشدى، وعلى متنها طاقم ضيافة نسائى يضم 5 مضيفات جويات.
وقد قامت مصر للطيران بتعيين 12 كابتن طيار ومساعد من السيدات وبالفعل قمن بعمل رحلات عديدة من والى القاهرة.
ما أن تجلس فى كرسيك على الطائرة وتربط حزام الأمان يبدأ الترحيب بك كمسافر بصوت نسائى رقيق باللغتين العربية والإنجليزية وتعرفك بنفسها أنها الكابتن فلانة ومعها مساعد طيار الكابتن علانة.
الحقيقة أننى لم أمر بهذه التجربة وربما أتمنى المرور بها باعتبارى سيدة أشجع اختراق وتفوق المرأة لكل مجال جديد، وثانيا لأننى محبة للسفر.. ولدى ثقة فى الطيارين المصرين رجالا كانوا أم نساء.
أما بالنسبة للبعض خاصة ممن يخافون من ركوب الطائرات ستصيبهم بعض التوجس، لأن التجربة مازالت جديدة فى مصر.. رغم أنها أيضا قديمة جدا.
فالذى لا يعرفه الكثيرون أن مصر رائدة فى مجال قيادة المرأة للطائرة ففى عام 1933 تخرجت الكابتن طيار لطيفة النادى كأول فتاة مصرية وأول فتاة أفريقية والثانية على مستوى العالم من السيدات، بالإضافة أنها كانت رقم 34 على مستوى مصر قبلها 33 كابتن طيار من الرجال وهى السيدة الوحيدة.
تاريخ من الكفاح خاضته لطيفة النادى فى مواجهة أب يرفض الفكرة قلبا وقالبا وأم تشجعها بكل ما أوتيت من قوة.. ففى الصباح تعمل سكرتيرة بشركة الطيران حتى تتمكن من الإنفاق على درورس الطيران التى كانت تأخذها مرتين أسبوعيا واستطاعت فى فترة وجيزة أن تطير وتحقق مراكز متقدمه مما دفع الكثير من الفتيات أن يحذو حذوها، فكانت دينا الصاوى وزهرة رجب ونفيسة الغمراوى وليندا مسعود وغيرهن فى الأجيال اللاحقة.
والأب الذى عارضها قبلها واحتضنها عندما ركب معها وطافت به ما بين الجيزة والقاهرة.
وتعتبر ليندا مسعود أول معلمة طيران سيدة فى عام 1945 وهناك أسم لا نستطيع نسيانه وهو دينا الصاوى التى كانت تقود فى عام 1986 طائرة من الشركة الوطنية، وكانت تقابل بعض الخوف من الركاب عندما يعرفون أنها سيدة، لكنها استطاعت أن تحفر لأسمها مكانا ثابتا وقويا بين قائمة الطيارين المصريين، كذلك كابتن نهى عبدالرحمن التى قامت بقيادة الطائرات العملاقة كأول امرأة تقوم بذلك.
والغريب أننا فى مصر رغم التاريخ النسائى فى الطيران إلا أننا لم نتحدث كثيرا عن قيادة المرأة للطائرة ونحن فى الألفية الثالثة إلا فى وقت قريب.. وأتسائل هل التراجع الذى شعرت به المرأة فى السنوات التى سبقت قيام ثورة يناير 2011 سينتهى؟
ويبقى فقط المزيد من التقدم والازدهار فى جميع المجالات.. وهل ستفكر عزيزى القارئ أن تسافر مع كابتن طيار سيدة فى المرة المقبلة.
أتمنى.
وأنا سأبحث عن الرحلات التى تقودها امرأة لكى أستمتع برحلتى.