ربما للآثار سحر وبريق ولكن ككل جوهرة ثمينة تحتاج إلى عين مختلفة ترى أدق تفاصيلها ترعاها وتحافظ عليها، ثم تُخرج نورها للناس لتجذب إليها أنظارهم، هذا ما فعلته "بسنت نور الدين"، مرشدة سياحية فى العشرينيات من عمرها، رأت ما لم يرى غيرها من جمال قابع فى كل قطعة أثرية على أرض مصر، فقررت ان تنقل عبقها للناس فانتجت فيديوهات مصورة لعدة مناطق أثرية وغلفتها بمعلومات بسيطة سردتها فى إطار تشويقى سلس، ونشرتها على صفحتها عبر "فيس بوك"، وكانت المفاجاة فى حجم التفاعل الذى حققته تلك "الفيديوهات"، حتى وصل عدد متابعيها خلال أيام قليلة الى نحو 150 آلف متابع.
بسنت نور الدين
تقول "بسنت نور الدين"، أنها تخرجت من كلية سياحة وفنادق جامعة حلوان، وتعمل مرشدة سياحية منذ ما يقرب من 8 سنوات، ونتيجة لعملها ودراستها كانت تقرأ كثيراً عن قصص المناطق الأثرية وتاريخها، وجعلها ذلك على دراية ومعرفة بقصص عديدة وأماكن مختلفة فى مصر قد تكون غير معروفة للغالبية العظمى من المصريين، وحينما كانت تزور أحدى تلك المناطق مع أصدقائه، كانت تشرح لهم تاريخها، وكانوا يبدون اعجابهم بطريقة بنائها وشكلها الخارجى ولكن دون أن يكون لديهم دراية كافية بتاريخها.
وتتابع "بسنت" فى حديثها لـ"اليوم السابع"، أنها حينما كانت تحكى لأصدقائها تاريخ تلك المناطق الأثرية، كانوا يعجبون بهاً جداً، ويشيدون بطريقة سردها، وهذا شجعها كثيراً، وخلق بداخلها رغبة قوية فى أن يعرف الجميع وليس أصدقائها فقط تاريخ كل الأماكن الأثرية فى مصر بشكل بسيط، مؤكدةً أن هدفها هو أن تشارك الناس الأشياء الجميلة التى تحبها، وتريد أن يشعر الجميع بجمال تلك المناطق الأثرية كما تشعر هى بها وبانتمائها اليها، وأن يعرف الجميع أنه فى ظل المشاكل العديدة التى تعانى منها مصر، إلا أنه ما زال بها تفاصيل جميلة تستحق العناية والاهتمام.
بسنت نور الدين تشريح قصة سنب وسنت
وأضافت "بسنت"، أن هدفها ليس تنشيط السياحة المصرية كما يظن البعض، لأن _وفقاً لما تعتقد_ السياحة ستنشط بشكل تلقائى، إذا أحب الناس تلك المناطق الأثرية، فلا يجوز أن تطلب من السياح زيارة الأهرامات، لابد من أن يحبوا الأهرامات أولاً حتى يشعروا برغبة داخلية تدفعهم لزيارتها بشكل تلقائى، مؤكدةً أن الانسان أذا أحب شئ يذهب لزيارته، وانه من ضمن أهم أهدافها، ان تجعل الناس تشعر بالجمال الموجود بداخل القطع الأثرية التى تعرضها فى "فيديوهاتها"، وتنتمى إليها.
وعن بداية انطلاق شهرتها عبر "فيس بوك"، تقول "بسنت" أنها ترغب منذ طفولتها فى أن تكون مقدمة برامج، وحاولت التواصل مع عدد من القنوات ولكن دون توفيق، وفى أحدى المرات نصحها أحد أصدقائها، بتصوير فيديوهات خاصة بها تقص فيها روايات ومعلومات عن المناطق الأثرية التى تعرفها، لتنقل تلك المعلومات الى الناس، وفى أحدى الأيام كانت فى رحلة سياحية مع فوج سياحى بقلعة "قايتباى" بالأسكندرية، وقررت أن تصور فيديو ترصد فيه معلومة عن تاريخ تلك القلعة، ونشرته على صفحتها الخاصة، مما لاقى ردود أفعال إيجابية واسعة من جانب أفراد أسرتها وأصدقائها وهذا شجعها على تدشين صفحة خاصة بالفيديوهات ونشرها.
قصة مناخير أبو الهول ترويها بسنت نور الدين
وعن ردود الأفعال الواسعة التى تلقتها عقب نشرها لثلاث فيديوهات تحدثت خلالهم عن قصص من داخل المتحف المصرى، و الأهرامات، و قصر محمد محمود باشا، تقول بسنت:"ما توقعتش ردود الأفعال بالطريقة دى، وانبسطت انى لقيت ناس مهتمة تعرف معلومات عن تاريخ بلدها، مش تشوف حجات بتضحك وخلاص، ولكنهم عايزين يعرفوا باسلوب سهل بسيط مش مكلكع، والناس لسه عندها الفطرة السلمة الى تخليها تعرف، ونفسى الناس تحب التفاصيل وتشوفها وبلاش تبص على الصورة بشكل عام لو دورت فى تفاصيل الصورة هتشوف حاجات كبيرة، ويكون عندهم مقدار من التامل وقدرة على التقاط الحاجات الحلوة.
وعن تشبيهها بـ"أبلة فضيلة"، تقول "بسنت"، أنها سعدت بهذا التشبيه على الرغم من أنها لم تتابع برنامج الأبلة فضيلة، وانها فقط كانت تسمع عنها بأنها شخصية متخصصة فى حكايات الأطفال وتقدم برنامجاً اذاعياً، مؤكدةً فى ختام حديثها أن فيديوهاتها لن تقتصر على المناطق الأثرية بالقاهرة، وستتوجه إلى العديد من المناطق الأثرية فى مختلف المحافظات من بينها الأسكندرية وأسوان لتقديم حلقات عن المناطق الأثرية التى تعشقها هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة