نقلا عن العدد اليومى..
كشفت منى سيف السليطى، شقيقة وزير الاتصالات والمواصلات القطرى، المعارضة للنظام الحاكم فى الدوحة، تفاصيل فساد النظام والديوان الأميرى والحكومة القطرية، وكيف تتحكم الشيخة موزة بنت ناصر المسند والدة الأمير الحالى تميم بن حمد بن خليفة الثانى، فى كل أركان الإمارة، وكيف يتم عزل المواطنين والشعب عن الوظائف المهمة ولا يتجرعون من النظام سوى تخبطه وويلاته السياسية.
وكشفت السليطى فى حوار خاص لـ«اليوم السابع» علاقة الدوحة بإيران وإسرائيل، وحجم الفساد والبطالة والمعاناة التى يعانى منها الشباب القطرى، فى ظل سياسة حكومة تأبى الإصغاء والاستجابة لمطالب شعبها، بل باتت تتلذذ بما حققت من تجاوزات وخرق للقانون والدستور وطغيانها والاستمرار فى هذه التجاوزات. كما ألقت الضوء على كيفية دعم قطر للإرهاب داخل مصر، إبان «الربيع العربى» الذى مولته دوحة موزة وذريتها «المشؤومة»، على حد وصفها.
وقالت السليطى، إن زيارة موزة بنت المسند، للسودان يحوم حولها العديد من علامات الاستفهام، مشيرة إلى أنها اصطحبت معها «صباح الهيدوس»، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «صلتك» القطرية لتوظيف الشباب، وهذه المؤسسة بقيادة هاتين السيدتين اللتين ساهما بفشل وانهيار منظومة تعليمية كاملة وشاملة بدولة قطر منذ عام 1999 إلى الآن ينم عن ريبة وعدم اطمئنان وأن لديهما أهدافا مشبوهة، لاسيما كونهما يعملان تحت ظل ورعاية مؤوسسة «راند» التى هدمت التعليم بقطر، وأعلنت خلال الزيارة أنها تسعى لتوظيف مليون شاب سودانى.
وقالت السليطى: «إن المؤسسة لا تملك الإمكانيات لتوظيف هذا العدد الضخم، فإن وجدت الخطة ووجد التمويل الكافى فلم لا يوجه للداخل القطرى أو الخليجى فهم أولى بالمعروف، فكيف من عجز عن إيجاد فرص وظيفية بدوحة الداخل لهدد لا يتجاوز 50 ألفا على سبيل المثال يحسن إيجاد فرص وظيفية بالخارج لمليون!؟. إنه أمر مثير للدهشة، ومدعاة للتساؤل!».
وأكدت أن الهدف الرئيسى لتلك المؤسسة التى ترعاها موزة هو تجنيد الشباب للعمل الإرهابى وتدريبهم من أجل تنفيذ عمليات إرهابية عبر الحدود المصرية المشتركة مع السودان، مضيفة: «تم وضع معسكر تدريب فى مقر تابع لمجلس التعليم، لأعضاء تنظيم القاعدة بعد طمس وتبديل اسمه.
وأوضحت السليطى، أن عملية التجنيد ستكون تحت أى مسمى، من خلال استغلال حاجة الشباب السودانى للعمل والخلاص من البطالة وبالتالى تجنيده مقابل راتب شهرى ومقدرات وتوفير معيشة مناسبة مقابل الانضمام للمنظمات الإرهابية.
وأبدت المعارضة القطرية المعروفة استغرابها الشديد من زيارة موزة للسودان والإعلان عن توظيف ما يقرب من مليون شخص فى الوقت الذى يعانى فيه الشباب القطرى من البطالة الشديدة، مشيرة إلى أنها تركت كل هذا وذهبت للسودان لأهداف غير معروفة وإن كانت دلالات وإشارات الواقع تنم عن مدى التأمر المستمر الذى لم ينقطع على الوطن العربى أجمع.
من جهة أخرى، كشفت السليطى، أن هناك قانونا يسمى «قانون التقطير» أو قانون نظام التشغيل، جاء تباعا لأجندة «الربيع العربى»، موضحة أن كل القطريين يتم تحويلهم للتقاعد المبكر واستئصالهم من عملهم بحجة عدم الكفاءة، وهذه حجة من أجل الخلاص من القطريين لإحلالهم بالأجانب الذين قام النظام بتجنيسهم.
وقالت السليطى: «إن حمد بن خليفة ومن بعده تميم، زعموا أن هدف قانون مشروع التقطير تأهيل القطريين للوظائف والأعمال فى القطاعين الحكومى والخاص وتوفير وظائف وأعمال للمواطنين، إلا أن القانون بمثابة سيف على الرقاب من أجل تمكين الأجانب من الوظائف بدلا من المواطنين، وما زال هذا القانون غير مفعل ويعد بمثابة مخدر موضعى يلوح به بوجه كل من يشكو شظف العيش وضيق الحال بقطر بلد العز والخير الوفير وما للوظيفة للقطرى بها من سبيل!».
وأكدت السليطى، أن كل هذه أجندة جاءت مع حمد بن خليفة، مع اعتلاء الحكم، ودخول الأجانب وما نسميه فى قطر بـ«الاحتلال الأبيض» وتهميش دور القبائل ودحرها وتهميش القطرى الأصلى، قائلة: «أنا من حقى أستفسر عندما تذهب موزا لتونس أو السودان أو الجزائر من أجل توظيف الشباب هناك وتترك البطالة فى قطر».
وأضافت المعارضة القطرية: «مؤسسة صلتك التى تدعى أنها تحارب البطالة فى تونس والسودان والجزائر، لماذا لا تذهب لسلطنة عمان والبحرين لماذا لا تعمل فى قطر وتوظف حتى 50 ألف قطرى بلاش مليون»، مشيرة إلى أن هذه المؤسسة يعمل بها أشخاص غير قطريين الأصل لافتة إلى أن «الهيدوس» أصولها إيرانية.
وأشارت السليطى، إلى أن قطر من خلال المؤسسات والمنظمات التى تنشئها كمنظة «صلتك» تدخل الدول الفقيرة وتستغل عملية التوظيف وحاجة الشباب للعمل لكى تجند هؤلاء الشباب فى عمليات إرهابية داخل تلك الدول وضد مصر والوطن العربى.
وأكدت السليطى، أن قطر تعانى بشدة من فشل مبادرة تطوير التعليم وعدم استجابة الدولة لمبادرات التصحيح، فهو الإرث الحقيقى للأجيال وللوطن ورفعته وتسليح عماده من أبنائه، مشيرة إلى زيادة نسبة البطالة بين القطريين الأصليين، فى حين أن هناك طبقات وفئات معينة من المجتمع تنعم بخير البلاد، مشيرة إلى أن حمد بن خليفة ادعى أنه حول البلاد إلى دولة مؤسسات، لكن الواقع غير ذلك ولا يزال الحكم المركزى فى قطر يعمل على إضعاف البلاد بتحكمة بها وعدم استقلالية مؤوسساته!
وكشفت المعارضة القطرية، تفاصيل لأول مرة عن عملية التجنيس الممنهجة التى يتبعها النظام القطرى، منذ وصول والد تميم للحكم، مؤكدة أن عملية التجنيس تتم فى قطر حسب «المزاج» وحسب المصالح الفردية وليست حسب مصالح الدولة، مشيرة إلى أن أى مسؤول رفيع المستوى أو ذا سلطة كبيرة يستطيع أن يجنس ما يشاء.
وأوضحت السليطى، أن الدوحة جنست خلال السنوات القليلة الماضية حوالى 5 آلاف بحرينى، من أجل تفريغ البحرين من سكانها الأصليين وإفساح المجال أمام الإيرانيين والسكان الشيعة من أجل إحكام السيطرة عليها من جانب طهران.
ولفتت السليطى إلى أن الشعب القطرى شعب مختلط منذ زمن طويل وقبل اكتشاف النفط، فهناك القبائل العربية الأصيلة، والقبائل العربية المختلطة، وقطريين من أصول إيرانية، وعجم، بجانب العائلات القطرية المختلطة بالأجانب، مضيفة أنه بعد «الربيع العربى» عام 2011 أصبح النفوذ الإيرانى داخل الدوحة كبير للغاية، وتمكن من مفاصل الدولة وتحولت قطر تدريجيا ذراع طهران فى الخليج والمنطقة العربية كلها.
وكشفت السليطى أيضا، أن وزارة الخارجية القطرية يعمل بها كثير من القطريين من أصول إيرانية وهم يتحكمون فيها، وتم طرد جميع الموظفين القطريين من القبائل العربية، مبدية استغرابها من وصول الإيرانيين لأهم وزارة فى الدولة، مشيرة إلى أن كل هؤلاء الموظفين مجنسين، فى حين أن القطريين الأصليين محرومين من اعتلاء مناصب حساسة أو العمل بالوزارات السيادية.
وأكدت السليطى، أن المجنسين، من ذوى الأصول الإيرانية هم اللذين يتحكمون فى الاقتصاد القطرى، والاقتصاد هو عصب وشريان الدولة والموجه لسياستها، مشيرة إلى أن معظم أصحاب روؤس الأموال الضخمة من الإيرانيين المجنسين، وأنه قبل وبعد «الربيع العربى» كان لهم دور كبير فى تهميش القبائل العربية، وكل ذلك يحدث تحت حماية «القصر الأميرى» والقاعدة الأمريكية الذى مكنهم من أركان الدولة.
وكشفت السليطى، أن لدى إيران خطط بعيدة المدى وتنفذها على أرض الواقع، مشيرة إلى أن طهران زرعت منذ 50 عاما سكان لها فى عدد من الدول الخليجية لكى يتمكنوا من تلك الدول حاليا وهذا الأمر نجحت فيه بالفعل فى قطر والبحرين، مشيرة إلى أن إيرن عززت من وجود الشيعة فى المنطقة بمساعدة من الولايات المتحدة، لافتة إلى أن معظم هؤلاء القطريين من ذوى الأصول الإيرانية ولائهم الأول لإيران وليس لقطر بل كثير منهم يعملون جواسيس لصالح طهران، ولكن النظام الأميرى يغض الطرف عنهم.
وعن العلاقات القطرية الإسرائيلية، ذكرت السليطى أن تلك العلاقات كانت فى السابق فى الخفاء لكنها أصبحت حاليا فى العلن، فالتمثيل الدبلوماسى بما يشبه سفير قطر لدى إسرائيل من محمد العمادى الذى أرسلته قطر ليكون وسيطا بين إسرائيل وقطاع غزة لإعمار القطاع أصبح بمثابة سفيرا للدوحة لدى تل أبيب.
كما كشفت السليطى، أن عددا كبيرا من إخوان حكومة قطر من الإسرائيليين يعملون داخل المؤسسات القطرية ولكن يخفون جنسيتهم الأصلية، لأنهم يدخلون البلاد بجوازات سفر لجنسيات أخرى، والنظام الحاكم يعلم ذلك بل يسهل دخولهم ويسمح لهم بالعمل بحرية داخل الإمارة، مشيرة إلى أن قناة «الجزيرة» يعمل بها كم كبير من الإسرائيليين.
وفيما يتعلق بالأزمات الاجتماعية داخل الإمارة الخليجية، قالت السليطى، إن النظام الأميرى الحاكم يتعمد إفقار طبقات وأفراد معينة، وتتبعهم والنيل منهم، بدافع الحقد تارة والتنكيل غير المبرر ومن باب اللهو والاستهتار والاستخفاف بالشعب وفئات المجتمع، وبدافع إذلال المعارضين له تارة أخرى، أو المطالبين بتعديل وتصحيح الأوضاع، أو المستهجنين لكسر الأعراف والقوانين، أو للمطالبين بأدنى درجاتهم الحقوقية بالعدالة أو الاقتصاد أو الوضع الاجتماعى بالدولة، مؤكدة أن النظام الحاكم يستخدم القسوة ضد المواطنين العزل المسالمين، وينتقم بكل قوة من أى صوت مغاير لا ينساق لنزواته.
