يعد مايكل روبين واحدا من أهم خبراء السياسة الخارجية فى الولايات المتحدة الذين تتركز خبراتهم فى الشرق الأوسط، وهى ليست مجرد خبرة بحثية، بل عملية أيضا، حيث عمل لفترة مستشارا فى وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون فى إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، وكان روبين الذى يعمل حاليا باحثا فى معهد إنتربريز من أبرز الداعين لتأييد مصر بعد 30 يونيو ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، حتى أنه نشر مقالا فى شهر أكتوبر الماضى، وقبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، طالب فيه الفائز فيها سواء كان دونالد ترامب أو هيلارى كلينتون بدعوة الرئيس السيسى لزيارة البيت الأبيض، مشيدا بجهوده فى مكافحة التطرف والإرهاب، ومنتقدا موقف إدارة أوباما منه.
«اليوم السابع» تحدث مع روبين فى مقابلة عبر البريد الإلكترونى عن الزيارة المرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن، ودلالات تلك الزيارة فى تحسن العلاقات المصرية والأمريكية، وكيفية تعزيز التعاون بين البلدين، وأبرز الملفات المتوقعة، فإلى نص الحوار:
كيف ترى زيارة السيسى لواشنطن باعتبارها أول زيارة رسمية لرئيس مصرى منذ أكثر من 10 سنوات؟
- بلا شك، إنها زيارة مهمة سواء من حيث الرمزية والجوهر. فمن الناحية الرمزية، تظهر أن إدارة ترامب تخطط للاستثمار فى علاقة الولايات المتحدة مع مصر، وأنها لن تدير ظهرها لمصر مثلما فعلت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وفيما يتعلق بالجوهر، فإن هناك الكثير الذى سيناقشه الطرفان مثل عملية السلام فى الشرق الأوسط والأمن فى شبه جزيرة سيناء والتحدى الذى يمثله داعش،وهناك العديد من مستشارى الرئيس، مثل سيب جوركا الذين طالما دعوا إلى تعزيز العلاقات مع الرئيس السيسى قبل أن يتولوا مناصبهم فى البيت الأبيض.
ما القضايا التى ستمثل أرضية مشتركة بين السيسى وترامب خلال هذه الزيارة؟
- يميل فريق الرئيس ترامب للنظر إلى الرئيس السيسى على أنه شريك أمنى مهم فى المعركة ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة. كما أن ترامب ومساعديه يميلون للنظر إلى الرئيس السيسى على أنه صانع ممكن للسلام على نطاق أوسع فى المنطقة، ولن أكون مندهشا لو تمت مناقشة القضايا المتعلقة بمبيعات الأسلحة خلال الزيارة مع محاولة مصر التعجيل بتوفير بعض المعدات التى تحتاجها لمحاربة المتطرفين فى شبه جزيرة سيناء.
هل تعتقد أن توقيت زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن يحمل دلالات فى ظل التطورات الراهنة فى المنطقة والعالم؟
- نعم، بالتأكيد. فأغلب القادة لا يتلقون دعوات لزيارة البيت الأبيض. لكن الرئيس دونالد ترامب أراد أن يلتقى السيسى منذ البداية، خاصة وأن كلا الرجلين يتشاركان كما يبدو وجهات نظر متشابهة فيما يتعلق بالتهديدات الأمنية فى المنطقة وفى العالم.
فى رأيك، ما التأثير المتوقع لهذه الزيارة على العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن؟
هناك الكثير من الأسباب التى جعلت مصر لا تثق فى الولايات المتحدة على مدى السنوات العديدة الماضية. والحلفاء مثل الأزواج، يمكن أن يكون هناك خلافات بينهم لكن لا ينبغى أن ينفصلوا ببساطة، وطالما كانت مصر صديقة للولايات المتحدة منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات، ومصر تستحق معاملة أفضل مما تلقته من واشنطن، ولدى أمل أن تصلح زيارة السيسى العلاقات بين البلدين وتعيد بناء الثقة بينهما.
كيف يمكن أن تتعاون الولايات المتحدة ومصر فى التعامل مع الإخوان لاسيما وأن إدارة ترامب تتفق مع مصر فى اعتبارها جماعة إرهابية؟
- بشكل أساسى، لابد وأن يكون هناك تبادل للمعلومات الاستخباراتية فى هذا الشأن، لكننى متأكد من أن مستشارى كلا الرئيسين ترامب والسيسى، إن لم يكن الرئيسين نفسيهما، يمكن أن يجتمعا لمناقشة كيف يمكن إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب أو كيفية فرض عقوبات مالية، وكيف ينبغى أن يحدث هذا على نطاق واسع.
كيف يمكن أن تساعد الولايات المتحدة مصر فى محاربة الإرهاب فى سيناء؟
- بإمكان واشنطن أن تساعد مصر من خلال مشاركة المعلومات الاستخباراتية وتقديم العتاد. فما لم تفهمه إدارة أوباما أن التهديد الناجم من سيناء لم يكن نتيجة حملة قمع جماعة الإخوان، ولكن كان له جذور أكثر عمقا. وبغض النظر عن هذا، فليس من الإنصاف ابتزاز مصر بهذا النوع من التهديد الأمنى، فترك مصر غير مجهزة للتعامل مع هذا التهديد يمكن أن تترتب عليه آثار تتجاوز مصر بكثير.
تشهد مصر إصلاحا اقتصاديا صعبا.. هل تعتقد أن بإمكان الولايات المتحدة أن تساعد القاهرة فى تحقيق التعافى الاقتصادى؟
- أشك أن الولايات المتحدة ستفعل ما هو مطلوب فى هذا الشأن بشكل كامل، لاسيما فى ظل نهج الحمائية الذى يتبناه ترامب. فالدعم الزراعى الأمريكى قد يقوض الزراعة المصرية، وأعتقد أن القضية الرئيسية يتعلق باتخاذ قرارات صارمة فى القاهرة للحد من الدعم، واستثمار الدخل المتوفر من حقول الغاز التى تم استكشافها فى الدلتا دون الوقوع فى المشكلات التقليدية للدول التى تعتمد على الاستثمارات. فتطوير الغاز يوفر فرصة تأتى مرة واحدة كل عدة عقود، ويجب أن يتم استغلالها بشكل صحيح.
كيف يمكن الاستفادة من دفء العلاقات المصرية الأمريكية فى دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط؟
- لقد تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بهذه القضية. هو يفهم المخاوف الأمنية لإسرائيل وقام ببناء الثقة. وهذه الثقة مطلب أساسى للحكومة الإسرائيلية للمضى قدما فى عملية السلام. وفى هذا الشأن، سيكون من الضرورى أن تدفع واشنطن حكومة نتنياهو المترددة فى التحرك.
موضوعات متعلقة..
السفير عبد الرؤوف الريدى: قرار حظر الإخوان ليس سهلا وأمريكيا ستقدم عليه