كرم جبر

الدكتور عبدالعال ولم شمل البرلمان

الثلاثاء، 28 مارس 2017 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكرة فى ملعب الدكتور على عبد العال، لمنع انفجار مجلس النواب، وعليه أن يتسلح بالصبر وطول البال وضبط النفس، حتى يحافظ على استقرار البرلمان واستمراره، وتصحيح صورته التى اهتزت كثيرا أمام الرأى العام.. تعبنا وشقينا حتى صار لنا برلمان، وهو الأفضل رغم بعض هناته الصغيرة، أفضل مليون مرة من برلمان الإخوان، الذى جاء لاختطاف الدولة وتسليمها للمعزول وأهله وعشيرته، وأفضل من برلمان 2010 الذى شابته اتهامات التزوير وتزييف إرادة الأمة، وكان سببا فى 25 يناير التى عصفت به وبالنظام.
 
مجلس النواب يستحق أن ندافع عنه، وأن نتشبث ببقائه واستمراره، ويضم مزيجا جيدا من الشباب وأصحاب الخبرة والأقباط والسيدات، وأنجز مهاما جسام لم تنجزها برلمانات عريقة قبله، ويواجه تحديات قوية فى مرحلة صعبة، ويزداد أعضاؤه دراية وحنكة بمرور الوقت، ولكن بعض الشباب لم تكتمل خبرتهم، ولا يعرفون كيف يجمحون جماح غضبهم، فينفعلون ويرتكبون أفعالا تحمل فى ظاهرها انفلاتا وتعديا على وقار البرلمان وهيبته، وتكبر الصورة أكثر بسبب الإعلام المتربص بهم، فيصبح أى حادث صغير فى الجلسات الصباحية انفجارا كبيرا فى توك شو المساء والسهرة، ويجلد النواب أنفسهم بأنفسهم بالظهور غير اللائق فى البرامج، وكأنه يتم استجوابهم بمعرفة مقدمى البرامج، وبشكل لا يليق بهيبة البرلمان ولا بكرامة الأعضاء.
 
الإحالة إلى لجنة القيم يجب أن تكون المحطة الأخيرة، وعدم التلويح بها إلا فى حالة ارتكاب فعل جسيم، حتى لو كانت اللائحة فضفاضة وتتضمن أفعالا عادية، فرئيس المجلس يستطيع أن يتعامل بروح النصوص، وأن يحتوى المعارضين قبل المؤيدين، وأن يرتدى قفازا من حرير فوق القبضة الحديدية، وأن يؤمن بأن قدره جاء به فى مرحلة انتقالية، اختفى فيها عتاولة الحياة النيابية، ويحل محلهم جيل جديد معظمهم يدخلون البرلمان لأول مرة، وبعد سنوات انفلات وتسيب وانهيار كثير من الأصول والأعراف.
ويبدو أن الأمور لن تستقيم، إلا إذا أسفرت تجربة البرلمان الحالى عن مولد حزبين كبيرين أحدهما يحكم والآخر يعارض، ليس على طريقة الحزب الوطنى الذى احتكر وحده السلطة فهرم وانهار، وإنما بكيانات سياسية تعبر تعبيرا حقيقيا عن الناس، وتفرض معايير الانضباط والالتزام على الأعضاء، حتى لا نفاجأ بالمشاهد المؤسفة التى قادها أحد النواب الشبان، فأغضبت رئيس المجلس، وأثارت استياء واستنكار الرأى العام.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة