ضحكتهم متشابهة ومأساتهم واحدة لكن لكلٍ منهم حلم مختلف.."بسملة" تحلم بالذهاب على المدرسة حاملة شنطة صغيرة مثل بقية الأطفال، بينما تتمنى "آمال" أن تذهب للحمام دون مساعدة، أما "بلال" فقد أتم عامه الثانى دون أن يتعلم المشى..تلك هى مأساة أسرة مصرية بسيطة أنجبت ثلاثة أطفال يعانون جميعا من ضمور فى المخ.
تحكى الأم التى تمارس دور الحارس اليقظ على الأبناء وكيف أنها لا تقدر على النوم حتى تتجنب أن يتعرض أحدهم لكارثة أثناء تحركه فى الشقة الصغيرة نهارًا، وتقلبهم ليلًا على سرير البراءة، وفى الحالتين تتردد كلمة "الحمد لله" على لسان الأم والأب الذى يعمل باليومية ليعود فى النهاية لكى يخفف عنه ضحكة أطفاله أثار الشقاء.
تقول الأم:"بسملة عندها 6 سنين، وآمال عندها 4 سنين، وبلال سنتين، والثلاثة عندهم نسبة ضمور فى المخ، وأنا كشفتلهم ورحت بيهم عند الدكاترة، فقالولى إنهم عايزين يتعالجوا بسرعة علشان كل سنة بتعدى عليهم بتصعب المسالة"، وتبرر الأم عدم قدرتهم على البدء فى علاجهم بضيق ذات اليد خاصة وأن التكلفة أكبر من إماكنيات الأسرة التى تعيش على دخل الأب من بيع "الموز" على الأرصفة.
ولا تتوقف معاناة الأسرة مع مرض الأبناء عند العجز المادى، لكن أيضا الضغط العصبى الذى تعيشه الأم:"بسملة بتتشنج وهى نايمة على طول هى وآمال، وبلال عنده سنين ومش بيمشى لحد الآن، وبسملة علاجها غالى جدا و اليوم اللى مش بتاخد فيه العلاج بتتعب جدا، وأنا ساعات مش بيبقى معايا فلوس أجبلهم اى حاجة، وبسهر طول الليل مش بنام عشان مش بيعرفوا يخشوا الحمام بالليل".
يبدو الأطفال بضحكاتهم المستمرة وحركتهم المفرطة، كثلاثة ملائكة بريئة ينقصها أجنحة لتلامس سماء الأحلام والأمنيات الصغيرة، أما أمنية الأم فتتلخص فى علاجهم قبل أن تعجز هى نفسها عن خدمتهم أو ينقضى أجلها، فتقول:" نفسى العلاج يبقى دلوقتى عشان محدش ضامن عمره، وبنتى الكبيرة لما بتمشى معايا فى الشارع بتقع، ولما بتشوف عيال فى الشارع رايحين المدرسة ولابسين شنطة، بتقولى يا ماما أنا عايزه أروح المدرسة زيهم، وأنا مش هعيش لهم العمر كله، مين اللى هيساعدهم ويعملهم كل اللى بعمله ليهم دلوقتى، بس للأسف ما باليد حيلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة