صدر كتاب "كلام كائن عادى" للكاتب ياسر شعبان عن دار روافد، والكتاب محاولة بدأت قبل أكثر من عشرين عامًا لاصطياد الكلام، إيقاعه بين همس وصراخ، توتر وتأمل، تلعثم وتدفق، وما يتسم به من تداخلات/تعدد مستويات السرد، وتعدد أصوات وإن كانت عبر صوت واحد؛ فغالبًا ما يتقمص شخصيات/إيقاع من يتكلمون من خلاله أو على الأقل يرتدى أقنعة تشبههم.
من أجواء الكتاب:
وأنا مثلكم لا أستطيع سوى الحياة طالما هذا متاح لي.. ولما يأتى الموت أموت.. ولست غاضبًا بل معجبًا بهذا الرائع الذى اتفق عليه الجميع.. ما أبسطه ينهى الحياة فجأة.. ولو سألنى جنى المصباح مثلًا ماذا تتمنى.. تصوروا – أمنيتى أموت لفترة محدودة ـــ فقط ـــ لأحقق هذا الغياب الذى يُحزن الناس.. وأكثر – يجعلهم يقولون عنى (الميت) بلا حرج..!!
حتى الآن لم يمت لى أحد.. أقصد لم يمت لى قريب حبيب..
عجيب – كيف أتمنى موت قريب حبيب؟ فمهما أحسست وعرفت بغيابه هل يعوضه؟ يجب أن أقوم من سريرى لأفتح الشباك وأتنفس بعمق فهذا التفكير ثقيل ينقبض له الصدر.. هكذا إذن – أنا الآن منقبض الصدر وقلبى يدق بسرعة.. وعرق خفيف على جبهتي.. ربما أول شيء يخطر ببالى موت حبيبة لي.. هذه البنت التى تزوجت غيرى وقالت آه آه وهى تشده عليها وقدماها تلتفان حول قدميه ونهداها يرتجفان بين صدريهما.. ثم تقول لي: والله كنت أراك أنت.. أشعر بك.. ولما انتبه لوجوده تمتليء عيناى بالدموع.. ألا تستحق الموت هذه البنت الخائنة؟.. تستحق.. إذن سأقتلها فى مشهد جنسى يتسم بالهوس والسادية ثُمّ أجلس فى الركن أبكى بحرقة لا لشيء سوى أن هذا لما يتبعه الضحك والرقص وأنا عارٍ يخلق طقسًا يوقظ غرائزى ويفتح حواسي.. ثُمّ ألن يكون هذا مفاجئًا لها وخصوصًا لما تتوسل إلىّ ولا أستجيب.. تستحلفنى ولا أستجيب.. تقول خذنى ولا تعذبني.. أنت – أجبني.. ولا ألتفت – أتنفس بعمق وقد خفّ انقباض صدري.. لكننى ألوم نفسى على هذه السادية.. أنت سادي.. لا تعنى الكثير – فالجميع يستمتعون بعذاب الآخرين.. ولو عن طريق مواساتهم.. (كلام كائن عادى).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة