كرم جبر

أين كنا وكيف أصبحنا؟

الأحد، 26 مارس 2017 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وتمر أمامى شرائط سلطان والعريان وبديع وحجازى، وهم يصرخون ويزأرون ويهددون ويتوعدون فى مستعمرة رابعة، والبلتاجى يؤكد أن العمليات سيتوقف فى سيناء فى اللحظة التى يعود فيها المعزول، والذبائح والولائم والمراجيح ومكبرات الصوت وتكبير، والقنابل والسنج والمتاريس وخرافات المهاويس، وقناة الجزيرة تبث على الهواء فى ميدان منزوع السيادة، وتعذيب الأبرياء على أبواب الاتحادية، وحصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى ومجلس الوزراء والداخلية، والنائب العام الملاكى والإعلان الدستورى، ومسيرات الجمعة بالأعيرة النارية والسنج والمطاوى والسيوف، ودولة المقطم والمرشد والشاطر، تذكرت حين كنا ننام فى أحضان الخوف، ونستيقظ على الحرائق وأصوات الرصاص.
 
الشيعى المسمى «فالح الربيعى» الشهير بـ«أبوعزرائيل» أو «ملاك الموت»، من ميليشيات كتائب الإمام على فى العراق، يصلب شابا سنيا بالمقلوب ويشعل فيه النار، ويقطع أوصاله بسيف وكأنه خروف مشوى، وسط إعجاب وتصفيق الحاضرين، والمصيبة وجود أطفال ونساء بين المعجبين، واختفى تماما رحماء القلوب وحل محلهم الوحوش، والأكثر غرابة أن هذا السفاح أصبح بطلا شعبيا، لأن أساليبه ومظهره تشبه أفلام رعاة البقر، ويحمل بذراعيه فؤوساً وسيوفاً وبنادق آلية، علاوة على جسمه الضخم ورأسه الأصلع ولحيته السوداء السميكة التى تظهره عدوانيا مفزعا ومخيفا.
 
أبوبكر البغدادى «الداعشى السنى» يرد التحية بأحسن منها، وربط رقاب عشرة من الشيعة بسلاسل متفجرة، وفجر رؤوسهم دفعة واحدة، وارتفعت نوافير الدماء من رقابهم المبتورة، وسط تصفيق أطفال المستقبل الذين يجرى تدريبهم على جز الرقاب، ففى بلاد العروبة ليس مهنا اعداد العلماء والأطباء والمهندسين والنوابغ، بل السفاحين والقتلة ومصاصى الدماء، ولن يصدقنا العالم إذا أقسمنا بأغلظ الأيمان أن الإسلام برىء من هؤلاء، فالقاتل مسلم والقتيل مسلم والجمهور مسلمون، والعالم الإسلامى يتفرج صامتا أو داعما أو ناصرًا إرهابا ضد إرهاب.
 
انكشف الغطاء عن زيف التيارات التى تختبئ وراء الدين، لتحقيق أطماع سياسية فى الحكم والسلطة والسلطان والخلافة واسيف والجلاد، وليس لها أدنى علاقة بالدين، وأثبتت التجربة المريرة التى عاشها الشعب بنفسه، استحالة استمرار مسلسل التضليل بالأديان، واستدعاء نماذج كاذبة ليس لها وجود على أرض الواقع، ووعود بأنهار العسل والمن والسلوى، لم تسفر إلا عن روافد من ماء النار، وغربان وبوم يبحث عن خرابات يعشش فيها.
 
الفرق أن لدينا جيشا قويا يحمى الأرض والشعب والسيادة، وكان أول جيوش المنطقة المستهدفة بمؤامرة الفوضى، لكنه صمد وحافظ على الدولة وصان حياة الشعب، وأقسم أن يحرر كل شبر من دنس الإرهاب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة