بالصور.. مباريات الشعر وكرم الضيافة تتفوق على سباقات الهجن بالإسماعيلية

السبت، 25 مارس 2017 08:00 م
بالصور.. مباريات الشعر وكرم الضيافة تتفوق على سباقات الهجن بالإسماعيلية حلقات السمر
كتب محمود عوض تصوير ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أرخي الليل سدوله علي سماء الصحراء وقد رصعتها النجوم، و ثمة حوالي 100 رجلا يجتمعون في خيمة كبيرة  ينتظرون  موعد العشاء،علي أرائك مفروشة  بالسجاد ترتفع عن الأرض بنحو نصف متر، يتوسط الأرائك  موقع نار به حطب يتصاعد منه اللهب وسط ظلمة الليل البارد، وعلي النار يستقر، برادات الشاي وبكارج القهوة تنتظر أحد الشباب ليطوف بالقهوة علي الشاربين.

إشعال النار أول تقاليد التجمعات لإعداد الشاى
إشعال النار أول تقاليد التجمعات لإعداد الشاى
في سباق الهجن الذي أقيم بصحراء سرابيوم بمدينة الإسماعيلية أقامت كل قبيلة خيمة خاصة بها يتحلق فيها الرجال حول الشعراء وصواني الطعام وأقداح الشاي.

فبعد يوم طويل في التباري بقوة ركض جمال كل قبيلة صباحا، يتحول التنافس الرياضي إلي منافسة في كرم الضيافة وجمع الأصدقاء، وتبادل أكواب الشاي الصحراوي وأقداح القهوة العربية وصواني الطعام، والمبارزة بفن الشعر والرقص ومقامات الألحان ليلا في حلقات السمر.

عامل يطهو الأرز استعداداً للمأدبة
عامل يطهو الأرز استعداداً للمأدبة
أحمد الريداني  رجل تجاوز الثلاثين من عمره يكتسب شهرته من كونه سائس للإبل خبير بفصائل الجمال ويربي للقبائل إبلها  قبل تدريبها علي الركض في سباقات الهجن، وفي ليل السباقات يجلس فوق تلة رملية صغيرة يتناوب علي تجهيز النار للحفاظ علي أباريق الشاي والقهوة ساخنة، ويقول " جلسات الليل تكون للتعارف و قضاء الوقت استعدادا للسباق المقبل".
يتحلق الرجال حول النار لاحتساء الشاى والقهوة
يتحلق الرجال حول النار لاحتساء الشاى والقهوة
داخل خيمة صغيرة علي طرف السباق كان هناك ثلاثة رجال جالسين علي سجادات حول صينية فضية بها إبريق  شاي وأكواب فارغة، ينتظرون الضيف القادم لتقديم له كوبا ساخنا من الشاي .

في ليل سمر الهجن صادفنا خيمة بعيدة عن الجمع تراقب الجمل الراقد ينتظر موعد سباقاته، " خيمة بسيطة وموقد  نار ووسائد موزعة، أمام الخيمة سيارة دفع رباعي حديثة، بعد تبادل التحية وتبادل أقداح القهوة والشاي الصغيرة بدأ  أحمد الريداني في شرح مهمته في متابعة الجمال.

الأرز مكون أساسى فى حلقات السمر
الأرز مكون أساسى فى حلقات السمر
يقول الريداني، كل قبيلة مسؤولة عن تأمين الدفء لجمالها، وعلي أن أتابع إذا قام جمل وترك مكانه, وأيضا لي مهام  أخري  طوال العام  في الرعي ومتابعة إستيلاد الجمال الصالحة للهجن من الفصائل الأصيلة. 

يقول يوسف الحويطي، نتجمع سنويا في مهرجانات الهجن، هي بالنسبة لنا كالعرس، ولذلك يكون ليلها حافل بالمناسبات".

ويضيف "هناك أصدقاء في القبيلة لم أقابلهم منذ خمسة سنوات ولكننا تجمعنا حول حلقات الشاي والطعام بسبب سباقات الهجن".

لكل قبيلة طريقتها فى إعداد الأرز
لكل قبيلة طريقتها فى إعداد الأرز
تقيم القبائل  خيما كبيرة لاستقبال ضيوفها،  وخلف الخيمة يقام ملحق  صغير  يجهز  فيه مأدبة العشاء بها  مساحة لذبح الشاه وإعداد الأرز واللحم ، وأمام الخيمة  يختص شخصا  بإضرام النار وتجهيز الجمر اللازم لإبقاء أباريق الشاي ساخنة .

صفات الكرم في الصحراء دونها المستكشف البريطاني "ويلفريد ثيسغر" بين عامي 1946 و 1948، في كتابه " الرمال العربية"، بعدما عبر الربع الخالي في شبة الجزيرة العربية مرتين، ورسم صورة رومانسية للبدو إذ وصفهم بأنهم، " أولئك الرعاة البدو الأميون الذين لهم من شيم الكرم والشجاعة والجلد والصبر والشهامة وانشراح الصدر.. ما لم ولن أحلم أنا بامتلاكه".

تظل النار موقدة طوال الليل للتدفئة ولإبقاء أبارق الشاى ساخنة
تظل النار موقدة طوال الليل للتدفئة ولإبقاء أبارق الشاى ساخنة
كبار القبائل البدوية لا يتحدثون كثيرا عن جلسات الطعام لأنها من عاداتهم وكرم الضيافة واجب عليهم كعادة متوارثة عبر الأجيال.   

ويحكي الشيخ سلامة من قبيلة الحويطات، أن كل قبيلة  تقيم مأدبة عشاء وتدعو إليها القبائل الأخري لتكون ضيفتهاعلي طعام العشاء

 ويقول " هذا تراث أجدادنا الذي نعود إليه دائما، لا تجتمع القبيلة هكذا إلا في حفلات العرس أو سباقات الهجن لذلك تكون جلسات الليل كالسمر نحكي فيها ما نمر به ونتناقش في أمور القبيلة".

القبائل تتنافس فى كرم الضيافة
القبائل تتنافس فى كرم الضيافة
شاب يصب القهوة
شاب يصب القهوة









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة