متأخرة جدًا، ذهبت السعودية إلى بغداد لكى تسد ثغرة كبيرة فى جدار أمنها القومى، ثغرة نسيتها - أو قللت من شأنها - فى خضم انشغالها بمستنقع اليمن وحيرتها فى تحالفات الأزمة السورية، لا ندرى من الذى أقنع المملكة أن سقوط الأسد وحده سيكون نصرا حاسمًا على الطموح الإيرانى، فما يسمى بخطر التمدد الشيعى الذى تحترق به أطراف الخليج لا يحتاج السفر كل هذه المسافة حتى دمشق، إذا كان هناك خطر فعلى يهدد سياسة الرياض فهو قريب جدا لكن لا أحد يريد أن يعترف به، فالقواعد الأمريكية فى المنطقة لغم، وفتور العلاقات مع الجيران لغم آخر، وحكومة العبادى غضت الطرف عن استفحال الحشد الشيعى لأنها لم تجد من الجارة السنية الدعم المتوقع إلا بعدما ذهب رئيس وزراء العراق إلى واشنطن ليطلب الرضا والسماح بفك الحظر عن أموال النفط العراقى المحتجزة هناك، حينها فقط تبادلت الرياض وبغداد الوفود وأعلنت السعودية نيتها إسقاط ديون العراق، أخيرًا انتبهت المملكة لحقيقة أن معارك الأمن القومى لا يحسمها السلاح وحده، حقوق الجيران أيضا تحفظ الحدود.
amr-gad