ساقنى القدر إلى المقابر، يوم الجمعة الماضى، حيث توفيت إحدى أقاربى بغتة «اللهم اكفنا شر كل بغتة»، رحمة الله عليها، وأثناء الجنازة وتحديداً فى مرحلة السير إلى القبر، حيث المرحلة الأخيرة والدفن، وأنا أسير حاملا النعش وسط صرخات نسائية مكتومة، وسط ترحم متعدد من كل اتجاه وبكاء شديد، وقعت عيناى على طفل رضيع ينام فى هدوء وسكينة بين ذراعى أمه أمام حوش صغير يبدو أنه مسكنهما، على الفور قفز إلى ذهنى فكرة مخيفة، وكأن الحياة مطار يستقبل القادمين ويودع المغادرين!! نعم الحياة محطة لا نعلم متى سنأتى إليها ولا نعلم أيضاً متى سنغادرها، لكل منا مهمة أو رسالة أو ربما عظة لغيره، ما بين المرحومة والرضيع أمتار قليلة، ولكن شتان الحال بينهما فهى- رحمة الله عليها– أنهت مهمتها، وها هو وقت الحساب والوصول إلى اليقين الذى ظلت تبحث عنه طيلة سنوات عمرها، بينما الرضيع يخطو أولى خطواته ويشرع فى اكتشاف هذا العالم الغريب، الذى سينتهى به فى أى لحظة، ربما دون سابق إنذار ليصل إلى اليقين مثل المرحومة، يا لها من رحلة إجبارية يسلك كل منا مسلكه بكامل إرادته، وفقاً لاختياراته، ليصل يوماً ما غير معلوم إلى نفس طريق المرحومة.. يا لها من لعبة مثيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة