جدل حاد بـ"نقل البرلمان" حول قرار زيادة سعر تذكرة المترو.. أعضاء اللجنة للوزارة : "هتودوا فلوس الزيادة فين؟".. ورئيس اللجنة: "لو كنت مكان الوزير هعمل كدة".. ونائب يهدد بالاستقالة :"حرقتونا فى الشارع"

شهد اجتماع لجنة النقل بمجلس النواب اليوم الأحد، جدل حاد بين نواب اللجنة وعلى الفضالى رئيس هيئة إدارة وتشغيل مترو الأنفاق، فى ضوء قرار هشام عرفات وزير النقل برفع سعر تذكرة المترو، حتى أن أحد النواب هدد باستقالته من البرلمان على خلفية القرار، وانتهى الاجتماع إلى إمهال الشركة لوضع خطة تطوير شاملة، ومن ثم عرضها على اللجنة فى اجتماع آخر.

رئيس اللجنة عن قرار رفع سعر التذكرة: " لو أنا مكانه هعمل كدة"

بدأ الاجتماع بحديث وجهه اللواء سعيد طعيمة رئيس لجنة النقل بالبرلمان إلى رئيس إدارة وتشغيل هيئة المترو، قائلًا : "أنت لازم كاقتصادى يكون عندك تنبؤات بالمستقبل، بغض النظر عن كون الجنيه قيمته انخفضت، وإنك لو دخلت سوبر ماركت تشترى لابنك أو حفيدك حاجة الجنيه مش هيكفى، لكن لا تتخيلوا الشعب بيقول عننا أيه، وأنا لا ألوم الوزير هو اتخذ قرارا جريئا، ولو فشل فيه ممكن يتشال".

وتابع "طعيمة" حديثه عن رأيه بالقرار قائلًا : "أنا بعذر الوزير، وهذا اقتناع شخصى، لأنه موجود بالوزارة منذ 3 أو 4 أسابيع، فلما ياخد قرار جرئ ونقف على رجلينا أفضل، القرار فى منتهى الجرأة، وأنا لو مكانه مش هعمل غير كدة، لغاية ما اشتغل على تنمية كل هيئة واشوف اقتصادياتها".

وأكمل حديثه الموجه لعلى فضالى قائلًا : "عايزين نشوف طرق مستقبلية وخطة اقتصادية، دون الاعتماد على جيب المواطن، أنت ما بتدفعش مخالفات، ولا بتاع المواقف مطلع عينك زى الميكروباص".

بينما عقب رئيس شركة مترو الأنفاق، بأن الشركة تعانى من سنوات طويلة، فقاطعه طعيمة : "نحن نتعامل مع المترو ككيان قانونى موجود، وأنا عايزك تقولى هتعمل إيه"، فرد "الفضالى": "الإيراد العام الماضى كان 517 مليون جنيه، وفى العام الذى عملت فيه زاد 119 مليونا، وعاوزين نشوف العالم شغال إزاى، هل بيعتمد على التذكرة أم ماذا؟".

اعتراضات على قرار رفع التذكرة.. ونائب : "استخدمتونا كمحلل فقط"

ومن جانبه، أبدى النائب هشام عبد الواحد، عضو لجنة النقل بالبرلمان، اعتراضه على الشكل الذى صدر به قرار رفع سعر تذكرة المترو، بقوله: "دعونا لاجتماع طارئ حتى يكون نواب البرلمان أشبه بمحلل للزيادة، ووزير النقل قال لا زيادة فى قيمة التذكرة، وإنه جاى لمناقشة مشكلات السكة الحديد فى ضوء طلب إحاطة". 

وتساءل "عبد الواحد" فى كلمته خلال اجتماع اللجنة : "أنا عايز أعرف ليه حصلت الزيادة؟، سألنا الوزير مرة واتنين وعشرة قال مفيش زيادة، أين الشفافية والمصداقية بيننا وبين الجهاز التنفيذى؟".

وعقب على الفضالى، رئيس هيئة مترو الأنفاق، بأن الوزير أكد أنه عرض الزيادة على مجلس الوزراء.

وتدخل وحيد قرقر وكيل اللجنة، بقوله : "ما حدث يوم الأربعاء كان لجرجرة المجلس للموافقة، وحاول النواب سؤال الوزير عن الزيادة ونفى، والشعب غير راضى وملوش ذنب فى تلك الخسائر، الجنيه مالوش قيمة لكن لما يكون رب أسرة عنده أربع عيال هتزيد التكاليف عليه 400 جنيه".

وتابع وكيل اللجنة حديثه الموجه لعلى الفضالى رئيس هيئة المترو : "أى منظومة متعثرة إدوها للقوات المسلحة، لكن نشوف كل الفرص البديلة لتقليل التكاليف وتعظيم الإيرادات".

محمد بدوى دسوقى: التهرب من دفع التذاكر يهدر 720 مليون سنويًا

وفى سياق الاعتراضات على زيادة سعر تذكرة المترو، وجه النائب محمد بدوى دسوقى الوكيل الثانى للجنة النقل، حديث آخر لعلى الفضالى، مؤكدًا فيه أن نسبة التهرب من التذاكر بواقع نحو 40 % من التذاكر المُسددة، وأن ذلك يهدر نحو 720 مليون جنيه سنويًا على الشركة، مطالباً بإعادة توزيع العمالة الزائدة التى تتقاضى نحو 47 مليون جنيه فى الشهر، حسب قوله.

نائب بلجنة النقل يهدد باستقالته من البرلمان اعتراضا على القرار:"حرقتونا فى الشارع"

وآثار حديث "دسوقى" النائب سامح السايح، الذى هدد بتقديم استقالته من مجلس النواب على خلفية قرار رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق، رافضًا الشكل الذى أصدر به هشام عرفات وزير النقل ذلك القرار، مضيفًا : " الوزير حرقنا كنواب فى الشارع، وكسرنا قدام شعبنا اللى انتخبنا علشان نمثله، لما ياخد قرار زى دا بدون ما نوافق".

وتابع : "السايح" غاضبًا : "أحنا تانى سلطة بعد رئاسة الجمهورية، أصبح ليس لنا أى قيمة، ولو الأمور استمرت بهذا الشكل سأتقدم باستقالتى من مجلس النواب نهائيًا".

وأيد النائب عبد الهادى بعجر عضو اللجنة حديث "السايح"، مضيفًا : "الوزير أهاننا جميعا، وإحنا مش موافقين"، فعقب اللواء سعيد طعيمة رئيس اللجنة، على حديث النائبين موجهًا حديثه لعلى الفضالي، : "إحنا كنّا عاوزين فعلا حاجة تفرح الشعب مع زيادة التذكرة".

اللجنة تُمهل الشركة لإعداد خطة شاملة للتطوير وعرضها فى اجتماع لاحق

وانتهى الاجتماع إلى إمهال على الفضالى رئيس هيئة إدارة وتشغيل مترو الأنفاق، لإعداد خطة اقتصادية شاملة للتطوير، بالتشاور مع هشام عرفات وزير النقل، من شأنها تعظيم الإيرادات وضمان استمرار عمل الشركة بالكفاءة المطلوبة، ومن ثم عرضها على اللجنة فى اجتماع آخر.