وعن البطالة، قالت السليطى، إن هناك تعمدا من جانب النظام على عدم تشغيل الشباب من القبائل العربية ومنح الفرص للأجانب والمجنسين.
كما لفتت السليطى، أن النظام الحاكم فى الدوحة لا يهتم بالتعليم ويسعى لخلق جيل جاهل وفاشل، حتى لا ينتشر الوعى بين صفوف المواطنين البسطاء ولا يجد من يعارضه، مؤكدة أن النظام التعليم الجيد موجه فقط للطبقات العليا والأثرياء وأبناء الشيوخ والمجنسين ومن يحيط بهم من بطانة وطبقة تخدم مصالحهم بالدولة.
وقالت المعارضة القطرية، بالرغم من ذلك إلا أن الشعب القطرى طموح جدا، ويسعى لتعليم أبنائه، تعليماً تنافسيا تسابقيا لمواجهة الجهل الذى يسعى النظام لنشره بين صفوفهم، مشيرة إلى أن الدوحة أنشأت مدينة تعليمية» كلفتها مليارات الدولارات وهى مبنية على أعلى نظم تعليمية وإلكترونية، ولكنها مخصصة للأجنبى والمجنسين والأثرياء فقط ومحرمة على بقية الشعب القطرى، مشددة على أن التعليم فى قطر تحول لعملية «انتقائية».
وحول زيادة نسبة التضخم فى قطر، وعجز الموازنة التى تعانى منها البلاد حاليا، قالت السليطى، إن رؤية قطر 2030 بجانب تنظيم مونديال كأس العالم 2022 ساهم بصورة كبيرة فى زيادة نسبة التضخم وارتفاع الأسعار، مؤكدة أن المؤسسات الأجنبية العاملة فى قطر حاليا تنهب خيرات الشعب وترسله للخارج.
وأضافت السليطى أن النظام الحاكم بالدوحة منذ فوز البلاد بتنظيم مونديال كأس العالم عام 2022 يقوم بإنفاق أموال الشعب القطرى لإنجاح البطولة العالمية تحت مساريع لن تعود بالنفع بعد المونديال على الشعب بفائدة ترجى، ناهيك عن السرقات والعقود الوهمية التى تم استنزاف موارد الشعب بها، بظل غياب الأجهزة الرقابية، وحتى لا يتم توجيه أن تقادات للدولة من جانب منظمات حقوق الإنسان الدولية، وذلك على حساب الشعب القطرى الذى يعانى من غلاء الأسعار.
وفيما يتعلق بأزمة السكن الكبيرة فى قطر، قالت المعارضة القطرية، إن هناك حالة غضب شديدة تسود بين أوساط المجتمع القطرى، خاصة الشباب، بسبب ارتفاع أسعارالبيوت السكنية وعدم قدرتهم على توفير مساكن بأسعار مناسبة، لافتة إلى أن عددا كبيرا من الشباب القطرى يعانى من ارتفاع أسعار العقارات والأراضى.
وأوضحت السليطى أن حالة الاحتقان والغضب زادت بسبب تخصيص السلطات القطرية مساحات واسعة من الأراضى لبناء مساكن للعمالة الأجنبية الوافدة، فى حين أن نسبة كبيرة من الشباب لا يستطيع شراء أراضى للاستثمار أو للزواج.
ولفتت المعارضة القطرية، إلى أن هناك عائلات قطرية لا يوجد فى ثلاجتها أى طعام، فى حين أن الطبقات الغنية والمجنسة يرسلون طائرات خاصة لإحضار طعام خاص لـ«كلابهم» من الخارج، مؤكدة أن الشعب القطرى يعيش تحت ظلم كبير من جانب العائلة الحاكمة المستهترة بالشعب ومقدراته، ضاربة بمصالحه عرض الحائط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة